إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات، إلى الأمة عن برنامج الاتحاد الاشتراكي وأسس العمل الوطني، 10/6/1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص 166 - 169"

ننتظر أكثر مما انتظرنا، أننا مطالبون بأن نقاوم وبأن نقاتل.. لابد أن نعطي، الحياة لكي تكون لنا حياة، ولن تكون لنا حياة حقة حتى نسترد كل شبر من الأرض العربية  التي احتلت بعد 4 يونيو، ويتأكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بإرادته الحرة، ولا سلام على الاطلاق إلا إذا تحقق بالكامل هذان الشرطان..

  • لقواتنا المسلحة الباسلة ندين بالجهد والدم والعرق وبالبناء والتعمير، والفخر والامتنان، حشد كل ما نملك من قوى فى خدمتها، خلف قواتنا المسلحة نقف كالبنيان المرصوص نعلى صالحها على كل صالح، والجهد المبذول من أجلها على كل جهد، ونصدر فى كل فعل من أفعالها عن الرغبة الصامتة والواعية فى حمايتها وزيادة فاعليتها.
  • إن الوحدة الوطنية هى صانعة ثورة 23 يوليو، وما سبقها من ثورات على طول تاريخنا، والوحدة الوطنية هى التى مكنتنا من الصمود طوال التسعة عشر عاما الماضية ضد مختلف المؤامرات الاستعمارية وألوان الضغوط السياسية والاقتصادية وأشكال الحرب النفسية، وهى التى هيأت لنا الصمود الرائع فى أعقاب هزيمة سنة 1967 وعبرت عن ذاتها فى أروع صورة يومى 9 و 10 يونيو ثم فى 15 مايو.. هذا اليوم الذى كان إلهاما وهاديا ومنارا لعملية التصحيح البعيدة والعميقة لاعادة الثورة إلى مسارها الصحيح الذى أراده الشعب والذى أرادته القيادة الثورية لجمال عبد الناصر.. إننا لم نكن فى حاجة فى يوم من الأيام إلى هذه الوحدة الوطنية قدر حاجتنا اليوم، وجهدنا من أجل تأكيد هذه الوحدة فى بنائنا السياسى جزء لا يتجزأ من جهدنا العسكرى ومن قدرة جبهتنا على حسم المعركة لصالح الحق والعدل والسلام..
  • والمعركة ثانيا، ليست معركة اليوم أو الغد القريب فحسب، وإنما هى معركة الحاضر كله، والمستقبل كله، فالغزوة الصهيونية- كما قلت- لن تنتهى باسترداد أرضنا المحتلة، ولكنها غزوة مستمرة مع جيلنا وجيل أولادنا.. وسيظل العدوان الاسرائيلى حتى بعد إنهاء المهمة العاجلة، هى تحرير الأرض، سيظل هذا العدوان سيفا مسلطا على بلادنا، وعلى نهضتنا الصناعية، وعلى لقمة خبز أولادنا وأولاد أولادنا من بعدنا، ما لم نواجه التحدى الحضارى بتحد حضارى، لن يكتب للمنطقة السلام إلا إذا استطعنا أن نبنى دولة عصرية، تتسلح مدنيا وعسكريا بأحدث أسس العلم والتقدم.. إن قيام دولة عصرية فى بلادنا يعتمد على العلم والايمان ليشكل ضرورة بقاء، وضرورة حياة..
  • إن مصرنا جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، إيمانا بأن "الوحدة العربية ليست دعوى تاريخ فحسب، إنما هى ضرورة مستقبل ومصير " وكما يقول الميثاق: فإن العمل العربى فى هذه المرحلة يحتاج الى كل خبرة الامة العربية مع تاريخها الطويل المجيد، ويحتاج إلى حكمتها العميقة، بقدر حاجتها إلى ثوريتها وإرادتها على التغيير الحاسم.. أن التشكيك فى الوحدة العربية إنما يعطى الفرصة للاستعمار لاستخدام سلاح لم يتوقف قط عن محاولة استخدامه، وهو تقسيم الامة العربية، ثم محاولة القضاء عليها..
  • إن استمرار الدعم العسكرى والمادى الأمريكى لإسرائيل، وهى تحتل أراضينا، إنما هو بمثابة مشاركة أمريكية فى احتلال أراضينا والعدوان على سيادة أوطاننا، ولا يمكن أن ننسى أن الولايات المتحدة هى التى تمنح اسرائيل كل مقومات الحياة والبقاء، وإنها صاحبة مبدأ توازن القوى فى الشرق الأوسط، هذا المبدأ الذى يضع تحت تصرف إسرائيل كل ما أحرزه العلم والتقدم الأمريكى، لتكون دائما فى مركز التفوق العسكرى على كل القوى العربية مجتمعة، وهو ما رفضناه ونصر على رفضه..
  • إن الولايات المتحدة الأمريكية بإصرارها على عدم العدول عن هذا الخط الذى يحمل الخطر كل الخطر على حاضر ومستقبل الأمة العربية، تكون قد حددت موقفها كشريكة لإسرائيل فى العدوان والعداء للامة العربية كلها..
  • إن صداقتنا للاتحاد السوفيتى صداقة مبدأ، وليست صداقة موقوتة، إنها صداقة دائمة، وليست صداقة مرحلية..

لقد وقفنا معا، وسنقف معا دائما فى جبهة الثورة العالمية المعادية للاستعمار

لقد وقفنا معا، وسنقف دائما نؤيد ونساند حركات التحرير الوطنى..

لقد عملنا معا، وسنعمل معا دائما..

من أجل السلام العادل..

ومن أجل التعاون الدولى..

ومن أجل الرخاء..

         لقد أثبت الاتحاد السوفيتى بالتجربة العملية وقوفه الصلب فى جبهة الثورة العالمية المعادية للاستعمار، لم يتأخر عن مد كل عون أدبى ومادى وعسكرى لكل شعب يكافح من أجل التحرير، كما أثبت صدق رغبته فى السلام، والعمل بجد على أن يذلل العقبات على طريقه، ثم هو لا يتوانى عن وضع امكانياته تحت تصرف الدول النامية العاملة على تنمية اقتصادها وصون استقلالها دون قيد أو شرط، وهذا واقع نعيشه وليس كلاما نسمعه..

الصداقة العربية السوفيتية

         لقد أرسى جمال عبد الناصر أسس الصداقة العربية السوفيتية على أقوى الدعائم، وكان أمرا طبيعيا أن تزدهر هذه الصداقة وتنمو إلى أن تصل ذروتها فى معاهدة الصداقة والتعاون بيننا وبين الاتحاد السوفيتى التى نعتز بها أشد الاعتزاز.. أن هذه المعاهدة تأتي تأكيدا للمبادئ النبيلة المشتركة التى نعمل لها معا، وتجسيدا للصداقة الشريفة التى جمعتنا معا، ودعما للتعاون الوثيق الذى أمتد بيننا. وتمكينا لنا على زيادة قدراتنا على تحرير الارض، وتعهدا من الدولة الصديقة التى تملك كل مقومات العلم والتكنولوجيا على الاسهام معنا فى عملية بناء دولتنا العصرية، دولة العلم والايمان والقوة والحرية والرفاهية، الدولة القادرة على مواجهة التحدي الكبير الممتد أمامنا وأمام أجيالنا المقبلة..

<2>