إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مأدبة أقيمت تكريما له بمناسبة زيارته للاتحاد السوفيتي

النازية البربرية لتؤدي دورها ومسئوليتها الكبرى لتأمين الحرية والسلام أمل البشرية كلها وغاية نضالها. وأعطيتم بغير قيد أو شرط تأييدكم الكامل ومساندتكم الكاملة لحركات التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي في العالم كله.

        وكان هذا موقف شعوبكم منا أيها الأصدقاء الأعزاء، وسيظل شعبنا يذكر بالوفاء والتقدير الدور الكبير للاتحاد السوفيتي في مساندة حركة التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي على أرض مصر القاعدة والمنطلق لحركة الثورة العربية التحررية كلها.

        إن شعبنا الذي قطع الطريق شاقا وطويلاً مصمم على أن يكمل مسيرته وأن يتحمل تضحيات الطريق ومسئولياته، فإذا كان شعبنا يتعرض اليوم لأقسى التحديات لمواجهة الغزوة الصهيونية الإمبريالية التي تستهدف فرض سيطرتها على الأرض العربية كلها عن طريق ضرب حركة التحرر الوطني والاجتماعي في مصر وعزلها والقضاء عليها لتقضي من بعدها على حركة التحرر العربي كلها.

        إن شعبنا قد صمم على أن لا يستسلم أبداً وهو يقدر مسئولياته التاريخية المصيرية في هذه المعركة الضارية، ليس فقط نحو أرضه وأجياله الحاضرة والمستقبلة، ولكن نحو الحرية ومصيرها في هذه المنطقة من العالم ونحو علاقاته لكل قوى الحرية والسلام في العالم.

        إنه بهذا الفهم الواضح للأمور جئنا إليكم لنتشاور معكم وقد وقفتم معنا في أحلك الأوقات وأقساها شدة وألماً ومعاناة على شعبنا. وأن العدو الصهيوني لازال في إصراره على احتلال الأرض منذ أكثر من أربع سنوات، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وهي إحدى القوتين الكبيرتين في العالم تساند هذا العدوان وتؤيده بكل الوسائل، وهي ماضية في تنفيذ سياستها المرسومة التي تتمثل في ضمان استمرار التفوق في السلاح لتمكين إسرائيل من استمرار احتلالها للأرض العربية وتحقيق مخططها التوسعي على حساب الأرض العربية والإنسان العربي.

        إن إسرائيل اعتماداً على هذا التفوق العسكري تمضي في تبجحها وتحديها للرأي العام العالمي واستهانتها لكل القيم الدولية بإعلانها عن نيتها بالبقاء في الأراضي المحتلة.

        لقد أعلنا في كل مناسبة أن طريق السلام واضح ومحدد وهو تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، وكان إيماننا أن السلام في العالم لا يمكن أن يتجزأ وأن مصلحة كل شعوب العالم أن يعود السلام إلى الشرق الأوسط، ذلك لأن استمرار التوتر الراهن إنما يضر بمصالح كل هذه الشعوب ويهدد قضية السلام في العالم. ولقد بذلنا من جانبنا كل جهد ممكن للوصول إلى حل سلمي ولم نترك مبادرة للسلام إلا اشتركنا في دفعها والاستجابة إليها  وأغلقت إسرائيل الأبواب كلها أمام أي حل سلمي.

<2>