إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

          ما إن بدأت قواتنا المسلحة تستعيد زمام المبادأة وتهاجم العدو الذي يحتل أراضينا وتلحق به الخسائر المؤثرة، حتى عادت إسرائيل تطلب إلى الولايات المتحدة أن تلعب اللعبة التي قامت به إلى جوارها في كل مرحلة من مراحل الصراع، لعبة ضمان التفوق لها، لإسرائيل، لعبة تدعيم القوات الإسرائيلية ضد القوات العربية، لعبة تحريض إسرائيل على استمرار العدوان. واستمرار الاحتلال.

          إن الأمة العربية وشعوبها وجماهيرها هي الأمل الأول والأمل الأخير، هي الاحتياطي العظيم الذي يعزز جبهة ميدان القتال ويعطيها ويهيئ لها أحسن الظروف التي تتكافأ مع تضحيات الابطال من أبنائنا المدافعين بشرف عن حقها وعن حياتها وعن وجودها.

أيها الأخوة

          إن قواتنا المسلحة سوف تستمر في القتال، سوف تستمر المعركة من أجل التحرير، مهما كانت الظروف. لأن ذلك حقنا المشروع.

أيها الأخوة

          إننا نعرف كفاح قواتنا المسلحة وصبرها وعرقها.

          إننا نعرف، إنكم جميعاً تعرفون تضحياتها. إننا نثق في إن الله سيكون بجانبنا. إننا نثق في الرجال الذين يقفون على جبهة القتال. إننا نثق في النصر بإذن الله. إننا نثق- أيها الأخوة- في المقدرة الخلاقة للشعب المصري ولشعوب الأمة العربية.

أيها الأخوة

          سوف أعود مرة أخرى إلى مصنع أبو زعبل. لقد تمكنتم- أيها الأخوة- في مصنع أبو زعبل وبمعونة المصانع المجاورة لكم في منطقة شبرا الخيمة. من إعادة بناء ما تحطم من المصنع في ظرف أسبوعين اثنين، وبعد شهرين تمكن المصنع من العودة إلى طاقة إنتاجه كاملة. إن طاقة إنتاج المصنع في إبريل من هذه السنة كان أكبر من طاقته في إبريل من السنة الماضية.

          هذا موقفنا، وهذه طاقتنا، وهذه مقدرة شعبنا ورجاله، هذا مجرد رمز.

          إن هذا الشعب يؤمن بأن الحياة أقوى من الموت. إن طاقة البناء اقوى من طاقة التخريب. إن السلام أقوى من كل الصواريخ، والنابالم والقنابل الزمنية الموقوتة.

<25>