إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

         كلنا نحن العرب نريد أرضنا ونريد السلام عليها والحرية من حولها، وكانوا يريدون أرضنا، ولا سبيل لهم إلى ذلك- حتى يستولوا على الأرض- إلا القتل. ولم يكونوا يخفون رغبتهم في القتل حتى تخلو الأرض الطيبة الطاهرة لمطامعهم وأحقادهم.

أيها الأخوة

         إن زعماء إسرائيل لم يخفوا ذلك. الكلام اللي أنا بأقوله دلوقت مش بقوله من عندي، مش بقوله استنتاج. مش بقوله عبارة عن نقط متفرقة، ولكن قادة اسرائيل وزعماء إسرائيل قالوا هذا الكلام في سنة 1948 وقبل سنة 1948 وبعد سنة 1948، وفي سنة 1967 وبعد سنة 1967، أكثر من واحد من زعماء إسرائيل وقف وقال علناً قدام الرأي العام العالمي كله:" نحن نريد أرض العرب، فكيف نأخذ أرض العرب من العرب؟ هل نقنع العرب بأنهم يتركوا لنا أرضهم بالمنطق والحجة؟ ذلك لا يصلح، والسبيل الوحيد إذن هو أن نقتل وأن نثير الرعب والخوف وليس في ذلك ما ينبغي أن نخجل منه أو نداريه تحت الشعور بوطأة الضمير.هذا هو طريقنا، طريق زعماء إسرائيل إلى ما نريده، إذا كنا نريده، ونحن نريده".

         هذه- أيها الأخوة- بالحرف الواحد أقوال أكثر من زعيم من زعماء إسرائيل، سواء من السياسيين أو من العسكريين. مناحم بيجين زعيم أحد الأحزاب قال هذا الكلام في إسرائيل. موشى ديان قال هذا الكلام في إسرائيل. وايزمان أخيراً قال هذا الكلام في إسرائيل، قال إحنا يجب علينا أن نخجل حينما يقال أن هذه الأرض محتلة، ويجب علينا أن لا نقبل أن نقول أن هذه الأرض العربية- يقصد بهذا الضفة الغربية وسيناء والجولان وكل الأرض التي احتلتها إسرائيل في سنة 1967- هي أرض محتلة، فهذه ليست أرض محتلة، لأن هذه الأرض هي أرضنا، ويجب أن لا نشعر بتوبيخ الضمير حينما نقول هذا. وقال أكثر من هذا إن إسرائيل هي التي حددها هيرتزل في مشروعه، اي إسرائيل بين النيل والفرات. هذا الكلام ليس بالكلام الجديد، ولكنه كلام قديم قيل في مناسبات، وهذه الأقوال لم تقتصر على الأقوال، بل اقتصرت على الأعمال، في سنة 1948 كانت دير ياسين، في سنة 1956 كانت كفر قاسم والمذابح التي حصلت في كفر قاسم، وكانت مذابح خان يونس، والمذابح التي حدثت في قطاع غزة، في سنة 1967، والمذابح التي حصلت في جميع المناطق المحتلة من الأرض العربية.

أيها الأخوة

         هذا هو الدرس الذي يجب علينا أن نتعلمه والذي يجب علينا أن لا ننساه. منطق العدو، أقوال العدو، أفعال العدو. وسوف نواصل معاً الدرس الذي يعطيه لنا دائماً تطور الصراع، لأننا- أيها الأخوة- اليوم وأكثر من أي يوم آخر يجب أن نكون على بينة وعلى نور. فذلك وحده سوف يثبت إيماننا، وسوف يعطينا اليقين الذي يشد عزمنا ويقوي إرادتنا ويستحق تضحياتنا. لقد كانت كثيرة، وسوف تكون في المستقبل أكثر.التضحيات التي مرت على طوال السنين الماضية، قبل سنة 1948 في فلسطين، وهنا في مصر، وعلى

<3>