إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) رسالة من الرئيس أنور السادات إلى مناحم بيجن، حول الموقف المصري من الإجراءات الفردية التي تتخذها إسرائيل بالنسبة إلى القدس
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ص 280 - 284"

فتح الباب أمام هذه التسوية عن طريق إقامة نظام انتقالي لفترة محدودة بهدف تمكين الفلسطينيين من مباشرة نصيبهم من المسؤولية.

          3 - إلا أن أسفنا كان كبيراً. وكذلك كانت دهشة كثيرون أصدقاء إسرائيل إذ لم تأخذ الأحداث الطريق الذي امل الجميع ان يقربنا من الاتفاق بل على العكس فان أعمالا استفزازية وسلبية عديدة اتخذت في تحد سافر لمسيرة السلام وجوهرها .. ومع ذلك فقد كان أملنا ان تختفي العوامل التي أدت بكم إلى اتخاذ هذا المسلك السلبي وتترك مكانها للايجابيات والتجاوب. إلا أن هذه الآمال لم تتحقق. ومن ثم فقد استمر الموقف في التدهور.

          4 - وانني أشير في ذلك إلى الإجراءات التي اتخذت في صدد القدس والمستوطنات وكذلك أعمال القمع التي جرت في الضفة الغربية وغزة.

          5 - وهنا فقد يكون مفيداً أن انعش ذاكرتك في صدد موضوع القدس فلعلك تذكر أن هذا الموضوع كان أول أمر ايروه * معك ومع زملائك عندما بدأت مبادرة السلام. وقد أكدت لك طوال حديثنا مركزية هذا الموضوع، والأهمية الكبرى التي يحتلها في قلوب وعقول ثمانمائة مليون مسلم ولعدد أكبر من المسيحيين. كما أشرت لك في مناسبات عديدة أخرى وفي أوضح عبارة إلى أن تحقيق تقدم في هذا الموضوع بالذات يمكن ان يعطي مسيرة السلام دفعة أقوى من أي دفعة يحققها أي تقدم آخر.

          6 - ولعلك تذكر انني ذكرت لك في اجتماعنا بالعريش في مايو [آيار] 1979 بأنها مناسبة تاريخية لنا أن نستمر دون أي تأخير في مسيرتنا نحو التسوية الشاملة خاصة وقد بدأنا بالتنفيذ الناجح لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.

          7 - ولعلك تذكر أيضاً انني في هذا الاجتماع ذاته، وكذلك في لقاءاتنا بالإسكندرية وحيفا وأسوان ركزت على موضوع القدس وذكرت لك أنه إذا كان هذا الموضوع يمثل مصلحة حيوية لـ 18 مليون يهودي في العالم كله فهو حيوي وحساس كذلك لثمانمائة مليون مسلم.

          ومن ثم فإنه من المستحيل أن نتجاهل هذه الحقيقة أو أن نصم الآذان عن هذا الجانب الروحي والثقافي. ان ملايين المسلمين في شتى أنحاء العالم انما يحكمون على إسرائيل من واقع مسلكها نحو القدس. فلماذا تفقدون ثقتهم وثقة كثيرين غيرهم بينما أمامنا بدائل عديدة صالحة ومقبولة. انني أقولها لك مرة أخرى .. انني اعتقد بأن هذه المشكلة ليست أكثر المشاكل التي نواجهها صعوبة. وانه من الممكن ان نجد لها حلاً يوفق بين احترام الحقوق والتجاوب مع الآمال التي يتطلع إليها الطرفان.


* لعل المقصود: اثرته.

<3>