إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) رسالة الرئيس جمال عبد الناصر إلى مؤتمر يوم فلسطين بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لاحتلال فلسطين

وإنما أمريكا وبريطانيا تعطيان السلاح للرجعية لتقاوم به روح التحرر وتستعد به لعدوان جديد على جمهورية اليمن.

          ولا شك أيها الأخوة أنكم تابعتم هنا من لندن ما يدور في الجنوب العربي وعرفتم إلى أي مدى يمكن أن تصل وحشية الاستعمار في مواجهة شعب أعزل يطلب الحرية.. ولقد شهدتم المهزلة التي ووجهت بها بعثة الأمم المتحدة في الجنوب العربي.. وكيف حرمتها السلطات البريطانية من تحقيق مهمتها.

          ولابد أيها الأخوة أن تكون الصورة قد اكتملت في أذهانكم بما تلمسونه من حولكم من حرب نفسية توجه ضد القوى التحررية في أمتكم ومن ضغط اقتصادي يسعى لتعويقها وتسليمها للإرادة الأجنبية.

          فإذا بأعدائنا هم أعداء التحرر في أي مكان.. هم دعاة الثورة المضادة ضد كل تطلع للحرية.. للتقدم.. للرخاء في أمتنا.. بل في العالم الثالث كله.. يريدون أن يحكموا قيد التخلف على بلدانه ليفرضوا عليها سيطرتهم ولينهبوا منها ثرواتها وليجعلوا سوقاً تعيش على استهلاك مبيعاتها.

          ولقد آن لنا أيها الأخوة أن نواجه الحقيقة فنكشف قيادة هذه الثورة المضادة وقيادة هذا التآمر.. نكشف دور الولايات المتحدة الأمريكية التي تضع الخطط للتآمر وتموله وتشتري العملاء لتنفيذ مخططها.

أيها الأخوة:

          إن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسعى لوراثة الاستعمار البريطاني المنهار في منطقتنا.. وهي التي غرست إسرائيل فوق أرضنا.. وهي التي تساند الرجعية وتفرض التخلف علينا وتضع العراقيل أمام تقدمنا وأمام رفاهيتنا..

          إن أمريكا هي قيادة الثورة المضادة.. أما أعداؤنا الآخرين فما هم إلا توابع لها يسيرون في فلكها ويستهدفون بخطاها.. وهم ضعاف بدونها.. مسلوبة الحل والقوة بدون قيادتها..

          إن بريطانيا لا تستطيع أن تبقى ساعة على الأرض العربية بدون المساندة الأمريكية.. وإسرائيل لا تستطيع أن تعيش يوماً بدون المعونات الأمريكية اقتصادية وعسكرية.. وفيصل وحسين وبورقيبة وباقي العملاء لا يستطيعون مواجهة شعوبهم إذا ما تخلت الحماية الأمريكية المسبوغة عليهم..

          ولم تعد القضية أيها الأخوة قضية فلسطين وحدها.. إنها قضية المصير العربية كله.. في مواجهة أعدائنا كلهم.. وعلى قدر وعينا واستعدادنا يتحدد النصر.

<2>