إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) رد الرئيس أنور السادات على رسالة بعث بها إليه مناحم بيجن، رئيس حكومة إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ص 284 - 289"

بما لا يدع مجالاً للشك أن عدم وجود أداة التعريف في العبارة التي تحدثت عن انسحاب القوات الإسرائيلية هو أمر لا أثر له ولا تعويل عليه، وقد وضعنا في معاهدة السلام سابقة طيبة حين حافظنا على مبدأ الاحترام المتبادل للسلامة الإقليمية لكل طرف، وكان هذا تنفيذا سليما للقرار 242، أثمر نتائج إيجابية كان من المستحيل ان تراود المرء حتى في الأحلام قبل أشهر معدودة، فلماذا لا نتبع هذا المثل الناجح الموفق على الجبهات الأخرى؟ ودعني هنا استرجع إلى ذاكرتك ما قلته عن هذه النقطة في خطابي أمام الكنيست:

"وبكل صراحة، وبالروح التي حدت بي إلى القدوم إليكم اليوم، فانني أقول لكم: أن عليكم أن تتخلوا نهائيا عن أحلام الغزو، وأن تتخلوا أيضا عن الاعتقاد بأن القوة هي خير وسيلة للتعامل مع العرب.

          "هناك أرض عربية احتلتها - ولا تزال تحتلها إسرائيل بالقوة المسلحة ونحن نصر على تحقيق الانسحاب الكامل منها بما فيها القدس العربية.. القدس التي حضرت إليها باعتبارها مدينة السلام، والتي كانت وسوف تظل على الدوام التجسيد الحي للتعايش بين المؤمنين بالديانات الثلاث".

          سادساً - وقد وجهت إليّ في رسالتك سؤالاً هو من قبيل الجدل عما إذا كانت مصر تستطيع أن تأتي بالفلسطينيين إلى مائدة المفاوضات، ودعني أسألك بدوري عما فعلتموه لتشجيع الفلسطينيين على المشاركة في المفاوضات هل تعتقد حقاً أن تلك الإجراءات والتصريحات التي تصدر عنكم حول القدس والمستوطنات تمثل أي اغراء لهم؟ وماذا عن تصعيد أعمال القمع في الأرض المحتلة، عن فرض حظر التجول لمدد طويلة دون مبرر وابعاد العمد، واغلاق الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى؟ وهل تشكل التصريحات السلبية حول مستقبل الضفة الغربية وغزة أي حافز حتى لأكثر العناصر اعتدالا من الفلسطينيين.

          أما ما قدمته مصر فأنت تعلم تمام العلم فداحة العبء الذي نتحمله في أصعب الظروف.

          وقد ذهبنا إلى حد ان نعرض عليكم شريان الحياة - مياه النيل - إذا نجحنا في التوصل إلى حل لمشكلة القدس والمستوطنات. وما كان بوسع أحد آخر ان يفعل مثل هذا من أجل التسوية الشاملة، وقد تطوعنا بعرض هذه الفكرة عليكم بالرغم من التجاوزات التي

<8>