إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في عيد العمال

شبرا الخيمة، 1 مايو1970
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 2 مايو 1970

أيها الأخوة المواطنون

         لقد قصدت أن أحضر عيد العمال معكم هنا في شبرا الخيمة في المنطقة الصناعية الكبرى التي تمثل أبو زعبل قطعة منها وامتداداً عضوياً لها.

         أردت ذلك لأنه ما من شئ يشرح الحقيقة فيما تمثله وفيما تدافع عنه، وفيما نقاتل من أجله، كذلك المثل الأعلى الذي نستطيع أن نستلهمه من هنا ونتحقق من صحته وصدقه على الطبيعة في هذه البقعة المكافحة من أرض مصر الخالدة.

         هنا- أيها الأخوة- فيما حدث في أبوزعبل يتجسد الصراع بيننا وبين العدو، تتجسد حقائق الصراع، وتتجسد معاني الصراع، وتتجسد أهداف الصراع. بجوارنا هنا في أبوزعبل تقوم الشركة الأهلية للصناعات المعدنية بأبو زعبل. تكلف هذا المصنع حوالي خمسة ملايين جنية، دفعها الشعب المصري الذي عاش طول عمره يبني للسلام والحضارة وللحرية. يعمل في هذا المصنع2000 عامل أجورهم في السنة حوالي مليون جنية، يرعون أو يعولون 2000 أسرة طيبة عاملة مكافحة. مصنع ناجح يتصل العمل فيه ثلاث ورديات تستغرق كل الأربعة وعشرين ساعة في اليوم. ينتج هذا المصنع 75 ألف طن من حديد التسليح الذي يستخدم في البناء، وبالتالي فإن المصنع كله يكاد أن يكون رمزاً حياً لأمل التشييد والتعمير.

         هذا هو المصنع الذي بنيناه وعملنا فيه ووجهنا طاقته إلى خدمة البناء.

         فلننتقل- أيها الأخوة- إلى ما حدث لهذا المصنع صباح يوم 12 فبراير الماضي. فجأة وعلى ارتفاع منخفض تسللت طائرات الفانتوم التي أرسلتها أمريكا، الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل سنة 69، تسللت وتوجهت إلى هذا المصنع بنيرانها، بالصواريخ وقنابل النابالم والقنابل الموقوتة زمنياً.

         وبعد دقائق- ايها الأخوة- كان أحد العنابر الرئيسية في هذا المصنع صورة للدمار والموت، وكانت الخسارة تقدر بـ350 ألف جنية، وكانت الخسارة 88 عاملاً شهيداً و150 عاملاً جريحاً. الآلات التي كانت في هذا العنبر تحطمت ومزقتها الانفجارات. وكانت الجروح، جروح الجرحى جروحاً محرقة أحدثتها نيران

<1>