إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) حديث الرئيس أنور السادات إلى الشعب بمناسبة الاستفتاء على مشروع دستور اتحاد الجمهوريات العربية، في 30 أغسطس 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص200 - 205"

فقدنا 80% من سلاحنا. وزي ماقال جمال الله يرحمه ما كانش فيه عسكري واحد من القناة إلى القاهرة. ايه اللي حصل بعد كده؟ وقف الشعب. خرج شعبنا. شعب مصر. شعب مصر الخالدة بكل فئاته وطوائفه ما حدش طلعه أبدا. الشعب في 9 و 10 بتلقائيته، بصلابته، بأصالته، بذاتيته. كل انسان فيه العامل، الفلاح، الموظف، العاملة، ابن البلد، كل انسان خرج فيه يوم 9 و 10 وبيقول لا، احنا بنرفض الهزيمة ولا بد أن تبقى يا جمال عشان تكمل المعركة. واحنا نرفض الاستسلام، كان إسرائيل وأمريكا هدفهم كله إنه بعد هذه الهزيمة الأليمة المريرة اللى أنا حكيت لكم عنها انه خلاص انتهت مصر اللى هى أساس الصمود العربى وأساس العمل العربى وأساس كل قوة عربية. مصر خلصت يبقى انتهى. الشعب طلع قال لا علشان كده أنا بقول لكم فى أول حديثى إن أسعد لحظات هى اللى بتكلم فيها معاكم وبتتكلموا فيها معايا لأنه منها بيستمد الانسان كل قوة وكل صلابة وكل أصالة من شعبنا، خرج الشعب فى 9 و 10 رفض الهزيمة، أعداؤنا قالوا دى صحوة الموت سيبوهم شوية وانتهى، المسألة مسألة وقت هيسلموا هيسلموا.

إعادة البناء والعمل البطولي
في رأس العش

         وفات سنتين من سنة 67 لسنة 69. فى السنتين دول أثبت شعبنا وأثبتت قواتنا المسلحة أنها مماتتش أبدا اطلاقا. شعبنا فى 9 و10 وقف وصمم، جمال- الله يرحمه- من يوم 11 ومن الساعة 7 مساء يوم 11 يونيو بدأ يخطط لاعادة بناء القوات المسلحة كخطوة أساسية لاعادة البناء كله من أول وجديد.

         بعد 5 أشهر فى 23 نوفمبر سنة 1967 كان أول خط دفاعى لنا وقف على القناة أمام العدو عشان يدفع أى عدوان علينا لكن قبل ما يوقف هذا الخط وقبل ما تمر خمس أشهر على العدوان ايه اللى جرى، قواتنا المسلحة فى معركة رأس العش اللى كانوا جايين الاسرائيليين وجايبين معاهم التليفزيون الأمريكى وعاملينه استعراض علشان يوروا العالم والتليفزيون الأمريكى يصور ازاى هما داخلين بور سعيد وداخلين بور فؤاد الأول ثم بور سعيد كتائب القوات الخاصة بتاعتنا: الامجاد، أولادنا في معركة رأس العش، وبعد شهر واحد من الهزيمة الاليمة عملوا عمل بطولى حااحكى لكم عنه إن شاء الله وحا احط تفاصيله قدامكم بعد ما تخلص معركتنا إن شاء الله لأنه قبله تخلص معركتنا وبعدين نحكى عن البطولات وعن اللى عملته قواتنا المسلحة، مش بس معركة رأس العش قبل مضى خمسة أشهر.. ده قبل مضي خمسة أشهر أيضا ضربت قواتنا البحرية المجيدة أكبر قطعة عند الاسرائيليين وهى ايلات ضربتها بصاروخ وفى العالم كله وثبت في تاريخ البحرية العالمية مجد لمصر. إن أول قطعة بحرية كبيرة تنضرب بصاروخ بحري كانت هى إيلات وكتبوها غصب عنهم المؤرخين أعداءنا قبل أصدقائنا فى تاريخ البحرية في العالم كله، ايلات أغرقت. كل ده قبل مضى خمسة أشهر من العدوان.

حرب الاستنزاف

         فاتت سنة 67 وجت سنة 68 وبدأ إعادة البناء السياسي سنة 69 بدأت حرب الاستنزاف في فبراير سنة 1969 بالذات ونفاجأ فى سنة 1969 فى 25 مايو بثورة السودان أعداءنا بيحسبوا حساب وربنا سبحانه وتعالى فوق له حساب آخر- عمرهم ما خدوه فى حسابهم أبدا ولا عرفوه. هما تصوروا أن الامة العربية بضرب مصر انتهت خلاص وقالوا إن الشعب لما خرج فى 9 و 10 دى صحوة الموت وقالوا إن حرب الاستنزاف حتنتهى بخسائر مصر مش حتتحملها والمسألة منتهية في النهاية إلى أن مصر لازم تخضع للشروط الاسرائيلية، الامة العربية في حسابهم انتهت خلاص وقضى عليها حركة التحرر فيها نهائيا بيحسبوا حساب زى ما قلتلكم وربنا سبحانه وتعالى فوق له حساب.

         في 25 مايو سنة 69 وفى وسط حرب الاستنزاف تقوم ثورة السودان ثورة تحررية مائة فى المائة بتقول إن الامة العربية مماتتش أبدا ولن تموت أبدا. اللى أكثر من دى ذهولا للعالم كله يمكن العرب قبل الأجانب كان أول سبتمبر سنة 1969.

الأمة تجدد حيويتها

         لما قامت ثورة ليبيا أيضا تحررية مائة فى المائة وبتقول إن الامة العربية ابدا مماتتش وبرغم مرور سنتين وأكثر على العدوان وعلى الهزيمة وعلى الألم وعلى المرارة وعلى المهانة لا احنا يا امة عربية أبدا متجددين أقوياء مصممين على خط التحرر والامة العربية كلها حيوية وشباب وتدفق، بقيام ثورة السودان في 25 مايو وثورة ليبيا في أول سبتمبر سنة 1969 وضح تماما لأعدائنا أن الأمة العربية مماتتش بل النكسة والهزيمة والألم والمرارة بتجدد حيويتها أكثر وبتبعث فيها دم واندفاع أكثر. هل خدوا درس؟.. أبدا. احنا هنا في مصر ومع الرئيس جمال الله يرحمه تصورنا ان بعد ثورة السودان وبعد ثورة ليبيا أمريكا حتعيد حساباتها وتقول إنه مش ممكن الأمة العربية تموت أهوه بديل الثورتين التحرريتين التى قاموا دول في السودان وفي ليبيا واللى ما كانوا يخطروا على بال احد، أمريكا ماخدتش درس بل على العكس في نهاية سنة 1969 اللى قامت فيها الثورتين دول زى ما حكيت لكم قبل كده صمموا حكاية أنه فى الست أشهر من سنة 70 يحسموا المعركة عن طريق الطيران لأن لهم تفوق علينا فى الطيران فيحسموا المعركة وانه فى الست أشهر الأولى من سنة 70 يضربوا الجمهورية مصر هنا وأعماقها بالطيران ويخوفونا ويرهبونا بطياراتهم ويضربوا منشآتنا ومصانعنا وأهدافنا الحيوية ويقضوا على مصر وبذلك يمكن القضاء بعد ذلك على ثورة ليبيا  ثورة السودان.

<2>