إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مأدبة أقامها تكريماً للرئيس نيكولاي بودجورني

مطامعه إلا مكرهاً ومجبراً. لأنه يريد أن يواصل الاستغلال إلى آخر لحظة ممكنة ولأنه أحياناً لا يتورع عن محاولة الدخول من النافذة إذا أرغم على الخروج من الباب.

        إن هذه الاعتبارات هي التي تجعل الاستعمار وأدواته تلجأ إلى القوة المسلحة في النهاية. أملاً منها أن الإرهاب قد يستطيع إيقاف مجرى التطور التاريخي الحتمى نحو الحرية السياسية والاجتماعية للشعوب.

        وفي الحقيقة - أيها الصديق العزيز - فإن هذا هو صميم أزمة الشرق الأوسط التي استحكمت بعدوان سنة 1967، ثم زادت تعقيداً بكل المؤامرات ضد السلام، وهي مؤامرات لم يصنعها جنون القوة الإسرائيلي، وإنما ساعد عليها موقف الولايات المتحدة المؤيد على طول الخط لإسرائيل.

        إننا، كما يشهد العالم كله، قطعنا كل ما في وسعنا لإيجاد مخرج سلمي من الأزمة، وكان لنا شرطان:

  • الأرض، كل الأرض العربية التي احتلت بعد الرابع من يونيه سنة 1967، ولا أقصد بذلك الأرض المصرية فحسب. وإنما قبل الأرض المصرية، نحن نصر على عودة القدس العربية والضفة الغربية للأردن وغزة والمرتفعات السورية وسيناء.
  • ثم الحق الفلسطيني، الذي يملكه شعب فلسطين، وتتضامن معه في حمايته وصيانته والدفاع عنه كل شعوب الأمة العربية. إن هذا الحق الفلسطيني أكبر من أن يكون عطفاً إنسانيا على اللاجئين من أبناء هذا الشعب، وإنما هذا الحق للشعب الفلسطيني، حق وطني وقومي. حق نرفض أن يتقرر على أساس خيري، وإنما يقوم على الأساس السياسي والشرعي.

        إن العالم كله وقف معنا، وتابع عملنا السياسي. ولابد أن نشهد للاتحاد السوفيتي إنه كان الطليعة فى فهم موقفنا وتأييده وتدعيمه وإكسابه الفاعلية العملية التي لا يمكن بغيرها أن تكون للحق قيمة في أوضاع عالمنا المعاصر. وذلك كان وسوف يظل موضع التقدير من شعبنا وأمتنا العربية، ثم إن ذلك أضاف إضافة حقيقية إلى الصداقة العربية- السوفيتية، بما جعلها وسوف يجعلها عاملا ثابتاً ودائماً ومستقراً في حياة وتطوير هذه المنطقة.

        إن قائد ثورتنا ومعلم هذه الأمة وبطل 23 يوليه جمال عبد الناصر كان هو المهندس المبدع الذي رسم جسور الصداقة العربية - السوفيتية وأرساها على أصلب الأسس وأقوى الدعائم. وإن شعبنا قد قرر بطريقة حازمة وحاسمة أن طريقه هو طريق جمال عبد الناصر، تحدده الوثائق الأساسية التى أصدرها هذا الوطني العظيم والثوري البارز. وهي ميثـاق العمل الوطني سنة 1962، وبيان 30 مارس سنة 1968.

        إن العالم، كما أسلفت - أيها الصديق - وقف معنا، وتابع عملنا السياسى. وحاولنا كل جهدنا أن نسهل عمل المجتمع الدولي في سبيل حل أزمة عويصة يمكن أن يمتد تأثيرها على السلام العالمي كله.

<2>