إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الأولى للمؤتمر القومي الثاني للاتحاد الاشتراكي العربي في 23 يوليه 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، 1980، ص 182 - 193"

         أنا هنا الحقيقة يعني لازم أكلمكم بصراحة .. وباكلم الشعب من خلالكم بصراحة .. القرار بالنسبة للمعركة قرارنا احنا.. قرار وطنى بتاعنا احنا.. ولازم نكون جاهزين له.. انا بأجهز كل شيء.. عسكريا ماشي فيه كونوا واثقين من هذا، وولادى عارفين على الجبهة.. هذا كويس.. لكن ده قرارنا احنا. المعركة فى الدرجة الأولى معركتنا احنا مش معركة أى حد تاني.. احنا اللى حنحاربها.. يكون ده واضح لنا تماما كشعب.

         فى هذا المجال لازم أقرر أمامكم أن الاتحاد السوفييتى قدم لنا بشرف، وقدم لنا بلا قيد وبلا شرط، معونات كان بدونها لا يمكن أبدا أن احنا كنا نصمد الأربع سنوات اللى صمدناها النهارده ونقف وصوتنا عالى.. فى المقابل امريكا بتدى إسرائيل كل شيء.. كل شىء بلا قيد ولا شرط.. تقارير المخابرات إن أمريكا بتصنع اسلحة خاصة لمعركة إسرائيل اللى جاية.. وعندى هذه التقارير.. الوضع النهاردة لازم أقول لكم عليه بصراحة أنا سبق وأعلنت أمام قواتنا المسلحة فى القناة بعد 15 مايو.. وباعيد الإعلان أمام حضراتكم، ومن خلالكم للشعب كله، وللامة العربية وللعالم.. لاصدقائنا ولأعدائنا.. لن أسمح أن سنة 71 تمر دون أن تحسم هذه المعركة.. معنى هذا أني بأدى الوقت لاسرائيل. لان إسرائيل أروع وضع حتكون فيه هى اللى فيه النهارده.. لا حرب ولاسلم.. وهى قاعدة فى الضفة الشرقية بدون خسائر وبدون أى شيء وتقعد وتستنى انفجار داخلى.

         لما يطلع لى واحد يعمل لى فرقعة. زى ما فى التحقيق ظهر على صبرى بيقول عايز اعمل فرقعة فى الداخل.. وبعدين إذا كانت المسألة ان انا لا حرب ولا سلم علشان جبهتنا الداخلية وقواتنا المسلحة تتعب لا.. أنا بقول وباكرر ان سنة 71 سنة حاسمة.. إذا كانت المعركة بتقتضى مليون ضحايا احنا على استعداد ندفع مليون ضحايا.

         أمريكا لازم تفهم كويس إنه ما عادش أبدا عندنا تردد فى هذا الشعب على الاطلاق.. قواتنا المسلحة.. ولادكم لو تشوفوهم تفخروا مدى عمركم بيهم.. رجالة مقدرين للمسئولية.. تدريب شاق عنيف.. أربعة وعشرين ساعة فى الأربعة وعشرين ساعة على الخطوط بيسفوا الرمل اربع سنين ما حدش اشتكى آخر مرة بأمر بعد 15 مايو كل شكوتهم منى ولى ليه ما بتبعتلناش الأمر علشان نعدى.. كل شكوتهم، ماحدش طلب منى طلب خاص، ولا اشتكى لى شكوى. ولا قدم لى ملتمس. كلهم فى نفس واحد: امتى حبعت الأمر علشان نعدى.. أدى ولادنا اللى على القناة.

         بكل حبنا وبكل شرفنا وبكل ما نملك احنا وراهم. بس على الكل انه يعرف هذا انه لن تمر سنة 71 بدون حسم لهذه المعركة.. أما أنه لاحرب ولاسلم لا.. لن نقبل هذا الوضع. ولتكن الضحايا ما تكون..

         الحقيقة ده العمل فى الناحية العسكرية، وأنا أرجو ان كلامى يكون وصل للكل اللى دلوقتى سمعوه.

         بالنسبة للعمل السياسى بيهمنى أنوه أيضا فى هذا المجال بدور الاتحاد السوفييتى سياسيا معانا زى ما هو عسكريا.. حقيقة، منذ العدوان وحقيقة وهو يقف بجانبنا باخلاص.. الدول الغير منحازة.. وعلى سبيل المثال منها: يوغوسلافيا، والهند، وسيلان لازم أنوه أمامكم وأمام شعبنا بوقفتهم معانا.. الدول الاسلامية وعلى رأسها باكستان لازم أيضا أنوه أمامكم بالدور اللى واقفين بيه معانا.. غرب أوروبا بالذات فرنسا.

         إننى من كل قلبى حقيقة أحيى الرئيس بومبيدو- واحيى الشعب الفرنسي وحكومته على هذا الموقف الذى تقفه فرنسا إلى جانب الحق والعدل كقوة كبرى..

         أيضا بريطانيا موقفها متحسن بلا شك، وزى ما قلت أنا فى مرة سابقة قبل كده، ما فيش شك حزب المحافظين غير سياسته عن حزب العمال بطريقة شجاعة حقيقة..

         عايز أقول موقفنا النهارده برضه علشان يسمعه العالم كله.. لغاية  دلوقتى احنا قابلين لقرار مجلس الأمن والانسحاب الوارد فيه من كل الأراضى.. بنؤيد مهمة يارنج.. لا زالت المبادرة اللى أنا اتقدمت بيها قائمة، ولكن زى ما قلت كل شيء له نهاية.. لن نسمح أن تمر سنة 71 بدون حسم المعركة.. سلما أو حربا.. أنا بقول ده كله وبقول ان احنا موافقين على قرار مجلس الامن. وعلى يارنج، ولسه عارضين مبادرتنا، لان احنا مش عايزين نعقد الامور.. خلى إسرائيل هى اللى تعقد احنا مش عايزين نعقد.. احنا واثقين من نفسنا.. مش عايزين نعقد الأمور.. لكن ليكن فى علم أمريكا وليكن فى علم غرب أوروبا، والعالم كله، وباكررها. لن نسمح بأن تمر سنة 71 دون حسم القضية سياسيا أو عسكريا.

         قبل ما اختم خطابى لكم عايز أوكد على شوية معانى:

         في المرحلة المقبلة كل المنطلقات اللى حكيت لكم عليها والأساس فيها ان احنا بننطلق من منطلق واحد هو أن هذه المعركة هى بدء لبناء جديد.. ماتعطلناش المعركة العسكرية عن البناء فى كل ناحية، بل بالعكس بناء الدولة بيخدم المعركة العسكرية.. البناء الاقتصادى بيخدم المعركة العسكرية.. الجهود السياسية بتخدم المعركة العسكرية.. البناء فى أجهزة الحكومة جوه بيخدم المعركة العسكرية.. عايز أقول زى ما قلت ان احنا بننطلق انطلاقة لكى نجعل من هزيمة 67 انطلاقا للبناء وللنصر، لكن عايز احط قدامكم ما احس بيه أنا شخصيا، باعتبار اني حطيت الأمانة فى ايديكم، زى ما كان عبد الناصر فى 67 كان عايز يحطها.. حطتها فى ايديكم خلاص.

         البناء ما يقومش على الحقد. الحقد يهدم ما يبنيش. كل تصرفاتنا إذا ما كانتش مبنية على الخلق تبقى مبنية على الرمل.. احنا لينا قيم ولينا معتقدات.. وأنا قلت بنبنى الدولة على العلم والايمان.. إذا اتهز واحد منهم اكتر من التانى حنغلط، لازم يبقى التوازن كامل، بالعلم والايمان.. عليكم انتم أن المرحلة اللى جاية، زي ما قلت.. البناء يبقى بالحب. وبدون حقد، لا حقد شخصى ولا حقد طبقى أبدا.. عيلة واحدة، كلنا نحس باحساس بعض أو كل واحد فينا يعيش مع اخوه.. المعركة جاية.. وفى هذه المعركة

<11>