إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) رسالة من الرئيس أنور السادات إلى مناحم بيجن، حول الموقف المصري من الإجراءات الفردية التي تتخذها إسرائيل بالنسبة إلى القدس
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ص 280 - 284"

والتعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا شك يكون خطأ فادحاً ذا أبعاد ضخمة. ومن ثم فإنه من الضروري أن نبدأ هذه العملية بدون أي تأخير حتى يمكن لنا في النهاية أن نضع حدا للعنف والخلاف في الأرض المقدسة ان هذه الفرصة المواتية الآن قد لا تتوافر مرة أخرى في المستقبل المنظور.

          كما تعلم جيداً، فإن التفاوض بحسن نية يتطلب سلوكاً عملياً معيناً من قبل كافة المشاركين فيه. وأول متطلبات هذا السلوك هو ان تلتزم الأطراف جميعاً بضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي إجراء يتعارض مع روح التفاوض أو يكون من شأنه أن يضر بعملية السلام بأي شكل كان. فليس من حق أي طرف أن يحاول ان يجعل موضوعاً معيناً غير قابل للتفاوض أو أن يجابه الأطراف الأخرى بمحاولة خلق أمر واقع عن طريق اتخاذ إجراءات من جانب واحد المقصود منها ان تؤثر في نتائج المفاوضات بشكل أو آخر. كما انه لا يصح لأحد الأطراف أن يفرض شروطاً مسبقة. وذلك بصرف النظر عن دعاوى، هذا الطرف أو ذاك. ان جوهر عملية التفاوض هو أن تمكن الأطراف من تسوية خلافاتهم والتوصل إلى اتفاق على الموضوعات الخلافية بطريقة جماعية وعن طريق المشاركة والتبادل وليس عن طريق الأعمال الانفرادية. وعليه فإن أي محاولة من قبل أحد الأطراف ليبرم أو يقرر منفرداً أمراً مطروحاً للتفاوض انما تشكل تعارضاً كاملاً لأساس التفاوض ومبدئه. صحيح ان هذه الأعمال الانفرادية انما تعتبر خالية تماما من كل شرعية في مواجهة الأطراف الأخرى. إلا أنها تؤدي، لا شك إلى تسميم الجو كما انها تؤدي إلى ردود فعل غير مواتية لعملية السلام لدى دوائر يعتبر تعاونها أساسياً لنجاح مسيرتنا.

          ولنلق سويا نظرة على ما تم عمله في الماضي القريب بهدف تقييم الموقف بوضوح ومناقشة أفضل الطرق لخدمة أهدافنا.

          1 - لقد بدأنا عملية التفاوض الحالية في العام الماضي بهدف التوصل إلى اتفاق قبل 26 مايو [آيار] 1980. إلا أنه لم يمكن تحقيق هذا الهدف لأسباب لن أناقشها حالياً. ومع ذلك فقد قررنا الاستمرار في التفاوض بالنظر إلى خطورة الموضوعات المطروحة ولرغبتنا في اعطائكم الوقت الكافي للقيام بالتطويرات اللازمة في مواقفكم.

          2 - ولقد سلكنا هذا المسلك بالرغم من أن المطروح في المرحلة الحالية ليس إلا إجراءات انتقالية وليس تسوية نهائية للمشكلة الفلسطينية فنحن نقوم بمجرد

<2>