إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



رسالة الرئيس جمال عبد الناصر إلى مؤتمر يوم فلسطين بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لاحتلال فلسطين

رسالة الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
إلى مؤتمر يوم فلسطين الذي عقد في لندن بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لاحتلال فلسطين
القاهرة: 14 مايو 1967

الأهرام، القاهرة: 15 مايو 1967

أيها الأخوة:

          لقاؤنا هذا العام أيها الأخوة يأتي وأمتكم العربية تخوض مرحلة حاسمة من مراحل كفاحها.. إنها تواجه تآمراً شاملاً لمحاصرتها من كل جانب ويخطط لانتفاضة جديدة على أمانيها ويكشف التآمر عن حقيقة لم تكن لتغيب عنها.. إن الاستعمار والصهيونية والرجعية ما هي إلا مسميات مترادفة لشيء واحد هو الحلف المعادي لنا.. المعادي لأمتنا العربية.. لمبادئها.. لأهدافها.

          لا يمكن أيها الأخوة أن نفصل الاستعمار عن الصهيونية، ولا أن نفصل الاستعمار عن الرجعية، ولا أن نفصل الرجعية عن الصهيونية.. إن المكونات الثلاثة للحلف المعادي تعيش مستندة على بعضها متممة لبعضها، لا يستطيع الواحد منها أن يبقى إلا بمساندة حليفه.. ومن هنا جاء تنسيق التحركات المعادية لأمتنا كل منها موقوت بما قبله.. مرتبط بما بعده.

          ولعلكم أيها الأخوة رغم بعدكم عن أوطانكم قد أحسستم بهذه التحركات وبالتوقيت المقصود فيها.. أحسستم بالتنسيق ما بين إسرائيل وحكومة الأردن في الضغط على سوريا وفي استفزاز القوة العربية لتتورط في معركة لم تحدد هي وقتها ولا مكانها.

          ولا شك أنكم أحسستم بالضغط المتوالي على لبنان وعلى اقتصاديات لبنان لكي يخرج عن الخط العربي الذي التزم به.

          ولابد أيها الأخوة أنكم تبينتم روح التآمر والاستعداد التي تختفي وراء صفقات الأسلحة الغربية التي تتكدس في الأردن وفي السعودية وتتجمع في الجنوب على حدود اليمن لا في الشمال على حدود إسرائيل.. وبالقطع لم يكن أحد منكم في حاجة إلى التساؤل فيما ستستخدم هذه الأسلحة.. ذلك إنكم لا شك على ثقة بأن أمريكا وبريطانيا لن تبيع للعرب أسلحة يقاتلوا بها إسرائيل أو يدافعوا بها عن أنفسهم إذا ما هاجمتهم إسرائيل.

<1>