إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، في مأدبة أقامها تكريما للرئيس جوزيف بروز تيتو

والثانية: هي ضرورة كفالة الحقوق المشروعة والطبيعة لشعب فلسطين، لا على أساس إنساني فحسب، وإنما على أساس سياسي ووطني قبل أي شيء آخر، لا على أساس حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ولكن على أساس حل مشكلة الوطن الفلسطيني.

        ولقد كان من نتيجة ذلك المفهوم قبولنا لقرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 22 نوفمبر 1967، وتعاوننا بكل الوسائل مع السكرتير العام للأمم المتحدة في تكليفه تنفيذ هذا القرار، وتعاوننا أكثر من ذلك مع كل الذين حاولوا أن يمدوا يدهم إلى المشكلة، حتى وإن راودتنا الشكوك كثيرا في صدق نواياهم.

        لكننا لم نشأ أن نترك لأحد متخذا علينا، ولا شئنا أن نترك فرصة لتضيع، لأننا كنا ندرك العواقب الخطيرة التي يمكن أن تترتب على ترك أزمة الشرق الأوسط بكل أبعادها تتردى إلى درجة يتجاوز خطرها فيها حدود هذه المنطقة.

        بل لقد زدنا على ذلك كله مبادرات مصرية أردنا بها إثبات حسن نيتنا وانتظرنا من الآخرين أن يثبتوا بها نواياهم، وأمام مجتمع الدول كله الآن سجلنا واضحا وسجل غيرنا أسود الصفحات.

        ولم نخش في كل ما قمنا به. وما اتخذنا من قرارات غير شيء واحد هو أن يتصور أعداؤنا وأصدقاؤهم خطأ إننا نخشى المواجهة المسلحة إذا أصبحت لازمة أو نتردد دونها إذا كانت هي الملجأ الأخير.

        ولهؤلاء جميعاً نقول أمامك، لاتخطئوا في الحساب، إننا قادرون على خوض المعركة، قابلون لجميع تضحياتها وتكاليفها، واثقون أن التطور التاريخي يتحرك لصالح كل ما ندافع عنه إيمانا به، معتقدون إننا لسنا في المعركة وحدنا. ذلك لأن ما نواجهه هنا على الأرض العربية هو جزء من مخطط عام تقوم به القوى المعادية للحرية وللتقدم. بينما هي تشعر بحصار التطور والتاريخ لمطامعها.

        إن العالم يعيش في أجزاء كبيرة في مشاهد قريبة الشبه مما نعيش، مع اختلاف الوسائل والأساليب.

        إن الغارات الاستعمارية على أفريقيا، ومنها ما تعرضت غينيا أخيرا له، جزء من نفس المخطط.

أيها الصديق العزيز

        إننا نشترك معا في الخطط والآمال، ذلك أن ما تريده شعوبنا وتريده في الواقع كل الشعوب، هو باختصار كرامة الإنسان واستقلال الأوطان.

        وفي وسط الأضرار العميقة التي أحاطت بنا، وفي وسط المعارك الضارية التي نخوضها، فلعلي أن أشير إلى علامتين بارزتين في كفاحنا:

<3>