إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس أنور السادات إلى الشعب حول إعادة تنظيم الدولة وأزمة الشرق الأوسط، في 16 سبتمبر 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص 208 - 215"

الكلام فيه، لا نتنازل عن شبر من أرضنا، ولا بوصة من أرضنا، ولا الأرض العربية.. الكلام ده كان مع روجرز فى الصيف، فى يوم 6 يوليو الماضي، يعنى من شهرين و 10 أيام تقريبا.. جالي مدير الشرق الأوسط أو مدير مكتب مصر في وزارة الخارجية الأمريكية موفد من الرئيس الأمريكي والمستر روجرز وزير الخارجية برسالة، وقابلوني هنا .. ايه الرسالة؟.. روجرز هو وسيسكو ودور أمريكا كان لغاية هذا التاريخ بيسموه " ساعى البوستة " يعنى تقعد معانا تاخد كلام، وتروح لاسرائيل تاخد كلام وبعدين ترجع لنا تجيب كلام " ساعى البوستة " وتذكروا ان انا فى وقتها انا عايز أمريكا تحدد موقفها.. عايز أعرف موقف أمريكا.. وأنا مش زعلان.. تقول لى أى موقف .. أنا مش حقول لها أنا زعلان منك، انا بس بدى إنها تعلن موقفها على العالم كله، وعلى الأمة العربية على الخصوص. وتقول موقفى هو كذا..

موقف محدد

        يوم 6 يوليو من شهرين و 10 أيام جالى مدير القسم بتاع مصر فى وزارة الخارجية الأمريكية زى ما قلت لكم برسالة من الرئيس نيكسون ومن روجرز.. فى الرسالة دى بيقول ان الولايات المتحدة، والرئيس الأمريكى بالذات، قرر انه يتخذ موقف محدد من المشكلة.. خبر كويس ده اللى كنا بنقوله من زمان.. قولوا لنا موقفكم، وان مسألة ساعى البوستة ده خلاص حيوقفوها. حيبقوا دلوقتى بيعملوا موقف محدد.. ولهم بعض الاستفسارات قبله بيسألونى عنها.. طيب قلت لهم اتفضلوا. هل انت بتقبل ان امريكا بتقوم بهذا الدور وتحدد هذا الموقف؟ قلت: ده انا بطالب بهذا من فترة طويلة.. عايز امريكا تحدد موقفها.. طيب هل المعاهدة السوفيتية المصرية غيرت من العلاقات أو لها تأثير.. وحسب مفهومهم طبعا. هل احنا يعنى نملك ارادتنا والا لأ. قلت لهم: المعاهدة السوفيتية المصرية ماغيرتش أى شيء من أوضاعنا.. المعاهدة السوفيتية المصرية صاغت العلاقات المصرية السوفيتية فى اطار هو المعاهدة.. لكن ارادتنا حرة، كانت حرة.. ودى الوقت حرة.. وستبقى إن شاء الله إلى الأبد حرة.. لأن مشكلتنا كلها مع العالم كله، أو مع الاستعمار الغربى بالذات.. ان احنا مصرين ان ارادتنا دايما تكون حرة.. طيب قالوا ان سيسكو حيسافر لاسرائيل في 26 يوليو، وبعد ذلك بعد ما يسافر سيسكو. يا إما يعود لهنا، يا إما يعود للولايات المتحدة، وعلى أى الحالات بعد عود ة سيسكو امريكا حتحدد موقفها فى ورقة واضحة.. وموقف واضح، وستعلنه.. قلت: خير.. خير.. واحنا جاهزين.. قاعدين مستنيين.. الكلام ده كان يوم زى ما قلت لكم 6 يونيو السنة دى.. سنة 71. من هذا التاريخ 6 يونيو الى اليوم 16 سبتمبر شهرين وعشرة  أيام. ما حصلش أى اتصال من أمريكا بينا، الا لما ألحينا احنا، وسألنا ايه اللى جرى فى حكاية سيسكو؟ ما تقولوا لنا ايه الكلام؟ قاموا بعتوا مذكرة بيقولوا إن سيسكو راح اسرائيل وعقد ثلاث اجتماعات طويلة مع مسز مائير والون وديان وايبان مجتمعين، كما عقد اجتماعا منفصلا مع ايبان لبحث العلاقات الثنائية، وان المستر سيسكو ركز فى مباحثاته حول الموضوعات الآتية :

1 - العلاقة بين التسوية المرحلية والتسوية الشاملة.

2 - مسألة استخدام اسرائيل للقناة..

3 - طبيعة وقف اطلاق النار..

4 - مسألة الوجود المصرى شرق قناة السويس..

5 - مدى منطقة الانسحاب الاسرائيلى..

6 - طبيعة وسائل الاشراف. وبس..

        ان سيسكو عمل الثلاث اجتماعات دول، بحث الكلام دا كله، لكن ايه موقف أمريكا؟ ايه كلام اسرائيل؟ ايه رأى أمريكا فى الحل؟ فين قرار الرئيس الامريكى بأن تتوقف مهمة ساعى البوستة وتتحول الى موقف محدد من أمريكا ؟ كل ده مفيش أى كلام عنه أو بمعنى آخر من شهرين وعشرة أيام.. العلاقات بيننا وبين أمريكا والاتصالات متوقفة تماما..

تمويه.. وتضليل.. وخداع

        أنا قلت فى اول كلامى انى بصيت لقيت المسألة دى الوقت فى العالم، وأمام العالم العربى، أمام شعبنا الأول، وأمام العالم العربى، وأمام العالم، فيه عملية تمويه وتضليل وخداع كبيرة قوى.. ليه؟ أمريكا بتذيع فى كل مكان ان الاتصالات بينها وبين مصر مستمرة، وان التفاؤل موجود، وان هناك حل جاى فى السكه بل زودت امريكا أكثر من هذا ان مصر قبلت الحل الجزئى.

وقالت الكلام ده حتى للاتحاد السوفييتى نفسه. ان مصر قبلت الحل الجزئى.. المندوب المناوب بتاعها فى اجتماع الأربعة الكبار فى آخر اجتماع قال لهم يعنى ما معناه: ريحوا نفسكم واسكتوا، احنا متصلين بمصر، ومصر ماشيه معانا فى الحل، والاتصالات ماشيه. والحل فى طريقه.. طيب أنا باعلن لشعبنا هنا بوصفه صاحب القضية الأساسية الأول، وللأمة العربية بوصفها صاحبة القضية، وللعالم كله، ان الاتصالات بيننا وبين أمريكا منذ شهرين وعشرة أيام متوقفة تماما. وان لا اتفاق هناك، وان امريكا لم تعرض علينا موقفها ولم تعرض علينا شيئا محددا. وإنما موقفنا هو اللى أنا قلته وموقف أمريكا هى اللى حكيت ان سيسكو راح عمل شوية دردشة فى نقط.. الست نقط دول أنا باعتبرهم رجوع عن الموقف اللى كنا فيه مع روجرز ومع سيسكو لما زاروا مصر هنا. لأن مع روجرز ومع سيسكو لما زاروا مصر حددنا الأمور بالنسبة للمرحلة الأولى من الانسحاب بشكل محدد.. النهارده بيرجعوا يتكلموا فى الدردشة اللى جايبها سيسكو من اسرائيل عن لسه العلاقة بين التسوية المرحلية والتسوية الشاملة، واحنا رأينا واضح، وروجرز نفسه عارف. لا نقبل تسوية مرحلية بدون تسوية شاملة كجزء من تسوية شاملة.. استخدام اسرائيل للقناة- النقطة الثانية- وأمريكا تعلم هذا.. طبيعة وقف اطلاق النار عارفين، واحنا قلنا لهم ما بنقولش وقف اطلاق نار أبدي،

<3>