إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في افتتاح الدورة الثالثة لمجلس الأمة

        وعلى من يختار أن يوازن بين الفوائد والمخاطر، وأن يقهر في النهاية ما يشاء. ومعنى ذلك أن الحكم إذا كان اختيارا، فإن الاختيار لا يمكن إلا أن يكون مناقشة حرة مفتوحة تبغي وجه الحق والحقيقة معا.

        لقد تحمل بناؤنا السياسي مسئولياته على صورة رائعة في الفترات الصعبة التي مرت بنا. وعلينا أن نعمل بكل وسيلة على تدعيمه حتى يستطيع أن ينهض بمسئولياته في الحفاظ على الثورة واستمرارها وتطويرها.

خامساً: إن الجمهورية العربية المتحدة وحدوية بإيمانها، ومضمون أصيل لهذه الحركة، ووحدوية في كل مقصد من مقاصدها.

        وهي لا تقدر أن الوحدة العربية دعوى تاريخ فحسب، وإنما هي ضرورة مستقبل ومصير قبل أي شيء آخر.

        ومن هذه المنطلقات، فإن الجمهورية العربية المتحدة لن يتزعزع  إيمانها في أن الأمة العربية أمة واحدة، حريتها واحدة، وتقدمها واحد، وآمالها في الغد واحدة.

        وفي يقين شعبنا أن كل من يشكك في هدف الوحدة إنما يشكك في إمكانية البقاء العربي واستمرار هذا البقاء. كما يجب أن يكون البقاء بمعناه الإيجابي، حياة وحرية.

        وليس بين جميع أهدافنا- هدف- يتعرض للغارات المعادية كما يتعرض هدف الوحدة، وتلك شهادة لأصالة هذا الهدف، كما أن ذلك في نفس الوقت حافز يدفعنا إلى حسن الدفاع عنه. وأكثر ما يكون دفاعنا عن هذا الهدف حين نحميه، ليس فقط من أعدائه، وإنما من الذين يتظاهرون به وهم لا يقصدون وجهه ولكنهم يناورون لخدمة مغامرات غير مدروسة وغير محسوبة.

        على هذه الأسس قام اتفاق القاهرة بين دول ميثاق طرابلس الجمهورية العربية الليبية وجمهورية السودان الديمقراطية والجمهورية العربية المتحدة، من أجل إيجاد النواة والقاعدة الصلبة لمستقبل عربي تصنعه وتشكله الإدارة الواعية الحرة المتحررة.

سادساً: إننا جزء من هذا العالم، بل نحن نقول إننا بحضاراتنا الإنسانية في تاريخه، وبنضالنا المستمر في تحرره وتقدمه، جزء مؤثر، جزء لا يعيش عالة على الكل، ويرفض أن يعيش عالة على أحد، ولكنه جزء يعطي قدر ما يأخذ ويتفاعل ويفعل ويكفي في تبيان ذلك دورنا في حركة التحرير الوطني وحركة عدم الانحياز وحركة الثورة الاجتماعية في القارات الثلاث، أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

        ونحن نتمسك باستقلالنا وبقوميتنا وبرأينا الحر في مشكلات السلام والحرب، وذلك في حد ذاته لا يجعل موقفنا موقف عزلة وابتعاد، ولكنه يجعل موقفنا موقف نضال وجهاد. لأن ذلك يضعنا بالقطع في الجانب المعادي للاستعمار.

        إن عداءنا للاستعمار موقف مع الاستقلال، ومع القومية، ومع الحرية السياسية والاجتماعية.

<5>