إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في الاحتفال باكتمال بناء السد العالي

         بل في هذه الأيام- من سنة 1971- نسمع رغبتهم في السلام. في نفس الوقت نجد دعمهم للعدوان ولاستمرار الاحتلال ضد أراضينا، وللإهدار الكامل لحقوق شعب فلسطين.

        إن وعدهم المكسور المنقوض في السد العالي، حلقة في سلسلة مستمرة، بما لا يترك أمامنا إلا مجالا للاعتقاد بأن ما نحسه هو خط سياسي أمريكي مرسوم يعادي آمال الأمة العربية ويهدد تطلعاتها المشروعة في تطور سلمى يبني للحياة ولا يستنزف نفسه في الحرب.

        إن كل وعد أمريكي مكسور منقوض يقابله - أيها الإخوة - وعد سوفيتي تحقق، أو هو في سبيل التحقق. في كل المجالات أمل وعمل. في الصناعة، في استصلاح الأراضي، في مد شبكات الكهرباء، في السلاح، في التدريب، في المساندة السياسية المحدودة واللامشروطة، لأنها واثقة من أن موقفها شركة في الدفاع عن الحرية وفي الدفاع عن السلام.

أيها الإخوة

        إنني أريد في هذه الفرصة، ونحن على أبواب امتحان حاسم في تاريخ شعبنا وأمتنا، وفي مسار نضالنا وعملنا أيضا، أن أحدد أمامكم موقفنا بطريقة لا تقبل الشك ولا التأويل.

أولاً: إننا نطلب السلام القائم على العدل. ومطلبنا في السلام حقيقي، لأن أمامنا كثيرا من مهام السلام، تتمثل في البناء والتعمير والتطوير لطاقات شعبنا الاقتصادية والاجتماعية.

ثانياً: إننا لا نستطيع أن نرضى باستمرار الاحتلال لأراضينا. ونحن نعتقد أن الواجب المقدس، بل أن الحق المقدس لكل شعب وكل أمة يتمثل في الدرجة الأولى في الدفاع عن أراضيها ضد المستعمرين والغزاة، مهما كانت قوتهم ومهما كان سندهم.

ثالثاً: إننا قبلنا بقرار مجلس الأمن. معتقدين أنه يحوي معظم عناصر الحل العادل لأزمة خطيرة في مكان خطير من العالم، وإذا كنا نشعر بالتزاماتنا تجاه أراضينا، فإننا نشعر أيضا بالتزام أمام السلام العالمي.

رابعاً: إننا لم نذهب إلى الأمم المتحدة لنتوه في المناورات العقيمة. ولا لنغرق في الصياغات الغامضة، ولكننا ذهبنا نطلب حلا على مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية.

        ولقد تعاونا إلى أبعد حد، مع المجتمع الدولي، ورحبنا بدور كبير للدول الأربع الكبرى باعتبار مسئوليتها الخاصة بحكم عضويتها الدائمة في مجلس الأمن. ولم نكن نستوفي شكلاً، وإنما كنا في الحقيقة نطلب حلاً.

<4>