إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، حول بعض حقائق الوضع الراهن في الشرق العربي

ينادون جميعاً بالصمود ورفض الهزيمة. وكنا نحن في الخط الأول وأخوتكم في سوريا وأخوتكم في الأردن من أجل بناء القوات المسلحة التي تستطيع أن تواجه إسرائيل، وقام الفدائيون الفلسطينيون يعلنون أن النكسة قد أعطت شعب فلسطين الحياة فحولتهم من شعب من اللاجئين إلى شعب من المقاتلين. وأقول لكم الآن إن النكسة التي حدثت في سنة 1967 حولت الشعب العربي كله إلى شعب من المقاتلين، وانه يشعر بالخطر في كل مكان من العالم العربي ومن الوطن العربي.

          وكنا -أيها الأخوة- في الخط الأول. وكانت القواعد هنا في ليبيا تهديداً لنا. أما اليوم فقد عادت القواعد لكم، فقد أصبحت سنداً لنا وسنداً للأمة العربية كلها. وأنا أقول لمعمر القذافي ولأخوة معمر القذافي وللضباط الوحدويين الأحرار، ولطلائع الثورة من القوات المسلحة والشعب الليبي، الشعب الذي ناضل على مر السنين والأيام. أقول لهم إن الأمة العربية لم تنس لهم هذا الصنيع، فقد حولت الآن قواعد عدوانية إلى قواعد تساند الأمة العربية.

أيها الأخوة

          صممت الأمة العربية على القتال وصممت أمريكا على أن تزود إسرائيل بالسلاح. وأعطتها بعد سنة 1967 الكثير من طائرات الفانتوم وطائرات السكاي هوك، 150 طيارة فانتوم وسكاي هوك تسلمتها إسرائيل ابتداء من سنة 1969 من أمريكا بدون أن تدفع الثمن، واستلمت معها الفنيين، وأخذت أيضاً من أمريكا الطيارين الذين يحملون الجنسية الأمريكية مع الجنسية الإسرائيلية. ورغم هذا فإن أمريكا طالبت الاتحاد السوفيتي بمنع تسليح الدول العربية، وقالت أمريكا إنها تريد أن تحافظ على توازن القوى الحالي في الشرق الأوسط، ومعناه هو التفوق الإسرائيلي. ولكن الاتحاد السوفيتي رفض أن يستجيب لطلب أمريكا، وصمم على أن يستمر في تزويد الأمة العربية بالسلاح لتدافع عن نفسها، بل أيضاً لتسترد الأرض العربية المغتصبة. وإننا كما قلنا -أيها الأخوة- نعادي من يعادينا ونصادق من يصادقنا. ونحن نشعر أن الاتحاد السوفيتي هو الصديق الأمين الذي أنقذنا في وقت الشدة والذي أعطانا السلاح. وإن أمريكا عادت حينما ساندت الإسرائيليين سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. ساندتها اقتصادياً بأن أعطتها الأموال 500 مليون دولار كل عام من التبرعات والإعانات. ساندتها سياسياً حينما وقفت معها في الأمم المتحدة تساندها في أن تستمر في احتلال الأرض العربية التي احتلتها سنة 1967. ساندتها سياسياً في الأمم المتحدة وفي كل مكان. ساندتها عسكرياً بإعطائها السلاح، وإعطائها الذخائر، وإعطائها أحدث أنواع السلاح وأحدث أنواع الذخائر، ومنع هذه الأسلحة عن أي بلد من البلاد العربية.

          إننا -أيها الأخوة- اليوم لا نحارب إسرائيل وحدها، ولكننا نحارب إسرائيل التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، ولذا فإن المعركة ليست بالمعركة الهينة وليست بالمعركة السهلة، ولكنها معركة شاقة- كما قلت لاخوتكم في طرابلس- إننا في مصر، في منطقة القنال، نتعرض كل يوم لغارات جوية، تقوم بها ما

<3>