خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام
للاتحاد الاشتراكي العربي
القاهرة، 23 يوليه 1969
جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 24 يوليه 1969

أيها الأخوة

          تقدمت لي عدة اقتراحات كلها ذات معنى واحد ممضية بإمضاءات عدد كبير من أعضاء المؤتمر يصل إلى عدة مئات- أعضاء المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي، إيماناً منهم بوحدة النضال العربي ليسعدهم باسم الشعب المصري أن يقدموا التحية والتأييد لثورة الشعب السوداني الشقيق. تحية إخوان في النضال على طريق التحرير والاشتراكية. ومن الواضح أن أعضاء المؤتمر جميعاً وافقوا على هذا الاقتراح.

أيها الأخوة

          قبل أن أبدأ عرضاً لبعض القضايا الحيوية من نضالنا، فإني أريد أن أرجوكم في الوقوف دقيقة من أجل ذكرى شهدائنا الذين أعطوا الوطن أنبل وأشرف ما يكون العطاء.

أيها الأخوة

          إن الشعوب العظيمة لا تعتبر الأبطال من شهدائها مجرد ذكرى وإنما تعتبرهم معالم على طريق انتصاراتها وشواهد حق على علو هممها ودلائل صدق على عزمها الذي لا يلين وكفاحها الذي لا يتوقف في سبيل مثلها العليا.

          إن شهداء أي أمة عظيمة هم القصص المجيدة على طريق نصرها. فالنضال هو تحمل التضحية وتحمل التضحية هو من الانتصار، ولا يقدر على دفع ضريبة الدم غير الذين يقدرون شرف الحياة.

          إن تواريخ الشعوب العظيمة تكتبها دماء الشهداء. ومن هنا فإن شهداء أي شعب هم في حقيقة الأمر حياته المتجددة دائماً وآماله المتسعة باستمرار وقضاياه الحقة والعادلة. هم في الواقع رموز مضيئة لمبادئه الغالية ومصالحه المشروعة، هم حكاية تقدمه هو دعائم نصره وهم مسيرته الظافرة.

<1>