إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات، إلى الأمة عن برنامج الاتحاد الاشتراكي وأسس العمل الوطني، 10/6/1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص 166 - 169"

         وقد قال عبد الناصر، ومن بعده أقول: إن التفريط - ولو للحظة - في صداقة الذين يساعدوننا - ولا يساعدنا غيرهم - على القتال والنصر، تفريط في مصير بلدنا وتمكين للاستعمار الذي يريدنا بغير صديق في معركة التحرير ومعركة البناء.

         إن تصميمنا على مواصلة السير فى طريق التحول الاشتراكى وفى بناء المجتمع الاشتراكى السليم. الذى رسمت معالمه كل وثائقنا النضالية، هو قدر تاريخى لأمة بأسرها، تتطلع إلى التطور الاجتماعى والاقتصادى والسياسى، أن مواصلة السير فى هذا الطريق يعنى أولا، "حماية المكتسبات الاشتراكية" ويعنى ثانيا " خلق الظروف الملائمة لتوسيع نطاقها بما فى ذلك كفالة نسبة الخمسين فى المائة على الأقل للفلاحين والعمال فى جميع المجالس الشعبية المنتخبة".

         إن خلق هذه الظروف يعنى:

         فى الجانب السياسى والاجتماعي:

         1 - أن تباشر مسئوليات الحكم بمؤسسات سياسية ودستورية وعلمية واجتماعية. واضحة المعالم والاختصاص، يربط بينها رباط من التعاون الوثيق، دون تدخل من إحداها فى اختصاص الأخرى، هذا التدخل الذى يخل بالمسئولية، أو تضيع معه المسئولية على أن يتم كل ذلك فى إطار التحالف وتحت الرقابة الكاملة والشاملة للشعب.

         2 - سيادة الشرعية الاشتراكية وخضوع الدولة للقانون، كما يخضع له الافراد وأن ترتبط السلطة بالمسئولية، والا يكون هناك قرار أو اجراء أيا كانت الجهة المصدرة له بمنأى عن رقابة القضاء.. وألا يحول أى حائل مادى أو غير مادى دون أن يلتجئ أى فرد إلى القضاء. وأن يشترك الشعب فى إدارة العدالة عن طريق المحلفين وعن طريق الادعاء الشعبى..

         3 - تأكيد رقابة المجالس الشعبية المنتخبة على جميع المستويات، واتساع هذه الدائرة لتشمل أعمال الحكومة والمؤسسات والهيئات العامة، وضمان قيامها بدورها فى وضع خطط التنمية ومراقبة تنفيذها.. وتأكيد الضمانات التى تكفل للسلطات التنفيذية حرية الحركة، وللسلطات الشعبية حرية الرقابة والمساءلة..

         4 - تأكيد سلطة تحالف قوى الشعب العاملة، والدور الطليعى للعمال فى هذا التحالف الذى يجب أن يلعب دوره فى قيادة العمل السياسي للجماهير، والتعبير عن إرادتها وأمانيها الحقيقية..

         5 - أن يقوم العمل داخل الاتحاد الاشتراكى، وفي مختلف مستوياته، على أساس مبدأ القيادة الجماعية حتى تصدر القرارات معبرة بحق عن الخبرة الجماعية وليس عن الأهداف الخاصة بفئة أو مجموعة من الأفراد، وعلى أساس حق النقد، والنقد الذاتى، هو أمر لا يمكن أن يتم الا باطلاق حرية الرأى والتعبير. دون قيود لجميع القوى المكونة للتحالف، على أساس الالتزام بأهداف العمل الوطنى كما حددته وثائق 23 يوليو التى سطرتها الجماهير بنضالها: الميثاق، وبيان 30 مارس والمبادئ التى أرستها جماهير 15 مايو، والتى كان لى شرف التعبير عنها وشرف تجسيمها فى اجراءات تقتضيها ضرورة تصحيح الاوضاع، والتمكين من دفع مسيرة الثورة فى الطريق الصحيح..

         6 - أن يكون للجماهير حق سحب ثقتها من ممثليها إذا ما انحرفوا أو خانوا الأمانة، أو تعالوا، أو كونوا مراكز للقوة، أو حجروا على حرية الرأى، أو انحرنوا عن المبادئ العامة للمسيرة الثورية..

         7 - إن الحرية السياسية لا يمكن أن تتحقق كأسلوب للحكم وللحياة إلا إذا تحققت أولا الحرية الاجتماعية.. أن حرية رغيف الخبز هى الطريق إلى حرية الفرد، غير أن الحرية الاجتماعية لا يمكن أن تعيش بدون الحرية السياسية وضماناتها التى تنطلق معها كل ملكات الانسان فى الخلق والابداع.

         8 - أن تزال جميع الحواجز والعوائق من طريق الشباب والمرأة:

  • إن الشباب هو الغد والمستقبل، وإذا لم يلعب دوره كاملا في بناء الحاضر ضاع منا الحاضر والمستقبل.
  • إن المرأة نصف المجتمع، والحركة النسائية تختزن من الطاقات قدرا كبيرا وثمينا لابد وأن يؤدى رسالته كاملة فى العمل الوطنى.

         في الجانب الاقتصادى:

         1 - تأكيد الدور القيادى للقطاع العام فى عملية التنمية وبناء القاعدة الاقتصادية الحديثة للمجتمع الاشتراكى.

         2 - تطوير الملكية التعاونية الانتخابية لتلعب دورها فى عملية التنمية وإرساء العلاقات الاجتماعية الجديدة.

         3 - توفير الضمانات اللازمة لكى يقوم القطاع الخاص بدوره المحدد فى خطة التنمية ووفقا لما رسمه الميثاق.

         4 - استكمال قاعدة الصناعة الثقيلة، فهى وحدها التى تكفل أن يكون اقتصادنا اقتصادا صناعيا من الدرجة الأولى، وهذا وحده هو القياس الحقيقى للتقدم..

         5 - استكمال التحول فى الزراعة العلمية وتصنيع الزراعة واستصلاح الاراضي وحسن استغلال ما يتم استصلاحه منها..

         6 - إدارة اجتماعية للموارد المتاحة والمحتملة يتحقق بها تنمية القدرات الانتاجية للمجتمع، وحسن الإفادة بالطاقات البشرية الواعية بالأهداف التى يتطلع إليها الشعب.

         7 - انتقال سريع ببرامج التعليم، فنحن أكثر من غيرنا، لا أمل لنا الا فى العلم الحديث..

أيها الإخوة المواطنون:

         لنتجه في هذه اللحظات المصيرية إلى الشعب القائد والمعلم، والخالد أبدا، إن في وطننا العظيم قوى بناءة قادرة وقوية .. قوى

<3>