خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، حول بعض حقائق الوضع الراهن في الشرق العربي

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
بمناسبة حضوره احتفالات ليبيا بجلاء القواعد الأجنبية
بني غازي، 25 يونيه 1970
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 26 يونيه 1970

أيها الأخوة

          جئت إليكم في المرة الأولى في نوفمبر الماضي لأهنئكم بالثورة العربية الليبية التي أرادت أن تبعث الشعب الليبي، فقامت يوم أول سبتمبر بقيادة الأخ معمر القذافي، ومجلس قيادة الثورة، والضباط الوحدويين الأحرار، والطلائع من القوات المسلحة، قاموا جميعاً وفجروا ثورة أول سبتمبر لينبعث الشعب الليبي. وأراه كما أرى فيكم الثورة العربية التي رأيتها قبل ذلك في دمشق قلب العروبة النابض.

أيها الأخوة

          اسمحوا لي أن أقول.

أيها المواطنون

          إني لا أفرق بينكم وبين اخوتكم في مصر وبين اخوتكم في دمشق وبين اخوتكم في أي بلد من البلاد العربية التي تسعى للحرية والتي تسعى للوحدة.

          حضرت إليكم في نوفمبر لأهنكم بقيام الثورة، ورأيتكم ورأيت حماسكم، ورأيت عزيمتكم، ورأيت ثورتكم، وتذكرت الأحداث الكبرى التي حدثت في سنة 1956 حينما واجهنا في مصر العدوان الثلاثي، وكنتم أنتم هناك في بنغازي تواجهون القوات المسلحة البريطانية.

          وخرجت فعلاً قوات الاحتلال تجوب الشوارع بالعربات المسلحة، ولم يكن في هذا الوقت العدوان على مصر فقط، ولكن كان أيضاً هنا بين أرضكم. وقامت ثورتكم، وأتيت اليوم إليكم -أيها الأخوة- لأهنئكم باسم شعب مصر بالجلاء الكامل عن أرض الوطن، جلاء القوات الأجنبية وجلاء القواعد الأجنبية، وجلاء إنجلترا والأمريكان.

<1>