إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، فى افتتاح الدورة الثالثة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ص 86 - 88"

يمارس عليه وصايته أو يفرض عليه رأيه، لأن القرار اذا لم يكن نابعا من ارادة حرة يكون مفتقرا الى اهم مقوماته. ونحن هنا، في مصر، نصر على ان تظل الإرادة الفلسطينية حرة مستقلة، بعيدة عن اي قيد أو تدخل، كما اننا نصر على احترام ما صدر عن هذه الارادة من قرارات وفي مقدمتها اختيار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا له ومدافعا عن حقوقه ومصالحه.

          ان القرار الاجماعي الذي صدر عن مؤتمر القمة في الرباط، هو قرار نهائي لا رجعة فيه ولا مساس به، ونحن لا نقبل اي انتقاص منه، بل ان المطلوب في هذه المرحلة من كفاح شعب فلسطين هو ان نضيف الى هذا القرار قوة، وأن نجعل فحواه مستقرا في التعامل الدولي كل يوم، لان في تدعيم منظمة التحرير الفلسطينية [تدعيما] للجبهة العربية كلها، كما ان في النيل منها ومن مركزها وقدرتها على الحركة اساءة بالغة لقضيتنا الواحدة.

          ومن هنا، كان موقف مصر الداعي الى دعم منظمة التحرير الفلسطينية الى اقصى حد في مؤتمري الرياض والقاهرة في الربع الأخير من العام الماضي، وسيظل هذا هو موقفنا على الدوام، اوفياء لشعب فلسطين، وحقه في تقرير مصيره واختيار طريقه دون [معيق]. كما انكم لمستم تصاعدا مطردا فى التأييد الدولي لقضيتكم العادلة التي هي قضيتنا جميعا، بل قضية كافة شعوب العالم المحبة للسلام والحرية. وما كان هذا التبني العالمي للقضية الفلسطينية ليحدث لو لم يتزايد اقتناع الرأي العام والقادة في كل مكان بأن كفاحنا مشروع، ومطالبنا عادلة لا شطط فيها ولا تجاوز. قد رأيتم التأييد المطلق الذي قدمته لكم الدول الأفريقية والعربية في المظاهرة الاجماعية المهيبة التي توجت مؤتمر القمة الأفريقي العربي الأول الذي انعقد بالقاهرة منذ ايام معدودة، وأصدر اعلانا تاريخيا تتفقون معي في انه يعتبر فتحا جديدا في تاريخ تضامن الشعوب المناضلة من اجل السلام والتقدم.

          أيها الأخوة،

          اننا، في سعينا لإقامة السلام العادل في المنطقة، نعرف طريقنا جيدا، ونحتفظ بالرؤية التى جعلت حرب رمضان المجيدة ملحمة خالدة في تاريخنا جميعا. ونحن لا نتجه الى السلام خوفا من اعباء الحرب، بل اننا نسلك هذا السبيل على امل ان يوصل الى تحقيق اهدافنا القومية غير منقوصة، وتبقى قناعتنا تامة في ان السلام والحرب اختباران متاحان في كل وقت، والقرار في يدنا دائما، فعندما يكون مصير امة بأسرها معرضا للخطر، لا يكون هناك مناص من الاحتفاظ بحرية القرار، والتعامل مع مختلف الظروف والاحتمالات حسبما تمليه المصلحة القومية العليا، وحسبما يمليه ولاؤنا للوطن العربى الكبير، ومبادئنا التي استشهد ابناؤنا في سبيلها.

          وأود ان تطمئنوا جميعا الى أن مصر لم تسقط اي احتمال من حسابها، وأن قواتها المسلحة على اهبة الاستعداد

<3>