إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، حول بعض حقائق الوضع الراهن في الشرق العربي

          جئت إليكم وأنا على ثقة من أنني ما كنت أستطيع أن أصل إليكم وأن ألتقي بكم لولا معمر القذافي وأخوة معمر القذافي، الذين خرجوا أول سبتمبر ليقضوا على النفوذ البريطاني وعلى النفوذ الأمريكي، ويعلنوا ليبيا الثورة، ليبيا الحرة، ليبيا بلد الأحرار، ليبيا بلد الثوار.

أيها الأخوة المواطنون

          سمعتكم كما سمعت أخوة لكم من قبل في دمشق تهتفون بالوحدة، بلد عربي واحد، شعب عربي واحد، جيش عربي واحد. وأنا أقول لكم "نعم" أيها الأخوة، شعب عربي واحد- بلد عربي واحد، جيش عربي واحد. هذه هي صرخة الجماهير العربية في كل بلد عربي، لأن الجماهير العربية تعرف أن في الوحدة قوتها، وتعرف أن في الوحدة عزيمتها، وتعرف أن في الوحدة القضاء على الاستعمار والقضاء على أعوان الاستعمار والقضاء على العدوان الإسرائيلي والقضاء على الكيان الصهيوني. هذه -أيها الأخوة- هي المعاني التي انطلقت منكم وأنتم تهتفون شعب عربي واحد.

أيها الأخوة

          شعب عربي واحد، يشعر فيه كل فرد من أبناء الأمة العربية بالمعركة التي تخوضها ضد العدوان الإسرائيلي ومن ورائه الاستعمار الأمريكي. إن أخوة لكم في سوريا يخوضون معركة كبرى ضد إسرائيل من الصباح الباكر في الأرض وفي الجو. وإنني أقول لسوريا باسمكم، ولشعب سوريا إننا معكم جميعاً، إننا معكم في المعركة، إننا معكم بقلوبنا، إننا معكم بجيوشنا. وأقول أيضاً فيما قبل اليوم عن أن هناك اتفاقيات على الجلاء من الأراضي العربية المحتلة ما عدا الجولان. أقول باسم مصر، إن الجولان قبل سيناء، وأنا حينما أقول هذا لا أعبر عن نفسي، ولكنما أعبر عن أخوتكم في مصر. عن الشعب المصري الذي آمن بالوحدة العربية، والذي نادى بالقومية العربية، والذي قاد الوحدة العربية، والذي قاد القومية العربية، والذي حمى القومية العربية في أي مكان تعرضت له بالعدوان. أقول لكم هذا، إن شعبكم في مصر لا يرضى أبداً على أي مساومة في الانسحاب. إن سوريا قبل مصر. إن الجولان قبل سيناء. إننا أعلناها ونقولها مرة أخرى إننا إذا كنا نريد الانسحاب من سيناء كنا اتفقنا مع أمريكا منذ سنتين. ولكننا رفضنا وقلنا إن الانسحاب من سيناء ليس هو هدفنا، ولكن القدس والضفة الغربية والجولان قبل سيناء.

          إننا -أيها الأخوة- نواجه فعلاً معركة قاسية. معركة كبيرة ضد إسرائيل، وضد أمريكا التي تدعم إسرائيل. فقبل سنة 1967 قامت أمريكا بتزويد إسرائيل بكل المعدات الحربية التي تمكنها من النجاح في المعركة الهجومية. وكان من الواضح في يونيه سنة 1967 أن هناك اتفاقاً كاملاً بين أمريكا وإسرائيل على تزويد إسرائيل بالسلاح، وعلى تزويد إسرائيل بالذخائر حتى تعتدي على الأمة العربية، وحتى تسقط الأنظمة التقدمية التي تصدت للاستعمار والتي تصدت لأمريكا، والتي تصدت لبريطانيا. ولكن إسرائيل انتصرت وقامت الأمة العربية في كل مكان. كان أخوة لكم في القاهرة وكنتم أنتم هنا في بنغازي، وكان أخوتكم في طرابلس

<2>