إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في اجتماع مجلس الشعب على هيئة لجنة مركزية، 2 يونيه 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية ط 1980، ص160 - 163"

معاهدة الصداقة

         وانتقل الرئيس بعد ذلك إلى الحديث عن معاهدة الصداقة والتعاون التي تم التوقيع عليها من الاتحاد السوفيتى فقال: من أهم التطورات الإيجابية وأبرزها في الفترة الأخيرة توقيع معاهدة الصداقة والتعاون بين الجمهورية العربية المتحدة والاتحاد السوفيتى.

         إننا أردنا منه هذه الاتفاقية ووقعنا عليها بإصرار لأنها تضيف إلى نضالنا العام ضمانات جديدة لم تكن محددة من قبل.

         إن هناك نواحى من التعاون بيننا وبين الاتحاد السوفيتى رسخت على طول السنين وأية إشارات إليها في نصوص المعاهدة هى مجرد تأكيدات جديدة... أقصد بذلك مجال التعاون من أجل السلام العالمى وحق الشعوب فى تقرير مصيرها.. واحترام مبادئ الأمم المتحدة وقراراتها.. والتعاون الاقتصادى والثقافي والفنى.

         لكن هناك شيئا أساسيا جديدا في هذه المعاهدة هو الذى يجعلنا كما قلت نريد هذه المعاهدة ونوقع عليها بإصرار وفي يقيني أن هذا الشيء الأساسي يتمثل أول ما يتمثل في البند الذى يقول في المادة الثامنة ما نصه:

         وأرجوكم أن تقفوا طويلا عند كل عبارة وعند كل نقطة.

         يقول هذا البند:

         " تعزيزا للقدرة الدفاعية للجمهورية العربية المتحدة سيواصل الطرفان تطوير التعاون في المجال العسكرى على أساس الاتفاقات المناسبة فيما بينهما ويشمل هذا التعاون بشكل خاص العون في تدريب أفراد القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة استيعابهم للعتاد والأسلحة التى يتم توريدها إلى الجمهورية العربية المتحدة من أجل تقوية قدرتها على إزالة آثار العدوان وكذلك تقوية قدرتها على مواجهة العدوان عموماً".

         هذا هو الشيء الجديد.

         وهو ما نريد وما نتمسك به إيمانا منا بأن المعركة ستفرض علينا وأن الكلمة الأخيرة في الصراع سوف تكون ميدان القتال.

         إننا حاولنا، وما زلنا نحاول سياسيا.

         ولم نغلق بابا ولم نترك فرصة تضيع وإذا كان هناك أمل 1%  في حل سلمى فلن نتردد في العمل من أجله ولكننا في النهاية- ومهما كانت الظروف- سوف نقاتل لتحرير أرضنا وهذا واجب علينا كما أنه حق مشروع.

         ولقد كانت إرادتنا وإصرارنا أن نجعل ذلك فى صورة معاهدة لمعنى أساسي نريد من كل الأطراف في هذا العالم أن يفهموه.

         إن صحافة الغرب كلها ودعايتها  حاولت تصوير بعض أمورنا الداخلية وكأنها تغيير فى خطنا السياسي الذى قررته ورسمته جماهير شعبنا وهو:

  • تحرير أرضنا كلها.
  • تطوير حياتنا الاقتصادية والاجتماعية على أساس الميثاق وبيان 30 مارس.
  • مصادقة من يصادقنا ومعاداة من يعادينا.
  • الاستقلال الوطنى والتمسك بموقف عدم الانحياز بمعناه الايجابى وليس بمعناه السلبى الذى يفرغه من كل محتوى ومضمون.

         انهم حاولوا مع الايماءات بحدوث تغيير في سياستنا أن يصوروا لأنفسهم أن صداقتنا مع الاتحاد السوفيتي هى مرحلة وهى مجرد تكتيك.

         وأريد أن أقول أمامكم وأنا واثق إننى أعبر عن إرادتكم وإرادة جماهير أمتنا كلها فيما يلى:

         إن الصداقة مع الذين يساعدونا- ولا يساعدنا غيرهم- على القتال وعلى النصر ليست صداقة مرحلة وليست تكتيكا.

         الصداقة مع الذين يساعدوننا على النصر والبناء ليست صداقة مرحلة وإنما هى صداقة كل المراحل. وليست مجرد تكتيك وإنما هى استراتيجية ثابتة.

         اننا نفعل ذلك من موقع الاستقلال الوطنى.

         ونفعله من موقع الإرادة الوطنية.

         لأنه لا يمكن لأن يكون هناك استقلال مع احتلال أراضينا ولايمكن أن تكون هناك إرادة مع التخلف.

         إننا وضعنا إرادتنا وبإصرار على هذه المعاهدة لنقول للكل نعم نحن نصادق من يصادقنا ونعادى من يعادينا.

         نعم نحن سوف لا نتزحزح عن هدف التحرير سلما أو حربا ونعم نحن مصممون على بلوغ التقدم وعلى بناء الدولة العصرية الحديثة.

         إننا ندوس على كل دعايات الحرب النفسية التى توجه ضدنا لأننا نعرف أهدافنا.

         إنها تريدنا بغير صديق في المعركة وفي البناء. وتريدنا بغير قدرة على مواجهة التحدى العسكرى. وتريدنا بغير فاعلية فى مواجهة التحدى الحضارى وإذا تصوروا أنهم بالحرب النفسية التى يوجهونها ضدنا أنهم يضعوننا في موقف الدفاع فإننا نقول لهم: أخطاتم ونحن على مواقع الهجوم.

         إننا لسنا مدينين لكل هؤلاء بشيء. إن علينا دينا واحدا وسوف نفى به.. وهذا الدين هو الوفاء للأرض المحتلة المغتصبة التى

<2>