إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، في مجلس الشعب، 21 / 1 / 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 77 - 103"

إرادة السلام لم تعد هى ارادة مصر وحدها بل هى إرادة قوى العالم كله وأرجو أن يفهم ويتفهم أولئك الذين يتصورون صلفا وعنادا وغرورا أنهم قادرون إلى الأبد على تحدى ارادة العالم كله وخداع العالم كله. أرجو أن يفهموا ويتفهموا أنهم قد اختاروا معركة فاشلة وأن اجماعا عالميا انسانيا سوف يطاردهم حتى يلفظوا فلسفة أصبحت بالية بعد حرب أكتوبر وأصبحت أكثر اهتراء بعد مبادرة السلام، تلك الفلسفة هى فلسفة فرض الأمن بالقوة العسكرية، لقد انطلقت مصر من أجل السلام وهي في موقع القوة وعلى هؤلاء المتصلبين المتحجرين أن يستعيدوا بعمق وإمعان ما واجهت به الكنيست الإسرائيلى عندما قلت لهم أن الأمة العربية لا تتحرك في سعيها من أجل السلام الدائم العادل من موقع ضعف أو اهتزاز بل انها على العكس تماما تملك من مقومات القوة والاستقرار ما يجعل كلمتها نابعة عن ارادة صادقة وعن ادراك حضارى بأنه لا بديل للجميع عن اقرار السلام الدائم العادل لكى نتجنب معا كارثة محققة علينا وعليهم وعلى العالم كله، هذا ما قلته بالنص في الكنيست.

مسئولية القادة أمام التاريخ

          ان المعوقين لطريق السلام يقفون اليوم أمام محكمة التاريخ في قفص الاتهام، قضاتهم هم كل المناضلين الشرفاء من أجل السلام ومسئوليات القادة ومن حملتهم الأقدار رسالة اتخاذ القرار المنقذ لحياة الملايين من شرور القنبلة والصاروخ، مسئولية هؤلاء القادة أن يتخلوا عن مناورات المتلبسين بالاتهام فنحن اليوم أمام أكبر قضايا تاريخ الإنسان المعاصر، قضية الحق العربى والإسرائيلي في السلام والحياة الآمنة باحترام لحقوق الآخرين وبإعلانه مبادئ العدل والحرية فلا استعلاء بحق ينكر حقوق الآخرين ولا غرور بقوة تتجاهل كرامة الغير ولا حياة على أرض هى ملك أصحابها ولا ادعاء بحجة واهية تخفي وراءها اطماع التوسع والعدوان.

على اسرائيل ان تستوعب درس المواجهة

          أقولها وأقولها وأكررها لرئيس حكومة اسرائيل أرضنا مقدسة

<25>