إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي بمناسبة انعقاد دورته الخاصة

رابعاً: إن الصداقة العربية السوفيتية حجر أساس في نضالنا من أجل الحق ومن أجل التنمية، ولابد لنا أن نحرص الحرص كله على هذه الصداقة.

خامساً: إن أمامنا جهداً مركزاً يجب أن نبذله في استيعاب أسلحة متطورة تلتقي مع التصاعد الخطر الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على شكل المعركة القادمة. هذا الجهد لابد له أن يكون فوق الطاقة الإنسانية إذا اقتضى الأمر.

        هناك ضرورات كثيرة والوقت المتاح لها قليل، لأننا لا نستطيع أن نبقى معلقين في الهواء بين حالة اللاسلم واللاحرب إلى زمن طويل، وإلا ضاعت قضيتنا. في هذا المجال فإنني أريد تأييدكم كله وتأييد الشعب والأمة للعمل البطولي الذي قامت وتقوم به قواتنا المسلحة.

        ونحن نؤكد الثقة فيها وفي قيادتها، عارفين بحجم الجهد وبحجم التضحية.

سادساً: إننا في داخل الوطن يجب أن نكون مستعدين لخسائر كبيرة. وأكررها، أكررها أمامكم بغير لبس، خسائر كبيرة، بل أن نصف طريقنا إلى النصر سوف يرتبط بمدى استعدادنا لتقبل التضحيات. على أنني أعدكم بشيء واحد، إذا كنا سوف نخسر، فأننا سوف نفرض على العدو أن يخسر. إننا سوف نضحي ولكننا سوف نفرض على العدو تضحيات جسيمة. وفي أعماق أعماقه عندما يتعرض العمق عندنا للخطر. إن ذلك يفرض على الأجهزة الشعبية وعلى أجهزة الدفاع المدني. بل وعلى الإرادة الوطنية كلها ضريبة فادحة يجب أن نؤهل نفسنا لأدائها.

سابعاً: إننا يجب في المرحلة المقبلة أن نتنبه للمغامرات، وبالذات ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية. إننا نتعرض لحرب نفسية لم يتعرض لها شعب آخر في عالمنا المعاصر، إلا أن يكون شعب فيتنام. هذه الحرب موجهة ضد إرادتنا وإلى أعصابنا وإلى صداقتنا. بل وإلى مواقعنا ومبادئنا. ويجب أن نكون على حذر كامل.

ثامناً: إن هناك قوى يتحتم علينا أن نظل على اتصال معها وأن نداوم على هذا الاتصال وأن لا نمل من عملية بناء الجسور. وأخص بالذكر أوروبا الغربية وباريس في قلبها. وأخص بالذكر آسيا وبكين في قلبها. لا أستطيع  في هذا الصدد إلا أن أؤكد على اتجاهات هامة بينها الاتجاه الأفريقي والاتجاه إلى مجموعة الدول الاشتراكية، والاتجاه إلى دول البحر الأبيض، والاتجاه إلى الدول الإسلامية والاتجاه إلى دول عدم الانحياز. والأهمية القصوى للخط ما بين دلهي إلى القاهرة إلى بلجراد.

<14>