إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مأدبة أقامها تكريماً للرئيس نيكولاي بودجورني

        إننا استجبنا استجابة كاملة. ليس لقرار مجلس الشعب رقم 242 لسنة 1967 فقط، ولكننا استجبنا أيضا لمبادرات السفير جونار يارنج، ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة المكلف بمتابعة تنفيذ هذا القرار.

        وأكثر من ذلك، فإننا تقدمنا بعد ذلك خطوة بمبادرة مصرية، عرضنا فيها مرحلة أولى من الانسحاب الشامل، في مقابل خطوة أولى من جانبنا لفتح قناة السويس للتجارة الدولية.

        ولكن الاستعمار وأدواته يخطئون خطأً بالغاً إذا هم تصوروا إن رغبتنا في تحريك الأمور تصدر عن تهيب لمواجهة مسئوليات القتال إذا دعانا الأمر إلى حمل السلاح دفاعاً عن الوطن وعن المبادئ.

        إن إسرائيل لم تستجب لكل المحاولات، سواء محاولاتنا أو محاولات المجتمع الدولي كله، وأصبح واضحاً أن ما تريده إسرائيل ليس السلام، وإنما هو التوسع. وهذا ما نرفضه، وما نحن على استعداد للقتال ضده.

        إن الولايات المتحدة الأمريكية تقدمت بجهود لم نرفضها، مع كل علمنا بالعلاقة الإسرائيلية- الأمريكية، وأوضحنا مواقفنا المبدئية، وانتظرنا بقلوب وعقول مفتوحة.

        ونحن نريد أن يعرف الكل أننا لسنا على استعداد لأن نفرط فى الأرض، أو الحق، في مقابل سراب. كما أن الكلمات المعسولة ليست دليلاً على صدق النوايا وراءها.

        إننا حددنا موقفنا مع الولايات المتحدة الأمريكية بوضوح في مذكرة رسمية أخيرة، قلنا فيها "إننا نعتبر استمرار الدعم العسكري والمادي الأمريكي لإسرائيل بمثابة مشاركة أمريكية في احتلال أراضينا والعدوان على سيادة أوطاننا.

        إننا لسنا على استعداد لأن نخدع أحداً، أو نقبل الخديعة من أحد. فالدنيا كلها ترى الآن أنه لم يعد هناك سند ولا دعم للعدوان الإسرائيلي غير الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الولايات المتحدة بهذا الموقف تفسد في الحقيقة كل جهود السلام، وتمكن للعدوان وتدفع الشرق الأوسط إلى انفجار لا يستطيع أحد تقدير عواقبه.

        انهم لا يفهمون حتى الآن أن تصميمنا على تحرير الأرض واستخلاص الحق هو إرادة أمة بأسرها.

        وهم لا يفهمون حتى الآن أن تصميمنا على مواصلة طريق عبد الناصر هو قدر تاريخي لأمة بأسرها، تتطلع إلى التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

        وهم لا يفهمون حتى الآن أن تصميمنا لا تصده عوائق ولا تقف دونه حدود، وكان يكفيهم أن يلقوا نظرة على الإرادة التي استطاعت بناء السد العالي وإتمامه تحت ظروف الحرب. لكي يدركوا إننا على الطريق سائرون وإن وراءنا قوى محبة للسلام تؤيد وتعزز.

<3>