إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، بعد توقيع المعاهدة المصرية - الإسرائيلية في واشنطن
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1979، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 15، ص 128 - 129"

قام به الرئيس كارتر يشكل واحداً من أعظم الانجازات في عصرنا لقد كرس قدراته وكل جهده وفوق ذلك ايمانه الراسخ بالانتصار النهائي للخير ضد الشر من أجل ضمان نجاح مهمتنا.

          ولقد كان الرئيس كارتر بالنسبة لي أفضل صديق وشريك على طول الطريق من أجل إقرار السلام.. فقد استطعنا بعمق ادراكه العدل والتزامه الأصيل بحقوق الإنسان، أن نتغلب على معظم العقبات الصعبة إذ تأتي لحظات معينة يتلاشى فيها الأمل ويتقهقر أمام الأزمات ورغم ذلك لم تهتز ثقة الرئيس كارتر وتصميمه انه رجل الإيمان والرحمة، ولذلك فإن توقيع معاهدة السلام والخطابات المتبادلة أمر يعزى، قبل أي شيء آخر، لروح جيمي كارتر.

          ومما يبعث على السعادة، أن الرئيس كارتر كان محاطاً بعناية الله ومزوداً بتأييد شعبه ولهذا فنحن نشعر بالامتنان لكل فرد من الشعب الأميركي أسهم بطريقته الخاصة في نجاح مساعينا كما أن تفهم مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين لم يتزعزع التزامهم بالسلام قد أثلج قلوبنا وقوى عزمنا وأن استمرار هذه الروح أمر حيوي لتتويج جهدنا.

          وإننا ندرك أن المراحل الصعبة سوف تأتي في المستقبل وأن توقيع هذه الوثائق لا يمثل غير مجرد بداية للسلام ولكنها بداية ضرورية لا يمكن اغفالها، ويبقى بعد هذا وذاك العديد من الخطوات الأخرى التي يتعين القيام باتخاذها دون إبطاء أو مماطلة ولسوف يتوقف الكثير على نجاح هذه الخطوات اننا جميعاً ملتزمون بمواصلة هذه الجهود ومتابعتها حتى يتم لجميع أطراف الصراع قطف ثمار التسوية الشاملة التي اتفقنا عليها ولقد قال الرئيس كارتر مرة: "ان الولايات المتحدة ملتزمة دون تحفظ بمواصلة المتابعة لتحقيق عملية السلام حتى يصبح جميع أطراف الصراع العربي الإسرائيلي كلهم في سلام". وإننا لنقدر مثل هذا التعهد من زعيم رفع لواء الأخلاقية والالتزام الخلقي كبديل للانتهازية وسياسات القوة.

          ولا يوجد هناك من هو أحق بتأييدكم ومساندتكم أكثر من الشعب الفلسطيني الذي تعرض أبناؤه وقاسوا من الظلم الفادح الذي وقع عليهم في الماضي، ان الفلسطينيين بحاجة إلى أن يطمئنوا على انه سوف يكون في وسعهم اتخاذ الخطوة الأولى على الطريق إلى تقرير المصير وقيام دولتهم الخاصة، وفي هذا يصبح قيام الحوار بين الولايات المتحدة وممثلي الشعب

<2>