إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) حديث الرئيس أنور السادات إلى الشعب حول الموقف الراهن

        وفي 9 يوليه، في الساعة الواحدة بعد الظهر، ألغى الرئيس جمال هذا القرار.

        هوه كان تقدير الرئيس جمال حقيقة، وكما قلت أنا سابقاً، إنه كما كان عبقرية سياسية، كان أيضاً عبقرية عسكرية، وكان تقديره إن هذا اللواء بيتحرك ليس للعبور كما أرادوا أن يشنوها حربا نفسية علينا، وإنما لتعزيز موقعهم في القنطرة شرق. ولكن القيادة تحوطاً منها أن يكون هذا بدء لعملية عبور إلى الضفة الغربية، اتخذت قرارها وأبلغت الريس، ووافق لهم على القرار.

        الساعة واحدة بعد الظهر، قال لهم قفوا.

        كان تقديره فعلا إنه ليس إلا تعزيز للجبهة، جبهة الإسرائيلين شرق القناة. ولكن كانت عملية العبور، فى نظره، في ذلك الوقت، وكما ثبت بعد ذلك، كانت مستبعدة في ذلك الوقت.

        أردت أن أحكي لكم هذا التاريخ، لأنني في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر الماضي، واجهت مثل هذا الموقف تماماً.

        تعلمون إنني أعلنت، وبعد حساب دقيق، إن سنة 1971 لابد أن تكون سنة الحسم.

        طبعاً سأل الكثير من الأصدقاء ومن الأعداء، لماذا هذا القرار؟ ببساطة، شرحت للكل إن هذا القرار يعنى إنه إذا لم نتوصل إلى الحسم فى سنة 1971، ستظل القضية معلقة إلى ما بعد 73 و 74، وهي ما تريده إسرائيل وما يريده الأمريكان. وقد يمتد الأمر بذلك إلى فترة أطول وسنوات أطول، فيصبح أمر واقع الاحتلال الإسرائيلي للضفة الشرقية للقناة والأرض العربية في الأرض العربية الأخرى، أمر واقع. وبعد 25 سنة، أو بعد 10 سنين أوبعد 15 سنة، زي ما حصل في أوروبا بالضبط. نواجه بالأمر الواقع، كما حصل في الاتفاقيات اللي تمت أخيراً في أوروبا، وخط "أودرنيه" واتفاقية برلين. أصبحت المسائل أمر واقع بعد مضي 20 سنة، واللا 25 سنة. فهو ده ما يهدف إليه الإسرائيليين الآن. ولعل آخر تصريح لديان يوضح الكلام ده، لأنه بيقول إنه بيستغل فترة من 10 إلى 15 سنة على ما تنحل هذه القضية، علشان يفرض الأمر الواقع.

        أعود لحديثي، وُوُجِهت في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر بنفسي، الموقف اللي وُوُجه به الرئيس جمال الله يرحمه يوم الأحد 9 يوليه 67. وبعد ما كانت خرجت الطائرات، فعلا والقاذفات فوق شرق القناة، ولكن الضباب حجب كل شيء.

        فى أكتوبر الماضي، دعيت المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وفي هذا المجلس، وفي هذه الجلسة بالذات تدارسنا كل الموقف سياسياً وعسكرياً، وانتهينا إلى قرار، وأصدرت تعليماتي بالتجهيز للعمل قبل انتهاء سنة 1971.

<2>