إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الأمة

خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
أمام مجلس الأمة

القاهرة: 4 فبراير 1971
الأهرام، القاهرة : 5 فبراير 1971

بسم الله

السيد رئيس المجلس

أيها الإخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة

        لقد وجدت من واجبي تجاه شعبنا في مصر، وأنتم هنا تمثلونه، وتجاه أمتنا العربية وشعبنا هنا في مصر طليعتها في النضال، أن أجئ إلى مجلسكم الموقر لكي أتحدث إليكم فيما أعلم وتعلمون أنه شغلنا الشاغل جميعا، وأقصد قضية كفاحنا المقدس وعملنا فيها حتى الآن. ومسئوليتنا تجاهها بعد الآن. ذلك أنني أؤمن بأن الحقيقة كاملة هي المسئولية كاملة. وبما أن المسئولية واجب على الأمة كلها، إذن فإن الحقيقة كلها حق لها بغير منازع. ومن هنا فإنني أستأذنكم في أن ألخص أمامكم الحقائق الكبيرة في موقفنا اليوم. ولست أفعل ذلك لمجرد استعادة ما كان. وإنما لكي نتذكر جميعا، ونتأكد جميعا، ونثق في دقة حساباتنا، وما نبينه على ذلك من قرارات، أي إننا نلخص ثم نستخلص.

أيها الإخوة

        أمامكم هنا، سوف أقسم كلامي إلى ثلاثة أقسام، بغية أن تكون الصورة متكاملة وواضحة.

القسم الأول عن التزاماتنا المبدئية في قضية هي بلا شك أشرف القضايا، لأنها أول القضايا.

القسم الثاني عن عملنا المتواصل، بكل السبل، في سبيل حماية التزاماتنا المبدئية منذ تحملنا أمانتها حتى الآن.

والقسم الثالث عن تصورنا لخطواتنا القادمة كما تمليها علينا القيم التي نتمثلها والمبادئ التي نؤمن بها.

أولاً: التزاماتنا المبدئية، إننا- أيها الإخوة- لم ننكر أمام أنفسنا، ولا أمام غيرنا، أن أمتنا واجهت نكسة خطيرة في اليوم الخامس من يونيه سنة 1967. لقد خسرنا معركة، وكانت لدينا كرامة وشجاعة مواجهة النفس، ومواجهة الآخرين أيضا بالواقع، ولم نخدع ولم نخادع، ورفضنا أن ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام، أو أن نتظاهر بأن السهم الذي صوب إلينا لم يجرح، أو لم يؤلم، لقد اعترفنا بأننا خسرنا معركة ولكننا في نفس الوقت أظهرنا عن يقين بأننا لم نخسر الحرب، ولم يكن ذلك ادعاء من جانبنا، ولكن كانت حقيقة بالنسبة لإرادة أمتنا وإمكانيات أمتنا وقدرات امتنا وطاقات أمتنا واستعداد أمتنا. إن الأمر الواقع في لحظة من اللحظات لا يستطيع أن يغير وجه الحقيقة الكبرى، ذلك إذا استطعنا إدراك هذه الحقيقة، وإذا ملكنا في لحظة الخطر قوة

<1>