إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في الاحتفال باكتمال بناء السد العالي

هذه الأرض تعهد أمريكي بالمساعدة في بناء السد العالي. ولكن الذين قطعوا على أنفسهم هذا العهد، كانوا هم الذين كسروه ونقضوه وتصوروا بذلك أنهم قادرون على أن يهزوا ثقة أمتنا بنفسها وبأحلامها وقياداتها الثورية وآمالها في التطور والثورة. وتوجه جمال عبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتي. لم يكن الاتحاد السوفيتي مقيدا بالتزام ولا بوعد.

        ومع ذلك تقدم الاتحاد السوفيتي، التقى بجمال عبد الناصر، والتقى بشعبنا، وتم بناء السد العالي.

        إن الوعد الأمريكي المكسور لم يكن أول وعد ولا آخر وعد قطعه ثم نقضه أصحابه.

        والدعم السوفيتي لنا في بناء السد العالي، لم يكن أول ولا آخر دعم قدم لنا. أو بالأصح قدم تعبيرا عن آمال الحرية والسلام للشعوب المتطلعة إليهما، والمتمردة على الاستغلال الاستعماري والقهر الإمبريالي.

        إن الوعود الأمريكية المكسورة والمنقوضة في كل ناحية. لم يكتف أصحابها بكسرها ونقضها فقط ولكنهم تمادوا فيما هو أكثر من ذلك، ووقفوا بالعمل موقفا معاديا لكل ما حاولوا تزييفه بالقول.

        سنة 1953، كان منهم وعد السلاح. كسروه ونقضوه وأعطوا السلاح لإسرائيل.

        سنة 1956، كان منهم وعد المساعدة في بناء السد العالى. ما حدث تعرفونه جميعا.

        سنة 1957، كان منهم وعد ترك التطور السياسي والاجتماعي يأخذ طريقه الحر في المنطقة، بحيث لا يفرضون عليها ما هو مضاد لإرادتها. في نفس السنة، كانت منهم مؤامرة محاولة غزو سوريا.

        ومع ذلك ما لنا وللتاريخ البعيد.

        سنة 1967، كان منهم وعد التعهد بالمحافظة على السلامة الإقليمية لدول المنطقة. في نفس الوقت كان عملهم كله تأييدا للعدوان الإسرائيلي ومباركة لمخططاته.

        سنة 1968، كان وعدهم بالمساعدة في تنفيذ قرار مجلس الأمن. في نفس السنة أعطوا إسرائيل طائرات الفانتوم.

        سنة 1969، كان وعدهم بضرورة حل الأزمة. فى نفس السنة كان انحيازهم كاملا لإسرائيل.

        سنة 1970، كان وعدهم الذي تمثله مقترحات روجرز. في نفس السنة أعطوا إسرائيل 500 مليون دولار، لكي تزداد صلافة وكبرياء في رفض كل محاولة للسلام القائم على العدل.

<3>