إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



حديث الرئيس أنور السادات إلى الشعب حول الموقف الراهن

حديث الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية
إلى الشعب حول الموقف الراهن

القاهرة، 13 يناير 1972
جريدة الأهرام ": العدد الصادر في 14 يناير 1972

بسم الله

        لقد كان اتفاقنا دائماً، وفي كل الظروف، وعند كل قرار، أن نتبادل الحديث، وأن نتصارح، وأن أضع أمامكم ما أفكر فيه. لم يكن ذلك عن مجرد اقتناع بحقكم، حق الشعب، حق الجماهير في أن تعرف كل شيء، وإنما كان ذلك، أيضاً عن اقتناع بأن كل شئ في الأصل مسئوليتكم، وكل قرار بالدرجة الأولى معكم وبكم. ولقد التزمت هذا التقليد منذ أن تحملت الأمانة. وتعلمت، أيضا، من التجربة أكثر من هذا، تعلمت إننا حين نحمل العبء نحمله معاً، وحين نحمل العبء معاً فإن الصعب يهون. ذلك لأن المشاركة الشعبية في كل القضايا لا توفر الضمانات والمسؤولية فحسب، وإنما تضيء الطريق فيعرف كل منا إلى أين نسير.

أيها الإخوة والأخوات

        فى يوم الأحد 9 يوليه سنة 1967 بالتحديد، لم يكن قد مضى على معركتنا مع العدو أكثر من شهر، ونحن نذكر جميعاً أن جماهير شعبنا خرجت في 9 و 10 يونيه لتعبر عن رأيها بالصمود. بعد شهر واحد، في يوم الأحد 9 يوليه سنة 1967، تحرك لواء إسرائيلي مدرع نحو القنطرة شرق. كانت قيادتنا تتابع هذا كله. عملت حساباتها قيادتنا. كانت أخبار من الأمم المتحدة ومن مصادر كثيرة بتأكد إن الإسرائيليين عايزين يعبروا إلى الضفة الغربية. وجاء تحرك هذا اللواء الإسرائيلي يوم الأحد 9 يوليه سنة 1967، ووصلت قيادتنا  إلى قرار رفعته إلى الرئيس جمال- الله يرحمه- هذا القرار مقتضاه  إنه طالما أن هناك لواء مدرع إسرائيلي بيتحرك نحو القناة، نحو القنطرة شرق بالذات، فلابد من أن تتعامل معه القيادة قبل العبور، كما تقضي الأصول العسكرية. وأعطى الرئيس جمال الموافقة على هذا القرار، وخرجت القاذفات والطائرات يوم الأحد 9 يوليه سنة 1967، خرجت القاذفات والطائرات المصرية اللي كانت تجمعت على عجل نتيجة لنجدة الاتحاد السوفيتي لنا السريعة، لكى تتعامل مع هذا اللواء المدرع قبل أن يعبر إلى الضفة الغربية. وظلت قاذفاتنا ومقاتلاتنا في الجو لمدة ساعتين والضباب يخيم على المنطقة بالكامل، ولا تستطيع لا القاذفات ولا المقاتلات أن تحدد أهدافها بسبب هذا الضباب.

        عندئذ اتصلت القيادة بالرئيس جمال، وكانت الساعة حوالي 12 الظهر، وأبلغوا الرئيس جمال بالموقف إن القاذفات والمقاتلات مش قادرة ترى أهدافها لأنه فيه ضباب.

<1>