إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملاحق - الجزء الثاني

الملحق الرقم (21)

خطاب الرئيس السادات بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة 15 مايو
في 16 مايو 1981 (*)

في مناسبة الذكرى العاشرة لثورة 15 مايو ألقى الرئيس السادات أمس خطاباً سياسياً هاماً من جامعة الإسكندرية. فيما يلي نصه

بسم الله... الأخوة والأخوات
          إضافة جديدة تضيفها جامعة الإسكندرية، ففي البدء كما تعلمون وكما كتب التاريخ، كانت أول برقية تأييد لثورة 23 يوليه صادرة من هنا، من جامعة الإسكندرية، وكان اسمها جامعة فاروق، وكان فاروق في الإسكندرية، ومع ذلك كانت أول برقية نتلقاها صباح يوم 23 يوليه هي برقية التأييد من جامعة الإسكندرية، ثم جرى العرف بعد ذلك على أن نلتقي في ذكرى خروج الملك من الإسكندرية. وأصبح عيداً سنوياً نجتمع فيه هنا في جامعة الإسكندرية.. الدولة كلها تكريماً لهذا المعنى الذي صدر عن جامعة الإسكندرية سنة 52، واليوم تضيفون إضافة كريمة إلى هذا حينما قررتم أن تحتفلوا بثورة 15 مايو، وهو أمر منطقي بالنسبة لكم فقد أيدتم ثورة 23 يوليه.

كان لابد من تصحيح مسار ثورة يوليه:
          وثورة 15 مايو ليست ثورة على ثورة 23 يوليه.. أبداً.. وإنما كما سمعتموني أقول أنه كان لابد أن تصحح ثورة 23 يوليه مسارها بعد أن استطاعت مراكز القوى أن تتسلل وأن تحاول أن تعبث بالوجه الجميل لثورة 23 يوليه. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى كان هناك مبدأ من مبادئ ثورة 23 يوليه التي أديتموها من أول ساعة ذلك هو المبدأ السادس الخاص بإقامة حياة ديمقراطية سليمة.. كان هذا هو المبدأ السادس.. لم يتح أن يطبق هذا المبدأ فيما قبل مايو 71، ثم كانت تصرفات مراكز القوى فكان لابد أن تصحح ثورة يوليه مسارها.. من أجل هذا كانت ثورة مايو.. ومن أجل هذا فإنها لأول ما قامت .. قامت على تنفيذ المبدأ السادس من مبادئ ثورة يوليه.

يندر أن يحدث تصحيح لثورة ما من داخلها
          ثم إزالة كل ما علق بوجه ثورة يوليه وعبر التاريخ، كما تعلمون يندر أن يحدث تصحيح لثورة من داخلها، فالمعتاد أن تقوم ثورة على الثورة فيما لو انحرفت الثورة الأولى، مفروض أن تقوم ثورة على الثورة بقوى جديدة، ولكن سيظل لثورة 23 يوليه هذا الطابع التاريخي، أنها صححت نفسها من داخلها هذه من ناحية، أما الناحية الأخرى فهي أيضاً تتعلق بحدث أو ظروف كانت ثورة 23 يوليه فيها فعلاً تكاد تكون منفردة، فقد كانت فيما أعلم الثورة الوحيدة التي لم تستند لا إلى حزب ولا إلى أي تنظيم شعبي، فالعادة أن تستند الثورات إلى أحزاب أو إلى تنظيمات شعبية. تختلف ثورتنا في هذه الناحية أنها قامت لأن المرحلة التاريخية التي كنا نجتازها في ذلك الوقت قضت بأن نفقد جميعاً ثقتنا في كلمة سياسة وسياسي، وهذا هو سبب تحركنا من 23 يوليه، وكما سمعتموني أقول حاول البعض بأن يصف ثورة 23 يوليه بأنها انقلاب عسكري، ولكنه في قمة الادعاء لم يستطيعوا إلا أن يقولوا أنها انقلاب عسكري أيده الشعب.. للأسف طغت هذه المفاهيم في مرحلة من المراحل.

مصر كلها وقفت وراء ثورة يوليه
          ولكن كان واضحاً في يوم 23 يوليه تماماً أنه كل إنسان على أرض مصر كان من خلف هذه الثورة، حتى من قبل أن تفصح عن وجهها السياسي والاجتماعي الذي أفصحت عنه بعد ذلك.. ولكن كانت المرحلة التاريخية في ذلك الوقت تقضي بأن تنتهي من كلمة سياسة وسياسيين لأنهم جميعاً أفسدوا وأوصلوا الشعب إلى المرحلة التي فقد فيها احترامه الكامل لكلمة سياسة وسياسيين، بدءاً من الملك إلى أصغر سياسي في البلاد، وأمر طبيعي أن يكون على قمة كل أولئك الاستعمار الأجنبي الذي كان يسيطر على مصر حتى بعد معاهدة 36 التي قالوا عنها أنها معاهدة الشرف والفخار. ظل الاستعمار الأجنبي يدير شئون مصر إلى يوم 23 يوليه سنة 52، ومرت فترات كئيبة يوم كان الأحزاب وباشوات الأحزاب يستعينوا بالسفارة البريطانية لكي يأتوا إلى الحكم وللملك أيضاً وقت أن كان يستأذن بريطانيا في إقالة وزارة قائمة لأنها فرضت عليه، كانت فترة كئيبة.. كل هذا فرغنا منه يوم 23 يوليه.. فرغنا نهائياً من الحكم الأجنبي، من الاستعمار الأجنبي، من الأحزاب الفاسدة والديمقراطية الفاسدة. من أجل هذا وضعنا المبدأ السادس.. إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

لا يعيب ثورة يوليه الاعتراف بأنها أخطأت
          وكما قلت لا يعيب ثورة 23 يوليه أبداً أن تعترف أنها أخطأت ولم تطبق هذا المبدأ التطبيق الذي كان يجب أن تطبق به الحياة الديمقراطية السليمة.. قد يكون هذا في المراحل الأولى من الثورة أمراً مقبولاً لها باعتبار أن الثورات لها الحق في المراحل الأولى، أن تحافظ على نفسها وعلى مقوماتها، وأن تدفع عن نفسها أي غوائم قد تطيح بها، ومن هنا بتأتي عملية الإجراءات الاستثنائية أو تنفيذ السلطة في المراحل الأولى. ولكن في ثورة 23 يوليه امتدت هذه الفترة، ولو أنه في هذا لم تكن ثورة 23 يوليه جديدة في هذا الشأن، لأنه سمعتوني وأنا بأقول أنه حتى أمريكا بعد معاهدة استقلالها الذي اتفقوا عليه في فيلاديلفيا والدستور الأمريكي وقيام الكونجرس لأول مرة، قلت أنهم رفضوا لـ 12 سنة متوالية أن يكونوا أحزاب خوفاً على وحدة البلد، ثم بعد ذلك بدأ تكوين الأحزاب هناك في أمريكا، هنا في ثورة 23 يوليه هذه الفترة كلها كانت 3 سنوات فقط التي أخذت الثورة فيها كل السلطات بدءاً من 16 يناير 53 إلى 16 يناير 56.. 3 سنوات يوم أن صدر أول دستور مؤقت بعد قيام الثورة في يناير 56. ولم يتح في ذلك الوقت إجراء الانتخابات، لأنه كما تعلمون سنة 56 كانت سنة مليئة بالأحداث، وعلى رأسها مسألة تمويل السد العالي، وسلوك أمريكا معنا، مما دعى جمال إلى أن يأتي هنا إلى الإسكندرية في 26 يوليه 56 ويعلن تأميم القناة لكي نبني من دخلها السد العالي اللي هو كان أمل للشعب.

حاولت مراكز القوى إحداث انهيار دستوري:
          كما قلت لكم أيها الأخوة والأخوات كان لابد أن تصحح ثورة 23 يوليه مسارها ومن داخلها لأول مرة يمكن في التاريخ ثورة تصحح نفسها من داخلها.. ومن أجل هذا تربصت مراكز القوى كما تعلموا، وفي 13 مايو بالذات أفصحوا عن أنفسهم بمحاولة إحداث انهيار دستوري للبلاد باستقالة الوزراء الرئيسيين زائد رئيس مجلس الشعب زائد أعضاء من اللجنة التنفيذية العليا، في ذلك الوقت وثاني يوم ده كان يوم 13 في المساء.. تاني يوم اجتمع مجلس الشعب يوم 14 مايو وبدأت ثورة مايو فعلاً يوم أن أعلن مجلس الشعب في اجتماعه عزله رئيسه ووكيليه و16 نائباً آخرين كانوا يمثلون مراكز القوى.. وكان هذا إيذاناً بأنه كل ما علق بوجه ثورة 23 يوليه قد سقط وانتهى وعادت الثورة إلى جوهرها الصافي كاملاً، لم يكن ممكناً تطبيق المبدأ السادس بتاع إقامة حياة ديمقراطية سليمة فوراً لأن إحنا كنا جميعاً مجروحين من عملية الهزيمة التي لحقت بنا في 67، وكان لابد قبل كل شئ أن نصحح هذا الوضع لنستعيد ثقتنا في أنفسنا ونستعيد ثقة العالم بنا.

          ومن أجل هذا توالت الأحداث، ولكن دعونا نبحث في نفس العام الذي قامت فيه ثورة مايو 71، لأنه هذا بيعطي اتجاه ومؤشر لسير الأحداث أن تغلق المعتقلات نهائياً لأول مرة، كان يمكن من فترات القرن 19 و20، لأنه إذا حسبنا أنه من ثورة عرابي كتاريخ قريب لنا من وقت عرابي حتى 15 مايو، وفي ظل خديويين في ظل ملوك مع أحزاب استقلال منقوص وغير منقوص، كان الاعتقال قائم والمعتقلات موجودة.

          في 15 مايو بدأنا إغلاق المعتقلات نهائياً.. أغلقت المعتقلات نهائياً كإعلان أنه ثورة مايو بتعيد كل شئ إلى مكانه ما هوش بس بالنسبة لما حدث في جيلنا في القرن العشرين اللي إحنا فيه.. بل تصحيح أيضاً ما حدث بالنسبة للقرن الـ 19 اللي كان لابد أن نبدأ فيه.. هذا العصر.. عصر النهضة.. مع اليابان بعد ما أخذنا أول دستور سنة 1879. أغلقت المعتقلات نهائياً مع أنه الأحكام العرفية كانت قائمة، ومع إن إحنا كنا مقبلين على معركة لأنه ما كانش فيه فكاك من دخول المعركة واستعادتنا لثقتنا في أنفسنا واستعادة ثقة العالم بينا.

          ما كانش فيه فكاك من هذا، ومع ذلك أغلقت المعتقلات. وكما سمعتموني أقول من كام يوم أمام مجلس الشعب.. البلد الوحيد الذي تقوم فيه معركة مصير كما حدث لنا.. دي كانت معركة مصير معركة أكتوبر..

رغم المعركة لم يعتقل إنسان واحد في مصر
          البلد الوحيد الذي تقوم فيه مثل هذه المعركة ولم يعتقل فيه إنسان أبداً لا قبل المعركة ولا أثنائها ولا بعدها أبداً.. في الوقت اللي إنجلترا أم الديمقراطية كما سمعتموني أقول أثناء الحرب العظمى الثانية كان هناك معتقلين، بل أعضاء من مجلس العموم أيضاً كانوا معتقلين، وده بحكم ظروف كل بلد، لكن أنا بأستعرض هذا الآن لكي نتابع خط تنفيذ المبدأ السادس منذ أول لحظة، أي من 71 مباشرة.. لم يعتقل إنسان إلى يومنا هذا.. والعام الماضي ألغينا الأحكام العرفية نهائياً، فمعدش فيه إمكانية لأنه سلطة الاعتقال زي ما أنتم عارفين بتاعة الأحكام العرفية وبتاعة الحاكم العسكري ما خلا هذا ما بيحصلش.

          بعد معركة أكتوبر كان لابد أن نتجه إلى إعادة البناء، لأن إحنا تخلفنا كتير، تخلفنا زي ما قلت عن موعدنا مع اليابان اللي ابتدوه 1879 من القرن الماضي.. وفي ذلك الوقت كانت اليابان بتعتبرنا إحنا سابقين ليه؟ لأن إحنا قريبين كنا لأوروبا، وعندنا أجيال كانت في القرن الـ 19 بتروح تتعلم وتختلط وجانب هذا العلم إلى الداخل.. وهمه كانوا بعيد جداً من الناحية.. الباسفيك.. من ناحية بالكامل.. أو من الناحية دي لازم يعبروا كل الشرق علشان يوصلوا لأوروبا.. إحنا كنا لا.. نافدين على أوروبا ومن أوائل حتى القرن التاسع عشر.

          كان لابد أنه ما نضيعش الوقت، لازم نقعد علشان نعمل عملية إعادة البناء بالضبط زي ما أزلنا كل ما علق بوجه ثورة 23 يوليه، كان لابد أن نزيل كل ما علق بتأخرنا والجمود اللي أصاب مجتمعنا نتيجة تخاذل حكام هذا البلد.

ألغيت الرقابة على الصحف بعد المعركة بـ 3 شهور
          وعلى طول بتذكروا من 74 مباشرة، يعني بعد المعركة بـ3 شهور ألغيت الرقابة على الصحف نهائياً بتذكروا أيضاً بدأنا سياسة الانفتاح.. بتذكروا بدأنا قناة السويس.. إعادة الملاحة إلى قناة السويس، وأصبحت من الموارد اللي بتعود على مصر. وسمعتوني بأحكي أن في سنة 72 لما أراد بنك التصدير والاستيراد الأمريكي أن يعلن إفلاسنا، وتقدم بطلب للبنك الدولي في هذا الخصوص، ماكنمارا رئيس البنك الدولي أرسل لي رسول خاص وطلب مني أن أبعث له مليون دولار بسرعة لكي يسقط هذه الدعوى، وزي ما سمعتوني بأقول قعدنا أسبوع نلم في مليون دولار سنة 72.. أسبوع كامل.. لأن ما كانش فيه عملة إلا من الحاجات اللي بنبيعها للغرب، والغرب ما كنش بيأخذ غير القطن من عندنا بس، وهو دا اللي كان بيجيب لنا العملة الصعبة.. أما كان كل شئ إحنا متوجهين به إلى الشرق إلى روسيا والى الكتلة الشرقية.. لا.. لما فتحت قناة السويس سنة 75 بدأت تدر 400 مليون دولار في السنة.. يعني أول سنة اللي بدأت في يونيه 75 جابت 200 مليون دولار على حساب نصف سنة، ثم توالت بعد ذلك وارتفع المعدل.. عايز أقول أن جميع الخطوات لإزالة كل ما علق بثورة 23 يوليه نستطيع أن نقول أنها انتهت في 71 لأن بإغلاق المعتقلات وإعلان سيادة القانون ووضع الدستور الذي كنا نستخدم له تعبير خاطئ.. الدستور الدائم.. هو الدستور لازم يكون دائم، ما نقولش الدستور الدائم، نقول الدستور.. إنما قد كدا كنا حساسين من أننا خلال الثورة كانت الدساتير أما مؤقتة وكان الحكم بإعلان دستوري سواء في المؤقت أو بإعلان دستوري كل دا مفروض أنه لفترات لابد أن تنتهي لكي يقوم هناك الدستور الثابت، إنا بقينا نقول الدائم.. إنما هو غلط، لأن الدستور مش محتاج يكون دائم.. ولازم يكون بديهي دائم زي ما عندنا دستورنا من 71 لم يتعطل ساعة أبداً.. زي أمريكا.. أمريكا عندها دستور من 200 سنة، وشوية عملوه في فيلادليفيا وعليه 30 أو 40 تعديل، لكن الدستور ثابت ولم يتغير دي قيمة المجتمعات الناضجة.. المجتمعات اللي بلغت سن الرشد.

دستورنا قائم ولا سبيل لتعطيله دقيقة واحدة
          وعلى ذلك دستورنا قائم ولا سبيل أبداً أنه يتعطل دقيقة واحدة، يعني كلكم عايشتم المرحلة أو اللي ما عايشهاش قرأ تاريخها المرحلة الماضية بتاعة الاستقلال المنكوب.. الدستور ما كنش بس بيتعطل.. لا دا كان بيتلغي، يعني دستور 23 اتلغى وجاء بدل منه دستور 30، ورجعوا تاني دستور 23، حتى تطبيق دستور 23.. الملك فؤاد عمل أكثر من ثلاثة انقلابات على الدستور والوزارات كلها عطلت الدستور.

          والوزارات كلها عطلت الدستور كل واحد بيجي إن كان أقلية أو أغلبية، بيجي يوقف الدستور على ما يلم حاله ويجهز الانتخابات، وبعدين يجيب الدستور تاني.

          النهاردة الحمد لله عشر سنوات لم يتعطل وليس هذا شيئاً جديداً لأنه هذا أمر طبيعي، لابد يجري لو كنا عايزين نبني مجتمع بالغ سن الرشد، وإحنا بلغنا سن الرشد من 7000 سنة، ده أول حكومة وأول دولة من 7000 سنة كانوا هنا.. مصر.. طيب ليه اللي جرى، ليه اللي جرى عبر ألفي سنة قبل ثورة 23 يوليه الحكام أجانب، والمغيرين بيحكموا، وأخرهم كان الـ 400 سنة بتاع الأتراك، ثم جتنا عيلة محمد علي أيضاً من أواخر القرن الـ 18 وأوائل الـ 19، وظلت إلى أن شلناها في 23 يوليه سنة 1952..

مصر ليست أقل من دول الديمقراطيات العريقة
          ليه.. نحن لسنا أقل أبداً من أي دولة فيها ديمقراطية عريقة مثل إنجلترا التي هي أم الديمقراطية، الديمقراطية عندنا مؤكدة من قبل حتى الرسالات السماوية الثلاث. المجتمع المصري كان مجتمع ديمقراطية، وروحوا القرية وشوفوه التي هي أساس مصر، ثم جاءت بعد ذلك الأديان، وجه الإسلام فأكد رسالة الشورى كمنهج وكأسلوب للحكم.

          كان لابد أن نبدأ بإعادة البناء كما أزلنا من ثورة 23 يوليه كل ما علق بها، لابد أيضاً أن نعيد بناء البلد والإنسان قبل كل شئ من واقع قيم مصر، لأن فترة الاستعمار الأجنبي وبالذات فترة الأحزاب منذ تصريح 28 فبراير وحتى قيام ثورتنا سنة 52، هذه الفترة كارثة كانت على البلد لأنه كل ما وضع من أسس بواسطة هؤلاء الزعماء للأسف لا يزال يسير بالقصور الذاتي إلى اليوم. في عملية نظام تعدد الأحزاب إحنا كنا نظام حزب واحد ومباشرة عقب معركة أكتوبر وتذكرون في 76 نزلت بورقة المنابر، واتفقنا في نهايتها على تكوين 3 منابر، وسط ويمين ويسار، وهو أقصى ما يمكن أن يقوم من أنظمة سياسية.. وسط ويمين ويسار. ودخلنا انتخابات 76 بيها بعد المجلس ما أكمل دورته بالكامل الـ 5 سنوات من 71 إلى 76، في الانتخابات التالية دخلت المنابر تصرفت كأحزاب، قلنا فلتكن أحزاب ما نضيعش وقتنا ولا وقت البلد.. إلا أنه للأسف كما رأيتم وكما سمعتم لازال التطبيق والفهم والممارسة لازالت هي ما كان عليه الحال قبل ثورة 23 يوليه.. طيب ليه.. وليه إحنا قمنا في ثورة 23 يوليه، ده إحنا قايمين لكي نلغي هذا باسم الشعب انه كلمة سياسة وسياسيين وصلت إلى الحضيض من تصرفاته، هل ننسى هذا الأسلوب؟ للأسف هو اللي ماشي بالرغم من أني عمال أنبه وأقول.. سمعتوني بأثير مشكلة هي حكاية المعارضة، وفي حكاية المعارضة سمعتوني بأحكي القصة.

          في حكاية المعارضة سمعتوني بأحكي القصة لنواب الشعب ولمجلس الشورى مجتمعين سوياً.. نحن لم نطبق الديمقراطية أو تعدد الأحزاب وجاهة أو يافطة أو شعارات، لا إحنا عايزينها حقيقة فعلاً لأن كل ما اتفقنا منذ 71 ثورة التصحيح كل ما نتخذه من قرارات ما يتراجع في لا سيادة القانون تراجعنا فيه، ولا تعطل الدستور، ولا اتفتحت المعتقلات لا أثناء الحرب ولا قبلها ولا بعدها ولا اعتدى على حرية إنسان أبداً، بل العملية عمالة تتصاعد بالرغم من أن الأحكام العرفية لم تلغ إلا في سنة 80، إلا أنه من إن لم تطبق الأحكام العرفية إطلاقا كانت موجودة لكن لم يطبق منها شئ ضد حرية الإنسان أبداً إطلاقاً وعلى ذلك لما الشعب وافق على تعدد الأحزاب لأنه هو ده أسلوب الديمقراطية الوحيد اللي العالم تعارف عليه أنه أسلم ما يمكن بكل عيوبه مليان عيوب، لكن ده أسلم ما يمكن التعبير عن إرادة الشعب، طيب أخذنا به.. العيب كل العيب أنه يبقى التطبيق تطبيق، لما كان قبل ثورة 23 يوليه.. الله داحنا ثرنا في 23 يوليه، الشعب كله، ثرنا على كلمة سياسة وسياسي علشان أفقدونا احترامهم حقيقة، ووصلوا الحضيض وعلى رأسهم الملك.. ليه الرجوع. نضرب مثل بحكاية المعارضة.. الأمر مؤسف حقيقة اللي يقرأ أول صحيفة للمعارضة حقيقة، وهي موجودة أعدادها، وأنا بعتها لمجلس الشعب ولمجلس الشورى علشان مجلس الصحافة الأعلى لما هييجي حقيقة يتقزز الإنسان.. الجرنال اللي طلعه حزب التجمع اللي سماه الأهالي.. يتقزز الإنسان ويشمئز، بل يتقيأ.. إيه ده هي دي الممارسة الديمقراطية وموجود الصحيفة.

إلى أين تتجه المعارضة في مصر
          وطلع حزب العمل وعمل جريدة الشعب، برضه علشان عدم النضج السياسي وهو جاي علشان المعارضة، قاموا أرهصوه بأن المعارضة معارضة مستأنسة.. قام عايز يعمل أنها مش معارضة مستأنسة فشط خالص.. طيب كان ليه لما رفض أي نائب يوقع مع حزب العمل لما كان هناك اشتراط في قانون الأحزاب أنه يكون فيه 20 نائب علشان الجدية بدل ما إياهم المنابر اتقدم لنا 41 منبر يعني 41 حزب علشان الجدية، قلنا يبقى فيه 20 نائب، ما حدش رضي يوقع، والله خدت زي ما أنتم عارفين خدت نواب الحزب الوطني كله ورحت وقعت لقيام المعارضة، سمعتوني بقول أيضاً انه في الانتخابات الماضية رئيس حزب العمل جاني في السويس واتفق معي على 30 كرسي اللي خدهم، وده مش عيب انتم عارفين الأحزاب وفي العمل الحزبي بتقعد الأحزاب وتتفق مع بعضها، وفعلاً قعدنا اتفقنا أنا وهو ما هوش حد تاني وخد 30 كرسي.. وبعدين طيب رايحة فين المعارضة.. قرأتم القصة بتاعة كالاهان وهو هنا.

          لما بيدي حديث في "الأهرام" فيبدأ حديثه، ويقول أنا خارج بريطانيا لا أنقد حكومتي مع إنه مش زعيم المعارضة، ده هو كان رئيس حكومة بريطانيا.. كان رئيس حزب العمال، صحيح لكن هو الآن نائب فقط. إلا أنه من المعارضة.. لكن دي بقى.. ده النضج السياسي وايه مع إنه زي ما بيقول في حديثه.. وزي ما قالهولي وهو عندي لما زارني أن حزب العمل في دمه من شبابه إلى أن بقى رئيس حزب العمال ثم رئيس حكومة ثم استقال علشان يدي المجال لشباب.. رفض.. يعني يرفض انه خارج بريطانيا يقول كلمة على بلده أو حكومته.. ليه؟

الحكم الوطني جزء من السيادة والاستقلال
          ما هو أنا بأقول بأهدي دي له.. الناس عندنا اللي بيشتغلوا في السياسة علشان يتعلموا المبادئ الأولية.. دي مبادئ أولية بتاعة روضة الأطفال اللي عاوزين يشتغلوا في السياسة انه ما تشتمش بلدك ولا نظامك بره مهما كنت من المعارضة، لأنه بينسوا أن الحكم الوطني جزء من السيادة والاستقلال.. ده ده اللي ورا هذا المغزى أن الحكم الوطني جزء من السيادة والاستقلال.. فاللي بيحكم بريطانيا تاتشر دي ما هياش أجنبية من بريطانيا.. ده حكم وطني.. ده حزب المحافظين وواخدها بالأسلوب الدستوري السليم.. عندنا حتى البديهية أن الحكم الوطني جزء من السيادة القومية ما حدش عارفه يقوم رئيس حزب العمل أيام ما كان اسمه رئيس.. زعيم المعارضة يأخذ بعضه ويروح دمشق فيقعد فيقف حافظ الأسد يفتتح الاجتماع بتاع الفلسطينيين.. المجلس الفلسطيني، فينزل شتيمة في مصر وقيادة مصر.. بإيه؟ بالطريقة اللي انتم عارفينها أنه لا حدود ولا قيم ولا حاجة أبداً.. ولا يرد زعيم المعارضة قاعد بتاع مصر.. ولا كأن مصر اتشتمت.. ولا بلده ولا قيادته أبداً.. وبعدين ده إحنا حتى أنتم سامعين طبعاً عمليات الإجرام اللي بيجرى في سوريا.. هل تعلموا أن حلب مدينة حلب أحياء منها دمرت بالدبابات والمدفعية؟ ده حقيقة معروفة في العالم كله.. ده بيضرب.. حافظ الأسد بيضرب شعبه اللي شاري الدبابات والمدافع علشان يدافع بيها عن سوريا وعن حدود سوريا.. مش يخش يضرب الشعب السوري.. طب حتى نجامل الشعب السوري إن إحنا ما نؤيدش هذا الكلم، ويروح له زعيم المعارضة.. حتى الوعي البسيط مش موجود وشئ جميل جداً.. زعيم المعارضة.. زعيم المعارضة.

مصر هي جزيرة الأمن والأمان بالمنطقة
          النهاردة.. هل يكابر إنسان إن مصر هي جزيرة الأمن والأمان في المنطقة العربية والشرق الأوسط؟ هل يكابر إنسان في هذا؟ بكل بجاحة يطلعوا يقولوا أن مصر ما فيهاش حريات.. وهما طالعين وبيقولوا هذا الكلام بره وبيرجعوا وما حدش بيقولهم حاجة أبداً.. أبداً.. مقارنة بسيطة مع اللي بيجرى حوالينا في المنطقة العربية أو في منطقة الشرق الأوسط كلها.. لم يعد هناك جزيرة للأمن والأمان وكرامة الإنسان.. لا يعتدي إنسان أبداً على كرامة الإنسان عندي في مصر.. أبداً. بعدين لا.. ده فيه قضية بقى كبيرة لازم نفجرها كلنا سوا.. كلمة المعارضة.

          استغلت هذه الكلمة أسوأ استغلال إلى اليوم وآن الأوان أنه نقول لاه.. اطلعوا إلى السطح وحطوا كل شئ قدام الشعب.. أي واحد حاقد أو موفور أو انتهازي.. ودول مجاميع كده.. عاوز إيه.. حيقولك.. حيروح شاتم.. وتيجي تسأله يقولك.. أنا معارضة.. أنا بأعارض الحكم.. دي حرية رأي.. معارضة.. لا.. المعارضة ماهيش قلة الحيا.. والمعارضة ماهيش تشويه وجه مصر.. كلكوا قطعاً بتسافروا بره وبتشوفوا.. وتعلموا مكانة مصر من الكلام اللي قاله رئيس الجامعة. مصر في أوروبا.. في أمريكا.. ملء العالم كله.. حقيقي.. ملء العالم.. سواء سياسة.. خلق.. قيم.. كل ده بيضربوا المثل بمصر. طيب ليه نشوه وجه بلدنا مصر أو زي بنتنا عزة اللي بعتت الجواب ده من الدمام وقالت بيبيعوا أمهم.. حقيقة اللي بيشوه وجه مصر ما هو كأنه بالضبط بيبيع أمه تمام.. لأن مصر أعز من الأم علينا كلنا لما نكون بره.. دي هي الأم الكبرى بتاعتنا.. قضية المعارضة لازم نفجرها بقى بوضوح.. وكنت بأسأل أنا شوفوا حتى في تناول المعارضة لوظيفتها.. توافق على السلام وبعدين بعد سنتين تقول لا مش موافقة على السلام.. هوه إيه اللي حدث.. هل الشعب غير رأيه في السلام فرجعت المعارضة تقول لا أنا باتمش مع رغبات الشعب في السلام.. بعدين ده خلاني سألت أسئلة.. تعالوا معايا من يوم ما قامت ثورة التصحيح.. أنهي قرار أخذته ما هوش قرار قومي؟ وإحنا عارفين كلنا وانتو..

هناك أمور قومية لا خلاف عليها
          أساتذة.. أساتذتنا وبتعملوا أجيالنا اللي جاية أنه فيه أمور قومية لا خلاف عليها يبقى بين الأغلبية والمعارضة.. لا خلاف عليها.. الخلاف يبقى في التفصيلات بقى.. في البرامج ده إحنا بنقول مثلاً اشتراكية ديمقراطية.. هو يقول لا اشتراكية لا.. أجمد شوية من الديمقراطية.. مثلاً.. لا حتى الحد البديهي بتاع أن هناك أمور أو قضايا قومية لا خلاف عليها.. هذا الحد الأدنى مش معروف.. ليه؟ أصلها انفعالات أشخاص، وزي ما قلتلكم أحقاد.. كلها طالعة تحت اسم المعارضة.. ليه.. ليه نضيع وقت البلد؟ أنا أعلنت في المجلس وبأقول قدامكم أهه الحزب الوطني الديمقراطي بكل معنى الحزب أقوى.. قوي وقوي جداً.. وانه علامات قوته إيه.. أحط قدامكم.. تقوم معركة انتخابية بكرة حياخد بالكامل مابيخشش البوليس علشان ينجح الحزب.. كلكم حضرتوا الانتخابات هنا في البلد كلها وحصل انتخابين أو ثلاث انتخابات من بعد ثورة مايو 71.. لا أربعة.. 71 و76 و79.. وكلكوا عارفين إيه اللي بيجرى يعني.. الحزب الوطني في هذه المرحلة التاريخية اللي إحنا فيها.. الحزب الوطني بيمثل آمال الشعب.. لما بتتلغي المعتقلات وتقفل نهائيا.. أما سيادة القانون تقوم.. أما إعادة البناء تبتدي.. أما الشرف الوطني يعود.. أما ننتصر في معركتنا ثم نعمل السلام.. ثم أرادتنا وقرارنا من عندنا.. طيب ما هي دي كلها اللي عملته ثورة مايو، وهو ملك للحزب الوطني.. وعلشان كدة الحزب الوطني قوي جداً ولا قبل لأي حزب به لكن أنا مش عايز حزب وطني قوي لوحده.. أنا عايز معارضة.. معارضة لازم تكون قوية في قوة هذا الحزب اللي بيشتغل علشان أنا ما ببصش للنهاردة أبداً.. أنا بابص لخمسين سنة مقبلة.. ماذا سيكون عليه الحال؟ وسمعتوني وأنا بأقول أنه في الديمقراطيات متعددة الأحزاب هناك نوعين.. النوع الأول.. ديمقراطيات متعددة الأحزاب بحزبين كبيرين، وأحزاب صغيرة جنبهم. والنوع الثاني متعددة الأحزاب في أحزاب كلها ما فيش واحد فيها يقدر يأخذ أغلبية لوحده، لأنه بيشتغلوا بالقايمة والنسبة والأصوات.

          زي إسرائيل.. فما يقدرش حزب يكون حكومة لوحده أبداً.. دا من يوم ما قامت إسرائيل زي ما انتم عارفين حزب العمل كان بينجح لكن ما يقدرش يحكم لأنه ما بيأخذش الأغلبية اللي تؤهله أن يبقى عنده أغلبية في الكنيست النصف زائد واحد مش عنده، فلازم يخش في ائتلاف مع أحزاب أخرى.. الحزب الديني.. والحزب الديني من يوم ما قامت إسرائيل بيخش جميع الحكومات لهذا السبب، لأنه كل حزب بيأخذ عشرة.. اتناشر صوت بتوعه بيضمهم عليه بيبقى عنده أغلبية ويقدر يفوت أي حاجة في البرلمان الكنيست بتاعهم.

أميل للديمقراطية متعددة الأحزاب
          أنا ميال إلى ديمقراطية متعددة الأحزاب بحزبين كبيرين وأحزاب صغيرة.. زي ما هو في إنجلترا، وزي ما هو في أمريكا، وحتى بتختلف الأيديولوجية مثلاً في إنجلترا بين الحزبين الكبيرين لأن العمال اشتراكيين والمحافظين رأسماليين.. في أمريكا الحزبين أيديولوجية واحدة اقتصادي مفتوح حر رأسمالي.. الجمهوريون والديمقراطيون الاثنين، لكن ماشية التجربة هنا وماشية التجربة هنا في إنجلترا وفي أمريكا.. أنا بأبص لهذا هل ممكن أن يقوم الحزبين أو ديمقراطية تعدد الأحزاب ذات الحزبين الكبيرين وأحزاب صغيرة.. هل ممكن إن دي تقوم بقرار.. لا.. أبداً أما نستعرض نلقيها جاءت من الممارسة.. الممارسة الديمقراطية في بريطانيا والممارسة الديمقراطية في أمريكا.. طيب بنهيأ الجو من دلوقتي علشان الممارسة بعد خمسين سنة يبقى في مصر ديمقراطية تعدد الأحزاب ذات حزبين كبيرين وأحزاب صغيرة جنبها زي ما هو موجود في إنجلترا وأمريكا زي ما قلت.. طيب.. الحد الأدنى مش لاقيه في المعارضة.. الحد الأدنى.. الالتزام الوطني كل إنسان عنده شوية أحقاد يروح فاششهم له في جرنال الحزب وبعدين كل إنسان موتور انتهازي له حساب عايز يضيعها يقول لك.ز يقعد يشتم النظام ويقول لك أصل أنا معارض دي معارضة.. مش ممكن بهذا الأسلوب الأمور تمشي أبداً إطلاقاً ولابد من يعني دراسة على مستوى الشعب كله.. أنا كلفت الدكتورة أمال عملت بحثين في الديمقراطيتين أمريكا وإنجلترا وحا يروحوا البحثين إلى مجلس الشعب ومجلس الشورى.. حا أبعث لكم نسخ منه وحا نعرضه في الحزب للمناقشة نشوف حا نعمل إيه في المرحلة اللي جاية.

لابد من استكمال ديمقراطيتنا بالمعارضة الشريفة
          لابد أنه نكمل ديمقراطيتنا بالمعارضة الشريفة السليمة والمعارضة لكي تكون شريفة يجب أن تكون مسئولة وبأخلاق.. أنا لغاية النهاردا ما وقفتش جريدة من جرائد المعارضة اللي بتسف هذا الإسفاف.. الأهالي موقفتهاش دا رفض العمال يطبعوها.. الشعب.. الشعب بتنطبع وطالعة ونفس خط الأهالي.. لا منعتها ولا حا أمنعها.. ولعلمكم بتأخذ ثمن صدورها من اللجنة المركزية من عندهم.. من صبحي.. الدكتور صبحي.. من أموال صحيح أنها أموال الاتحاد الاشتراكي، أموال اللجنة. كل دا راح على الحقيقة على مجلس الشورى باعتباره المالك، وبتصدر الشعب اللي بتصدر بهذا الكلام كله بتصدر بأموال الدولة، وإحنا قلنا هذا ليه.. قلنا علشان ما يبقاش في مجال لتدخلات أجنبية لتمويل أو غيره، لأن دي عملية نرفضها.. فالشعب بتصدر من الدولة ليه عاوزين ديمقراطية.. وعايزين المعارضة ومعارضة شريفة ملتزمة بالمسئولية والأخلاق.ز لكن عاوز أطمئنكم دا دا جزء بسيط جداً من معركة اليوم.. معركة اليوم أحمد الله أن كان معانا سبحانه وتعالى. وسمعتوني بأقول أن دعيت ربي مرتين.. مرة ألا أدخل موسكو أبداً في سنة 72، فاستجاب لي ربي الحمد لله. والثانية أما شفت صغار بتاع أهلنا العرب ومحاولة أن وأهي دي أيضا نقطة لازم أحطها قدامكم ولازم يسمعها شعبنا.. هل صورة مصر هي صورة أولئك اللي بيروحوا يأخذوا فلوس من العرب ويشتمو مصر.. هل دي صورة مصر الحقيقية.. للأسف اللي بيبيعوا أمهم المصرية موجودين برا مصر وبيجوا وداخل مصر هنا مصريين يكتبوا برا علشان يأخذوا في المقالة ألف وألفين جنيه وبيبيعوا أمهم مصر ويستمتعوا بسيادة القانون والديمقراطية إلى يومنا هذا.

هؤلاء لا يمثلون وجه مصر
          أنا عايز أقول أن لا.. وجه مصر مش دول اللي بيأخذوا الفلوس يشتموا مصر أمهم. أو الوجوه اللي بتتحدث عن العرب علشان المظاهر السخيفة وعلشان الفلوس.. مش دي مصر.. تماماً زي ما كنت في دار السفير البريطاني وأنا قاعد لما رحنا علشان نكرم الأمير فيليب وفاجأتهم أنا بزيارتي هناك في السفارة تماماً وأنا قاعد في السفارة قلت والله الناس معذورين كانوا.. كرومر أو كليرن اللي داسوا كرامة.. معذورين، ليه، لأن خديوي مصر أو ملكها مع كرومر ومع كليرن خديوي مصر أو ملكها بيدي له بالصرمة بيشيل له الصرمة يديها له يقول له اضربني تاني.. وزعماء مصر لما كان موظف في السفارة الإنجليزية بدرجة سكرتير لا هو قائم بأعمال ولا وزير مفوض ولا سفير.. دا سكرتير بدرجة سكرتير كان بيذل الرقاب بتاع أصحاب المقام الرفيع زعماء مصر هو دا كان وجه مصر، أهو دا اللي خلاني أقول لأولادنا شباب الحزب الوطني دلوقتي اللي بأشوفهم كل أسبوع مين اللي ارتكب في حق مصر هذا الجرم.. إحنا اللي سمحنا بهذا وكان جنبي السفير الإنجليزي وأنا قاعد في العشاء يوم ما كنت بأكرم الأمير فيليب في السفارة وقلت له انتم معذورين لأن إذا كان الباشا وصاحب المقام الرفيع ورئيس حزب وصاحب دولة وصاحب معالي، كل دول بيبقوا تحت الذباب تحت رجليهم.. طب ما هو لازم يعاملوهم كدا.. طيب لا عودة أبداً لهذا الكلام.. أبداً سمعتوني بأقول على السكرتير الشرفي اللي راح أخذ بعضه وراح البرلمان هناك ويقول لهم الغو المضبطة فتلغى وعلى المصريين.. قدام الإنجليز كدا.. وعلى المصريين عتاولة عملوا زعماء وحكاية كبيرة، وواحد يقول لك أنا باشا ابن باشا.. إيه دا كانوا بيدوكم بالصرم الإنجليز.. إيه دا انتم والملك بتاعكم كمان اللي اداكم الباشوية كنتم بتاخذوا بالصرم.. وقعد.. كان منظر كئيب.

          كان منظر كئيب، لما الإنسان بيتابع لأني أنا كنت وقتها في المعتقل بأعيش المعركة السياسية لأنه اللي مسكتني وزارة 4 فبراير اللي جابتها الدبابات وفضلت قاعد في المعتقل حتى أقيلت الوزارة وأنا بأتفرج بقى إزاي جت، واستعان النحاس بالإنجليز على الملك والإنذار وغيره، أمين عثمان كله قرأتموه وعارفينه. إزاي بقى خلال السنتين وشوية اللي قعدهم وزارة الوفد الملك كل شوية ينقي الفرصة اللي عايز يقيل النحاس فيها يقوم بكل بساطة.. ارجعوا للصحافة وقتها تلاقوا أن صحافة حزب الأغلبية تقولك جاء تبليغ بالأمس من وزارة الخارجية إلى السفير البريطاني وأبلغ للملكNo Change (لا تغيير) ويكتبوها بالإنجليزي ويتباهوا بهذا أن وزارة الخارجية بتقول لفاروقNo Changeيعني ما تغيرش النحاس، والنحاس يسعد جداً بهذا، بعد شوية الملك يقول ما كفاية بقى للإنجليز يعني اعطوني بقى حريتي أشيله.. يقولوا لا استنى.. استنى حتى جاء في سنة 44 أعطوا لكيلر إجازة راح قضاها في جنوب أفريقيا وقالوا للملك آه ممكن تشيله الآن، فجاء في 8 أكتوبر سنة 44 وشاله وأنا في المعتقل، كل هذا أنا حافظه ليه لأني قاعد في المعتقل كله وسمعتوني وأنا بأقول قاعد في المعتقل مسكتني وزارة 4 فبراير بتاعة النحاس وشركاه، وجاء أحمد ماهر في 8 أكتوبر 44، لما بعتنا أيام وزارة النحاس، ما هو أنا قاعدت يتقلبوا علي لما كان الوفد في الحكم جاب السعديين والدستوريين وحزب مصر الفتاة، وكل اللي هو مش عايزهم حطهم في المعتقل.. لما أقيل الوفد في 8 أكتوبر جاء أحمد ماهر أحزاب الأقلية السعديين والدستوريين راح مطلع هؤلاء كلهم السعديين والأحرار وكله كله وبدأ يعتقل في الوفديين علي وأنا قاعد في المعتقل.. طيب أنا بعثت للنحاس قال لا نستطيع أن نعمل لك شئ لأنه انت معتقل بناء على أوامر السلطة البريطانية، لما جاء أحمد ماهر أنا قلت يمكن ده حكومة 4 فبراير، لما جاء أحمد ماهر في 8 أكتوبر وبعتنا قال نفس الكلام.. انت معتقل بناء على أوامر السلطة البريطانية، ولا يخرجك غيرهم واستنى على ما الحرب تخلص.. سنة 44، هل هذا ممكن أنه أنا.. يبقى إحساسي إيه كمواطن! إن حكومتي بتقوللي لا بريطانيا هي اللي معتقلاك، وعليه هي إما تطلعك وإما تظل موجود كما أنت ! كل هذ ا عايزين نخلص منه، مش لن يعود فقط لاه ده لابد يشوف أين كان الخطأ حتى لا يتكرر ثانية أبداً لأنه في الوقت الذي كا نوا بيعملوا في باشواتنا كده في دار المندوب السامي ثم السفارة ثم غيره إحنا كشباب مصر كنا لا نقل وطنية عن أي بريطاني من الذين يحكموا مصر وعندنا وعي وعندنا القدرة وعندنا القوة وعندنا كل ما لدى الشباب البريطاني من كرامة ووطنية وفهم ونضج وكله، طيب ليه مثلونا دول ومثلونا إيه.. بالهوان والذلة أمام سكرتير مش حتى أمام سفير بريطانيا أو القائم بأعمالها ووزير.. للأسف كلمة معارضة النهاردة مستغلة بقالها سنتين ثلاثة وأنا ساكت لأنه ما هو كل حاجة لها وقتها.

لابد من صدور قانون العيب
          فاكرين قانون العيب.. اتكلمت في قانون العيب، لازم يصدر قانون العيب.. ليه؟؟ فيه ناس كده، وسمعتوني بأقولها وبأكررها أمامكم فيه ناس تخاف ما تختشيش للأسف بس دي مش أخلاق شعبنا، شعبنا في قاعدته العريضة يعرف كلمة العيب حقيقي، لكن فيه ناس- وكل شعب فيه شواذ- تخاف ما تختشيش ولازم قانون العيب يطلع علشان يعرفوا، هناك بيسموه برهEthicوالكلام ده إحنا بنقول عليه "العيب".

          قامت قيامة الدنيا حت اسم المعارضة وحماية الديمقراطية، بس مش حماية ديمقراطية، كلكم كنتم حاضرين العملية ده جميعاً بيحتموا بالديمقراطية لتشويه وجه بلدهم ليه علشان المراسلين الأجانب والصحف الأجنبية بتنقل عن الذي يكتبوه جرائد المعارضة هنا، طيب نملأها بقى، البلد كلها ضد قانون العيب.. كلام فارغ وابتدوا يتكلموا على قانون عيب وهمي لسه لم نكن قد وضعنا أساسه ولما جاء الوقت وحطينا قانون العيوب ونوقش وراح مجلس الوزراء، ثم دخل البرلمان أمامكم كلكم نوقش أمام البلد كلها أيامها طلع نائب رئيس الجمهورية لما ابتدوا التهريج بقى تحت اسم المعارضة قال يا جماعة ليس هناك بعد مشروع اسمه مشروع قانون العيب، إحنا عملناه ده لسه اللجنة العليا، المكتب السياسي للحزب لم يجتمع حتى يضع الأسس، وتلاحظوا أنتم أنه بعد كل هذه الحملة بحوالي 21 يوم أو أكثر على ما اجتمع المكتب السياسي وأعطينا المبادئ للصياغة التي تمت بعد ذلك وأعلنت ناقشتها اللجنة البرلمانية بتاعتنا جميع النواب مناقشة مفتوحة، ونشرت في الجرائد وراح مجلس الوزراء ثم مجلس الأمة وناقش ودخل ومشي لأن فيه ناس قليلو الحياء، يعني يخافوا ما يختشوش.

          تمت بقى الحكاية دي المعارضة وبعدين نكتشف أنه لائحة شرف المهنة والعمل الصحفي فيها قد.. مش قد اللي في قانون العيب.. مليون مرة أقوى من قانون العيب اللي عملينه لهم نفسهم بس كانوا مخبيينها إيه تحت اسم الديمقراطية بتستغل كلمة المعارضة وبتستغل الديمقراطية، بدل ما يحموا معنا الديمقراطية بيحتموا بيها ما هو عارف لا فيه معتقل مفتوح.. الأرذال كده اللي هم يخافوا ما يختشوش عارف أنه لا في معتقل مفتوح ولا في إجراءات استثنائية ولا حد هيعتدي على كرامته أبداً إطلاقا عندي يحصل من أجل هذا، ده للأسف دي قضية الساعة، لكن دا في البناء الديمقراطي.. لكن عايز أطمئنكم بقى أنه كل ده ما بيشغلناش عن حقيقة المعركة في الاتجاهين الأساسيين: إنتاج الطعام والغذاء والإسكان المشكلتين الملحتين، ودخلنا التحدي من أوسع أبوابه ب50 ألف فدان اللي سمعتوني بأحكي إني هأخذ خيمة وأروح أقعد فيها لأنه ده مستقبل مصر، 50 ألف فدان زراعة مش استصلاح زراعة، يعني إنتاج، يعني زيادة الإنتاج.

زيادة الإنتاج والسيطرة على الأسعار
مشكلة الطعام والأسعار لا تحل إلا بشيئين زيادة الإنتاج والأجهزة اللي تسيطر على الأسعار وتلغي الوسيط اللي بين المنتج والمستهلك بحيث ييجي وأخذ كيلوا الفاصوليا بـ8 قروش ويبيعه بـ80 قرشاً، هو واخده من الغيط بـ 8 يبيعه بـ 80، ده كله شفناه وماسكينه في إيدينا وبنشتغل عليه.. فكونوا مطمئنين كل هذا للأسف اللي بيتم في استغلال الديمقراطية ما غيرش نظرتنا للمشاكل الأساسية وتركيزنا عليها لابد.. وأنا بأقوللكم إحنا دخلنا من أوسع باب ليه.. لأنه يوم ما يضاف إنتاج 50 ألف فدان بإذن الله آخر هذا العام لإنتاج مصر زائد مدينة سكنية هي مدينة الأساس، يبقى عملنا المعجزة الأولى، اللي هنكررها بقى السنة الجاية بإذن الله مش هيبقى 50 ألف هيبقوا 100 ومدينتين أساس، لأن المدينة لكل 50 ألف فدان بعملية
Mechanization Systemبالكامل، الري جديد بالكامل كله.. كله بالوفرة بكله يعني عملية متكاملة وموجودة في الصالحية اللي بيحب منكم يروح يشوفها قوي وخدوا الأولاد ولادنا طلبتكم ورو هالهم مش ضروري بتوع الزراعة بس لا خدوا الطلبة كلهم، لأنه دي أنا بقوللكم دي معركة التحدي المصري، لأنه بنحل الأزمتين الطعام والإسكان من الباب الواسع.. السنة الجاية إن شاء الله 82 في إبريل، انتم عارفين بإذن الله يتم الجلاء عن سيناء في عندي حوالي 3 أو 4 مدن محتاج لهم ناس، وأنا مستني بس لما نتفق بإذن الله إحنا بنتفق دلوقت على القوة متعددة الأطراف والكلام اللي هيجري في انسحاب إسرائيل في إبريل 82 وبعدين هو دي.. سأطلب من وزير التعمير يروح يزور القرى التي في سيناء وسيجلي عنها الإسرائيليين علشان فوراً بتروح عائلات مصرية على طول في الحال وتكمل بنفس اللي كان موجود.
في كل ناحية مثلاً طلبت من وزير الري أنه نظام الري والغمر اللي إحنا بنعمله ده كلام خرافة في العالم ما حدش بيصدق.. فداننا من 7 آلاف لـ 8 آلاف لـ 12 ألف متر مكعب مية في السنة، ما بيحصلش أبداً..

تجارب للري في قبلي وبحري
          طلبت أنه محافظة في قبلي ومحافظة في بحري يتعمل فيها تجارب علشان نعمل الري بالرش، منها عملية الأرض وصرف فيها والتطبيل اللي جرى بنختصره، ومنها بنختصر مية الغمر للنصف تقريباً علشان نعمل أرض جديدة بيها موجودة عندنا الأرض الجديدة أحسن من الأرض القديمة كمان.. في المستقبل عايز أقول لكم كل شئ ماشي على تخطيط علمي ليس ارتجال إنما تبصوا تلاقوا المعارضة اللي بتسمي نفسها معارضة.. بتقول القطارة وحكاية القطارة برضه بيهمني أحكيها لكم وهي منخفض القطارة يوم ما عملنا السد العالي، أول الراجل دانينوس ما جالنا في مجلس قيادة الثورة سنة 52 قالوا لنا ده مجنون واوعوا تقابلوه، دانينوس صاحب المشروع ده مشروع السد العالي مهندس يوناني.. والراجل حقيقي ما كانش طبيعي.. جبناه جالنا هناك وجبنا الله يرحمه محمود يونس اللي كان مسك القناة ده، قلنا له يا محمود شوف إيه مع الجدع ده.. بعتو قالوا لنا ما تسمعوش ده راجل مجنون على السد العالي واللي قعدنا ودرسناه وبتاع، ورحنا باعتين فرقة على أسوان تعاين، لقينا الكلام ده ممكن، ولولا السد العالي ما كنا نقعد في الكهرباء دي النهاردة اللي إحنا فيها طيب.. من ضمن التخطيط العلمي اللي بقول لكم عليه، اللي ما بيعقناش أبداً الكلام الهايف ده اللي بيحاولوا يشوهوا وجهة مصر بيه.. ما بيعقناش من ضمن التخطيط لما قعدت عملت الحسبة ووزير الكهرباء هنا لقينا في سنة ألفين علشان ندي كهرباء من محطات حرارية عايزين 50 مليون طن بترول.. طيب وبعدين لما يبقى إنتاجنا من البترول كله بنعمل بيه كهرباء، طيب وإحنا النهاردة دخل البترول هو اللي غير ميزان مدفوعاتنا وعمل المعجزة اللي تمت.. فعملنا التخطيط على المحطات الذرية اللي الـ 8 اللي هييجوا لكن لابد القطارة تتعمل دي زي السد العالي بالضبط سنة ألفين هيبقى لزومه لمصر زي ما كان السد العالي اللي بدون منحس بتقوم العمارة بتخشها الكهرباء.. بكل بساطة طبعاً في الأول انتم عارفين الألمان كانوا معانا في المشروع وكان هدفهم الأساسي تجربة الحفر بالطاقة النووية النظيفة لأول مرة في التاريخ، فإحنا رفضنا هذا ليه؟.. لأنه والله نظيفة أو غير نظيفة ما نعرف ما نضمن.. رفضنا هذا بتنحي الألمان.. السويديون قلنا لهم تعالوا، وبعدين السويديين بيدرسوا وطبعاً إخواننا المهندسين فيكم وبقية الدكاترة اللي في التخصصات الأخرى عارفين أنه اللي بيدرس الحاجات دي بيوت خبرة في ا لسويد لما بنقول السويد تبقى بيوت خبرة عالمية لازم لأنه مشاريع من هذا الحجم ما تتعملش دكاكيني يعني.. فمديينها للسويد بكل بساطة تيجي طالعة جريدة اللي بيقول على نفسه جريدة المعارضة.. ولا مهندس ولا حاجة اللي كاتب أبداً، ده محامي يقول لك "مالوش لزوم القطارة"، وبس خلاص.. وقامت المعارضة بواجبها تمام ملوش لزوم القطارة يا أخي، طيب استنى حتى لما الجماعة بتوع السويد المهندسين دول يقول لنا كده.. يقول لنا أن ما فيش أو ما ينفعش النفق واللي دار عليه لا ما كانش له لزوم النفق تحت القناة وربط سينا بمصر هي دي المعارضة..

لسنا مستعدين لإلغاء عقولنا
          مش عيب يعني محناش مستعدين أبداً أنه يعني نلغي عقولنا، لكن كمان محناش مستعدين نقف مكتوفي الأيدي أو مغلولين زي ما بحكي لكم البرامج في كل اتجاه لسنة ألفين.. اعملوا تغيير الري، الزراعة المكثفة، الأكل، بناء الديمقراطية، كله ماشي مع بعضه الرخاء مع الديمقراطية مع السلام وبناء السلام. بالنسبة لإسرائيل طبعاً. أنتم عارفين إحنا منتظرين الانتخابات الإسرائيلية، انتظرنا قبله الانتخابات الأمريكية، وبعدها جت تقديم موعد الانتخابات الإسرائيلية بدل نوفمبر ليونيه. إحنا منتظرينها وهنحمل مسئوليتنا برضه لأن إحنا معملناش اتفاق منفصل.. إحنا عملنا كامب ديفيد بشقين: الأول: بين مصر وإسرائيل. والثاني حل القضية الفلسطينية، ومخدناش لنفسنا حق الكلام عن الفلسطينيين، دا كل اللي في الشق الثاني من كامب ديفيد متعلق بالفلسطينيين هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحديد 5 سنوات فترة انتقال بدءاً من الاحتلال الغير موقوت الموجود النهاردة، ولا محدد وكان ممكن يستمر ألف سنة. أدي اللي إحنا بنعمله.. لكن بنتكلم عن الفلسطينيين علشان كده أنا بقول وبنادي يا فلسطينيين اعملوا زيي خد قضيتك في إيدك أيام الجزائريين ما عملوا حكومتهم المؤقتة هنا كنا في القاهرة وكان فرحات عباس وكان دمه خفيف، فرحات عباس لأنه حتى في القرآن كان يخلطه عربي على إنجليزي، يقول" إن الله على كل شئCapableقدير" العالم كله ضحك على حكاية الحكومة الجزائرية المؤقتة لما قامت بعدها بكذا سنة كانت قاعدة هذه الحكومة المؤقتة بتأخذ استقلال الجزائر في سويسرا من فرنسا.. واللي بقوله للفلسطينيين اتفضلوا خدوا قضيتكم في اديكم زي ما أنا أخذت قضيتي في إيدي.. هو مين كان يرجع لي أرضي من إسرائيل، أسيب من يرجعها لي، السوفييت مش عايزين، الأمريكان لا يملكوا مش أرضهم.. يعني يكفي أن إسرائيل تقول له يأخي انت بتتكلم عن مصر ليه ما ييجو أصحاب الشأن يتكلموا مثلاً.. طيب أنا أخذت قضيتي بإيدي.. ورحت قعدت معه تعالي أرضي أهه وحدودي أهيه، تسوية على عيني ورأسي، كل اللي انت عايزه خارج حاجتين، أنا موافق عليه إيه همه.. أنا قلت له لا أرض ولا سيادة، ما تمسش دول.

          إجراءات أمن.. ما خلا ذلك اتفضل طلب إجراءات أمن أعطيته أكثر مما طلب، ما دام المبدأين احترموا، لا مساس بالأرض ولا مساس السيادة، هذا هو الذي أطلبه منهم، وبأقوللهم العريش موجودة وتعالوا هناك لأنه في النهاية الفلسطينيين عندهم قضية يتفضلوا ييجوا مع قضيتهم، الطرف المقابل هي إسرائيل سوريا لها الجولان، ياريته سمع كلامي حافظ الأسد.

قعدت مع الأسد خمس ساعات كاملة
          قبل ما أسافر القدس بيومين زي ما أنتم عارفين كنت عند الأسد، رحت له دمشق قعدت خمس ساعات ونصف في بيته نتكلم طول الليل، قلت له يا حافظ أنا لم أذهب إلى القدس، لسه رايح بعد 48 ساعة، لكن أنا بأقولك مشكلتين خلصوا سيناء والجولان بس امشي معايا، كونك بتعتبر زيارتي للقدس غلط، هذا عمل تكتيكي، لكن هل انت عندك شك يا حافظ إن أنا سأسلم أرض عربية.. قاللي لاه، قلت له طيب، يبقى ما احناش مختلفين في الاستراتيجية، إحنا مختلفين في التكتيك. تعالى قول للعالم إن رحلتي للقدس أوصفها كما تشاء لكن في الأساس في الاستراتيجية إحنا متفين ودي الحقيقة، لكن لو وافقني حافظ الأسد لكان اتفاق الجولان أسهل من اتفاق سيناء، ولجبت له الجولان زي ما جبت فض الاشتباك الأول، وفي الثاني مرضيش يسمع الكلام وجبت له الأول وعملته له أيضاً.
          لكن طبعاً هم دي تفقد حزب البعث عملية الادعاء أنهم زعماء الأمة العربية وقادتها.

مطلوب من الجامعة النزول للبيئة
          لعلهم يستمعوا في المرحلة القادمة عليكم واجب كبير قوي قوي. الذي حكى عنه رئيس الجامعة، وأنا سعيد بيه جداً اللي هي الجامعة والبيئة. عايزينكم تنزلوا للبيئة فعلاً بالكامل لكي تكون الجامعة في خدمة البيئة فعلاً.. مفيش فترة إحنا في شدة الاحتياج إليها زي الفترة دي بالذات، لأنه زي ما أنتم عارفين وقلت لكم برامجنا كلها مبنية بتخطيط علمي.. طيب هذا التخطيط العلمي عاوزينكم فيه معانا بالكامل علشان تشوفوا مشاكل البيئة وتشوفوا الجهد.. تختصر الجهد في بناء البلد إن شاء الله. وبقى حاجة واحدة، زي ما قلت لكم دعيت ربي ألا أروح موسكو، والحمد لله. ودعيت ربي أخيراً أنه أمام إخواننا العرب الذين يعتقدوا أنه الإله هو الدولار، وكل قيمتهم وكل ما يدعوه سببه أنه بيتصورا أن الدولار يستطيع أن يشتري كل شئ. أنا بقى قلت يا ربي، وخصوصا زي ما قلت لكم اللي بيبيعوا أمهم في مصر كثير للأسف عندهم بيفوتوا عليهم سواء صحفيين بيبيعوا أقلامهم وضمائرهم بره أو صحفيين من الداخل بيبيعوا نفس الحكاية، أو ناس نفوسهم حقيرة لا يمثلوا مصر أبداً، دعيت ربي وقلت يا رب أنت تعلم أنني لا أخفض رأسي أمامهم أبداً تحت أي ظرف، لكن كنت خايف على مصر. يقوم إنشاء الله وأنا دعيته كما دعاه إبراهيم بالأمس "رب اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات".. تفجر البترول وأنا كنت عايز بأحلم بـ4 مليار يعطوهم لي في السنة علشان أعمل جنة في مصر، جه لنا من حر ما لنا ومن بترولنا أكثر من 4 مليار في السنة، بدءا من السنتين القادمتين، يعني بعد سنتين، أنا مش منتظرها مش حا أقول استنى لما تطلع بعد سنتين، لأن كل هذا بترول وجدناه لكن علشان التوصيلات تحت ولأنه تحت الميه بيأخذ السنتين أو الثلاثة، ويتجهز علشان يطلع على الحقل على البيع، الكمية خلاص الموجودة اللي هي مكتشفة.. فعلاً بتغطي هذا الكلام وزيادة، الـ 4 وزيادة، لكن أنا مش هستنى سنتين على ما يخلصوا تركيب المواسير والهوسة، دي أنا مبتدي من هذه السنة تحدي من الباب الواسع فيه الـ 50 ألف فدان واسكندراني من عندكم من هنا الدكتور عبدالرزاق عبدالمجيد غالباً ما سيسمونه في وقت من الأوقات "ايرهارت" بتاع مصر، انتم فاكرين ايرهارت بتاع ألمانيا الذي غير وجه اقتصاديات ألمانيا، فعلاً عبدالرزاق أنا فوجئت من حاجة بسيطة جداً بيقولي فيه 500 مليون جنيه عندنا موجودين علشان نعطيهم للشعب للناس، ده الـ 500 اللي عملناهم في أول مايو وزي ما قلت لكم بعد سنتين ونصف إنشاء الله بالكثير خالص، بس أنا مش مستنيها، لا نبتدي الـ 50 ألف فدان زراعة بـ Mechanization كامل ماعندكوش فكرة تكاليفها أد إيه غالية، تكاليفها لكن ما هي دلوقتي بتريح لأنه بنعرف حدودنا عارفين داخلين على إيه.. ما هيش جهجهون وعاوزين بس نعمل ننظر.. لا عارفين حتنتهي إيه بثلاث سنين خمسة سبعة عشرة على طول.. لكن مش بس حتسد نفسها وتدينا الأمن الغذائي الكامل.. لا.. دي عملية كمان اقتصادياتها شئ لا يصدقه.

          استجاب لي ربي سبحانه وتعالى ولم نعد أبداً في وضع أنه واحد من دول يتحكم فينا وهم صغار في انفعالهم.. صغار في مثلهم.. جهلة في تكوينهم.. القرش أفسد نفوسهم بدل إحنا جالنا الثروة الحمد لله.. بنحمد.. بنحمد الله عليه.. همه بيزيدوا كفر.. وفجر بالفلوس وبعدين كانوا متصورين أنهم يتحكموا في مصير مصر.. الحمد لله سيظل رأسنا عالياً سابع سماء. وسنعود كما كنا أغناهم جميعاً، لأن اللي عندي هنا مش عند أي حد فيهم.. بترول، بقى عندي بترول زيهم، لكن مضاف إليه النيل والأرض الخضرة.. والإنسان المصري فوق وقبل كل شئ..

وفقكم الله والسلام عليكم،،،


(*) المصدر: جريدة الأهرام بتاريخ 17/5/1981