إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الرئيس أنور السادات، بعد توقيع اتفاق كامب ديفيد
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 14، ص 418 - 419"

كلمة الرئيس انور السادات، رئيس جمهورية مصر
العربية، بعد توقيع اتفاق كامب ديفيد.

 

واشنطن، 17/ 9/ 1978

(الأهرام، القاهرة،
19/9/1978)

         عزيزي الرئيس كارتر، في هذه اللحظة التاريخية، اود أن أعرب لك عن تهنئتي القلبية وتقديري لك. فعلى مدى أيام وليال طوال، كرست وقتك وطاقتك في السعي لتحقيق السلام. وقد كنت غاية في الشجاعة عندما اقدمت على هذه الخطوة العملاقة، حين نظمت هذا الاجتماع، اذ كان التحدي كبيرا والمخاطر جسيمة، ولكن تصميمك كان كبيرا بنفس المستوى، فقد التزمت بأن تكون شريكا كاملا في عملية السلام. ويسعدني أن أقول إنك احترمت هذا الالتزام.

         ان التوقيع على الوثيقة الخاصة بالإطار لتسوية السلام الشاملة، انما يحمل معنى يفوق بكثير حدود الحدث، فتوقيع هذه الوثيقة يعطي اشارة بدء لمبادرة سلام جديدة تقف الأمة الأمريكية خلالها، في القلب من العملية كلها. وفي الأسابيع القادمة، سيكون من الضروري اتخاذ قرارات هامة اذا كنا سنواصل السير على طريق السلام.

         ويتعين علينا أن نعيد تأكيد ايمان الشعب الفلسطيني بالسلام. واستمرار دوركم النشط ضرورة لا غنى عنها، فنحن في حاجة الى مساعدتكم والى تأييد الشعب الاميركي لنا. ودعني انتهز هذه الفرصة لأشكر كل مواطن أميركي، بلا استثناء، على اهتمامه الصادق بقضية شعوب الشرق الأوسط.

         صديقي العزيز، لقد جئنا الى كامب ديفيد بكل ما لدينا من نوايا حسنة وإيمان، وتركنا كامب ديفيد منذ بضع دقائق، ونحن نشعر بأمل والهام متجددين، ونحن نتطلع الى الأيام القادمة بعزم اكبر على مواصلة السعي لتحقيق هدف نبيل هو هدف تحقيق السلام.

ان مساعديك الأكفاء لم يدخروا اي جهد في سبيل التوصل الى هذه النتيجة التي تدعو للسعادة، وإننا نقدر الروح والتفاني اللذين تحلوا بهما. وجميع من استضافونا في كامب ديفيد وفي ولاية ميريلاند انما أظهروا كل كرم وحسن ضيافة، لذلك فاني اقول شكرا لكل واحد فيهم ولجميع الذين يشاهدون هذا الحدث الجلل. فلنشترك معا في صلاة لله، عز وجل، ليسدد خطانا، ولنتعهد ان نجعل من روح كامب ديفيد فصلا جديدا في تاريخ أمتنا. وأشكرك، سيدي الرئيس.


<1>