إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) حديث الرئيس أنور السادات إلى الشعب حول الموقف الراهن

        ما كنت أرجو هذا الموقف أبداً للمستر روجرز، خصوصاً وإننا تقابلنا هنا، وتكلمنا بمنتهى الصراحة من ناحية، ومن ناحية أخرى أنا كنت أظن إنه بدل ما يوجه هذا التحدي لنا وللأمة العربية كلها، ليس لنا وحدنا وإنما للأمة العربية كلها، اللي لهم مصالح فيها، كنت أتمنى إنه يرد على التوبيخ العلني اللي وجهته له مسز مائير في الكنيست، وكان مثار تعليق العالم كله، درس في التوبيخ العلني لمستر روجرز وزير خارجية أمريكا، قالته مسز مائير في الكنيست وسمعه مستر روجرز. كنت أحب إنه يرد على هذا الدرس بدل التحدي.

        أرجع تاني للمعركة، ما هي المعركة النهاردة ؟ وما هو الموقف الآن ؟ بكلام بسيط إسرائيل في يونيه سنة 67 حصلت على نصر عسكري حقيقة، ولكنها لم تستطع أن تهزم إرادة الأمة العربية. حصلت حقيقة على نصر عسكري ده صحيح، ما بننكرش هذا، إزاي حصلت على هذا النصر؟ حايجي الوقت اللي نناقش هذا الكلام بعدين، لكن حصلت على نصر عسكري. ولكن هل أدى هذا النصر إلى إنها تفرض إرادتها وشروطها على الأمة العربية أو بمعنى آخر ما نسميه النصر الاستراتيجي إنها تحقق أهدافها فعلا ؟ لا، ما حققتش أهدافها إطلاقاً. حصلت على نصر عسكري، ولكنها لم تستطع أن تحصل على نصر استراتيجي تحقق به أهدافها. ما تقدرش تحصل على هذا النصر اللي تحقق به أهدافها إلا إذا هزمت إرادة الأمة العربية. علشان كده بدأت سلسلة الحرب النفسية اللي إحنا عايشنها إلى اليوم، واللي وصلت التصريحات المغرورة من الإسرائيليين إلى أقصى مدى، عايشين لسه غرور النصر اللي حصلوا عليه، النصر الرخيص اللي حصلوا عليه، عايشين لسه فى غروره ومنه بتصدر تصريحاتهم كل يوم. مرة تصريح لمسز مائير، مرة تصريح لديان، ومرة تصريح لايجال آلون، ومرة تصريح لآبا ايبان. ومرة تصريح لوايزمان. عشرات التصريحات، وسأل البعض ليه ما بتردوش على هذه التصريحات، لأن دي حرب نفسية؟ والله أنا رديت فعلا، بس أنا ما بردش على إسرائيل، لأن أنا لن أدخل في جدل مع إسرائيل، ولا مع زعماء إسرائيل، لن أدخل في جدل معاهم، ولن أدخل في مفاوضات معاهم، زي ما هم عايزين، وزي ما الأمريكان عايزين. وإنما أنا بعت لولي أمرهم الرئيس نيكسون، أرسلت له فعلاً رسالة، قلت له التصريحات الإسرائيلية المغرورة وصلت حد قلة الأدب، بنفس هذا التعبير بالضبط، يعني الناس بتوعك دول، اللي انت ولي أمرهم، قول لهم كفاية، يلموا نفسهم شوية. بالضبط التصريحات اللي بيصدروها، قلت له- للرئيس نيكسون- الناس دول وصلوا إلى حد قلة الأدب Impertinent.

        لكن المعركة إيه ؟ والوضع اللي إحنا فيه إيه النهاردة ؟ لأن كل مواطن النهاردة، خصوصاً بعد ما أعلنت الولايات المتحدة في أول يناير - كهدية للسنة الجديدة - إنها ستزود إسرائيل، برغم إن عندها التفوق، حاتزودها بالفانتوم. المعركة إيه ؟ المعركة لازالت كما هي، وكما بدأها بالضبط المؤتمر الصهيوني الأول في سنة 1897، إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ومشيوا في تحقيقها، لأن ماكنش في الجانب العربي في المقابل أمامهم تخطيط يواجه هذا التخطيط، مشيوا في تحقيقه، ابتداء من وعد بلفور إلى قيام إسرائيل في سنة 1948، إلى معركة سنة 1956 إلى معركة سنة 1967. وستتوالى المعارك زي ما أنا قلت بصراحة

<4>