إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



رسالة الرئيس جمال عبدالناصر إلى الملك حسين، حول المحاذير المحيطة بتصفية المقاومة الفلسطينية

رسالة الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
إلى الملك حسين، حول المحاذير المحيطة بتصفية المقاومة الفلسطينية
القاهرة، 21 سبتمبر 1970
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 25 ديسمبر 1970(*)

الأخ جلالة الملك حسين بن طلال
ملك المملكة الأردنية الهاشمية
          لقد طلبت إلى الفريق محمد صادق ان يبلغ جلالتكم بقراري إليه أن يغادر عمان بعد التطورات المؤسفة والمحزنة التي لا زالت مستمرة والتي لا نجد سبيلاً لوقفها على نحو نرضاه.

          وإذا كان لي أن أقول لجلالتكم شيئاً في هذه اللحظات الخطيرة من حياة أمتنا، فإنني أضع تحت تصرفكم ما يلي:

  1. إن استمرار العمليات العسكرية بالطريقة التي جرت وما تزال تجري في عمان ينبغي له أن يتوقف، وكان يجب أن يتوقف منذ وقت طويل، وكان يتحتم على السلطة الأردنية أن تكون أقدر على ضبط النفس، خصوصاً بعد أن توصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
              إن المسألة ليست مسألة السلطة، ولكن هناك عوامل وطنية وقومية وإنسانية لها حرمتها ولها احترامها، ولست أتصور كيف يمكن أن تقوم سلطة في الأردن أو تستقر على الانقاض والاشلاء وعلى دم يراق بغير حساب.
  2. إن جلالتكم تذكرون منذ لقاءنا في الإسكندرية في 21 أغسطس الماضي إنني أوضحت لكم وجهة نظري كاملة، في أنه ليس من المصلحة العربية العليا الآن ولا في صالح نضالنا المستقبل أن تتعرض المقاومة الفلسطينية لأية عمليات تؤدي إلى تصفيتها أو تحمل شبهة مثل ذلك القصد. ولقد أحسست إني أوضحت رأيي أمامكم وأن اقتناعكم به كان بادياً.
              
    ومن سوء الحظ أن شكل الحوادث منذ بدأ تشكيل حكومة عسكرية في الأردن خلق انطباعاً معاكساً لهذه الروح، ثم توالت التصرفات بعد ذلك بما لم يكن هناك مبرر له.
    إني أدرك إنه وقعت من الجانب الآخر أخطاء، ولكن الجمهورية العربية المتحدة لا تستطيع أن تقبل بأن يكون الرد على ذلك بما يظهر للكل وكأنه ضربة للمقاومة كلها.

(*) نشر السيد محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير صحيفة الأهرام، نص هذه الرسالة في متن مقاله الأسبوعي ( بصراحة)، موضحاً أن الملك حسين طلب في حينه عدم نشرها، ومشيراً إلى أن الظروف المتغيرة الآن قد تتطلب نشرها أول مرة.

<1>