إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الأولى للمؤتمر القومي الثاني للاتحاد الاشتراكي العربي في 23 يوليه 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، 1980، ص 182 - 193"

بسم الله..

        أيها الإخوة والأخوات:

        بالحب وبالوفاء نبدأ مؤتمرنا، وأدعوكم إلى أن نقف دقيقة تحية للرجل الذى فجر ثورة 23 يوليو..

        بسم الله..

        يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم، ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم، أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم. دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها، ذلك بان الله مولى الذين آمنوا. وأن الكافرين لا مولى لهم..

يوم له جلاله

        أيها الإخوة المواطنون:

        أيها الإخوة المواطنون أعضاء المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي..

        هذا يوم له جلاله، وله قيمته، هذا يوم فيه آمالنا وفيه عزتنا، هذا يوم 23 يوليو. نحتفل به للمرة التاسعة عشرة فى جو من النضال. وقد اعتدنا دائما أن نحتفل به في جو من النضال. والأمم الحية تعيش الحركة، وليست هناك أبدا حياة في السكون.

        هذا هو اليوم الذى فتح امام أمتنا العربية بأسرها أبواب التحول التاريخي نحو الحرية والاشتراكية والوحدة، وغير صورة المنطقة العربية كلها، ونقلها نقلة عظيمة رائعة من الوقوف إلى التقدم، ومن الجمود إلى التفاعل، ومن الكبت إلى الانطلاق، واقتحم السدود وحطم الأغلال وأزاح السلاسل، وخرجت بعده أمة بأسرها إلى قدرها تكافح وتقاتل وتحتمل، لكى تجتاز طريقها إلى النصر وإلى التقدم بإذن الله..

        وهذا أيضا- أيها الإخوة- أول احتفال بذكرى 23 يوليو يجىء علينا وليس بيننا بطل 23 يوليو، قائد المسيرة. ورافع العلم، ذلك الابن المخلص لأمته. وذلك الاب العظيم لشعبه "جمال عبد الناصر".

        وإذا كنا نواجه هذا اليوم لأول مرة وهو عنا بعيد في رحاب ربه، فإن جمال عبد الناصر معنا بمبادئه، التى هى وحى من ضمير ومعنا بهمته، وهى أيضا تعبير عن طاقة أمته، معنا بكل ما استطاع ولسوف يستطيع أن ينيره فى أجيال أمتنا جيلا بعد جيل كمثل أعلى للمناضل الشريف ،يحمل علمه على كتفه، ويحمل قلبه على كفه، ويواجه ويصارع ويحام وينجز، ويندفع إلى حد الاستشهاد، إيمانا واطمئنانا إلى سلامة هدفه، وصلابة حقه. وعدالة قضيته، وشرف مبادئه.

        وهنا أيها الإخوة، بوجودكم هنا فىهذه القاعة فى هذا اليوم التاريخي العظيم، جيل جديد يتحمل الامانة مجددا شباب الثورة حارسا لمبادئها، ممثلا لآمالها..

        مؤتمر قومي جديد لتحالف قوى الشعب العامل فى مصر يجىء بالانتخاب الحر من القاعدة الى القمة. ويجىء بعد عملية تصحيح تاريخية عميقة تمناها جمال عبد الناصر وحققتها معه ومعي جماهير 15 مايو.

        وبالتالي فأنتم هنا فى هذا اليوم التاريخى رمز للأمل المتجدد. وللشباب الدائم لشعب عظيم كانت بداية التاريخ تاريخه، ولا يمكن أن يضع المستقبل فى غيبة عنه.

شعب لا يموت

        أنتم هنا أيها الإخوة المواطنون أعضاء المؤتمر القومى، موجة جديدة من موجات الحياة الزاخرة لشعب لا يمكن أن يموت، لايمكن أن يتخلف..

        أنتم هنا حملة مشاعل النهضة الثورية الفكرية التى تفجرت في مصر، لحاقا بقيم العالم الجديدة، منذ منتصف القرن الماضى، وأنتم هنا حملة مشاعل الثورة الأولى التى قادها عرابى.. وحملة مشاعل الانتفاضة التى هز بها مصطفى كامل قلب مصر.. وحملة مشاعل المبادئ الأصيلة لثورة سنة 1919 ثم أنكم هنا تجسيد حى لاعظم الثورات فى تاريخنا، ثورة 23 يوليو سنة 1952.

الآمال التى تحققت

        أنتم هنا- أيها الإخوة والأخوات- الأمناء على آمال عظيمة تحققت:

  • القضاء على تحالف رأس المال والاقطاع وحكم العملاء.
  • إعلان الجمهورية.
  • تحقيق جلاء الاحتلال البريطاني.
  • إعلان سياسة عدم الانحياز.
  • تأميم قناة السويس.
  • تأميم كل المصالح الاجنبية.
  • تحقيق انتماء مصر العربية نضالا ومصيرا.

<1>