إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في الاحتفال باكتمال بناء السد العالي

خامساً: إن امتنا العربية مصممة. إن شعبنا المصري قادر. إن قواتنا المسلحة تعرف واجبها . إننا نريد السلام، إذا كانت للسلام فرصة.

       ولكننا مطالبون أولاً وأخيراً بتحرير الأرض، وبتحقيق الإرادة الوطنية والقومية.

سادساً: إن شعب فلسطين ليس مجموعة من معسكرات اللاجئين، ولكنه شعب له كل الحقوق الوطنية. إن قضيته ليست مسألة عطف إنساني، ولكنها قضية وجود سياسي بكل ما يترتب على ذلك من القيم والمعاني.

أيها الإخوة

       إنكم قد سمعتم وسوف تسمعون هناك كثيراً من غيري عن حجم السد العالي، وعن مقدار الجهد الذي بذل فيه، وعن الآمال الواسعة والمنجزات الكبرى التي ترتبت وسوف تترتب على تمام بنائه وكماله.

       ولكني أريد مرة أخرى، وقرب ختام حديثي إليكم، أن أتحدث عن الرمز في السد العالى، بعد أن سمعتم وتسمعون كثيراً عن العمل الذي تم فيه.

       إن السد العالي معركة تمت واكتملت بالانتصار. انتصار الإرادة وانتصار الجهد العلمي المنظم وانتصار صداقة الحرية والسلام.

       والرموز الكبرى في حياة الأمة ليست حادثة تقع وتنسى. وإنما الرموز الكبرى في حياة الأمم إشارة إلى طاقات مستمرة.

       إننا اليوم نظن انتصارنا في معركة، وغداً نحن على أبواب تحد آخر. ولكن الإصرار هو نفس الإصرار. والإرادة هي نفس الإرادة. والعهد العلمي المنظم هو نفس الجهد العلمي المنظم. وصداقة الحرية والسلام هى نفسها صداقة الحرية والسلام.

أيها الإخوة

       إنني أريد أن أحيط مرة أخرى ذكرى القائد الذي رحل، وفي نفس الوقت أحيي جهد شعبه الباقي إلى الأبد.

       إنني أريد أن أحيي مرة أخرى قيمة الصداقة العربية السوفيتية، ممثلة في الصديق نيقولاي بودجورني. وفي نفس الوقت أحيي أصالة هذه الصداقة العربية السوفيتية واستمرارها.

       وأحيي مرة أخرى عمق مشاعرنا تجاه إخوة لنا وأصدقاء. أخص منهم بالذكر الإخوة الذين شاركونا هنا من السودان وليبيا والصومال، وكل رؤساء الوفود الذين يلتقون معنا اليوم ذاكراً بالصدق محبتهم لنا وتأييدهم لنا.

<5>