إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



رد الرئيس أنور السادات على رسالة بعث بها إليه مناحم بيجن، رئيس حكومة إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ص 284 - 289"

رد الرئيس أنور السادات على رسالة بعث بها إليه
مناحم بيغن، رئيس حكومة إسرائيل.

 

القاهرة، 15 / 8 / 1980

(الأهرام، القاهرة،
16 / 8 / 1980)

          عزيزي رئيس الوزراء بيغن

          أشكركم على رسالتكم المؤرخة 4 أغسطس [آب]، وقد سرني انكم قد استعدتم صحتكم تماماً وأصبحتم قادرين على مباشرة مسؤولياتكم.

          وقد سرني كذلك انكم كررتم مرة أخرى التزامكم بالعمل على التوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط - وهذا الالتزام - الذي هو أمر مشترك بيننا - يشكل أساس عملية السلام التي بدأت برحلتي للقدس وتعززت بجهدنا المشترك بعدها، ومع ذلك فلا شك أنكم تتفقون معي على أنه لكي يكون هذا الالتزام ذا معنى فانه يجب ألا يقف عند حد تأكيده بالقول، بل يجب ان ينعكس في السلوك الفعلي للأطراف المعنية.

          هذا وقد تحدثتم في رسالتكم عن ضرورة الدخول في حوار بيننا حول النقاط الأساسية التي هي محل بحث، وأنا اتفق مع هذا، ولكن يجب أن نتفق أولا وقبل كل شيء على أن الحوار الحقيقي يتطلب تبادلا صادقا في وجهات النظر بهدف التوصل إلى اتفاق، فإذا ما آثار أحد الأطراف نقاطا موضوعية معينة، فلا بد أن تدرس هذه النقاط بكل اهتمام وأن تولى العناية اللازمة من جانب الطرف الآخر بروح التفاهم المتبادل والسعي إلى التوفيق، ويجب أيضا ان يتمنع الأطراف عن الجدل الذي يقصد به تصعيد الخلاف وافتعال شقاق لا مبرر له، وانما يجب أن يكون العامل الأساسي هو البحث عن الحقيقة والمصلحة المشتركة.

          واسمح لي أن أناقش معك نقطة فرعية أخرى قبل ان أصل إلى النقاط الرئيسية في الموضوع، ذلك أن عدة مسؤولين إسرائيليين يرددون في مناسبات مختلفة علانية أو في لقاءات خاصة - أن إسرائيل تعتبر جميع الموضوعات قابلة للتفاوض، وعلى ذلك فهي مستعدة لمناقشتها، وعلى سبيل المثال فانني أعلم أنك ذكرت لرئيس الوزراء البريطاني السابق كالاهان انكم تعتبرون كل شيء قابلا للتفاوض ما عدا أمرا واحدا .. هو تدمير إسرائيل، وهذا اتجاه محمود وسليم، ولكن دعنا نتفق أولا على معنى عبارة "قابل للتفاوض" ففي تقديري أن مغزى هذه العبارة ينصرف إلى ما هو أبعد من النطاق الشكلي أو الإجرائي الذي يتحقق بمجرد وضع المسألة على جدول

<1>