إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي بمناسبة انعقاد دورته الخاصة

         كنا كمن نتوقع شيئاً ولكنه لم يصل إليه بفعل ظروف متغيرة. ولقد كان تقدير حالتنا جميعاً في الأسابيع الأخيرة أننا كنا في حالة نفاذ صبر. وهي حالة إنسانية مشروعة. حالة إنسانية مشروعة وطبيعية.

         ولقد هزتنا جميعاً هذه الحالة بدرجات متفاوتة. ولكننا نخطئ خطأً فادحاً إذا أعطينا هذه الحالة أكثر مما تستحق، بل نخطئ خطأً أفدح إذا تركنا هذه الحالة تستبد بنا بغير مراجعة حازمة نحقق بها الملاءمة السريعة بين ما نريد وبين الظروف المتغيرة.

         وحين أقول بالملاءمة السريعة بين ما نريد وبين الظروف المتغيرة، فإنني لا أقصد بذلك أن نساوم مع الظروف، فالمساومة تختلف تماماً عن الملاءمة. المساومة أن نخضع لإرادة الظروف المتغيرة، أما الملاءمة فهي أن نتمسك بالظروف المتغيرة وأن نعيد توجيهها لصالحنا. أي أن نخضعها لإرادتنا نحن بدل أن نخضع نحن لإرادتها هي.

         وأحمد الله سبحانه وتعالى أمامكم على أن حركتنا الوطنية والقومية. برغم أي شيء بدا على السطح، قد نشطت إيجابياً إلى هذه العملية الضرورية والحيوية، وإنها في هذه الحركة النشيطة  والإيجابية قد حققت ما كان خليقاً بها أن تحققه وهو استعادة الزمام والإمساك بمقدرات الحوادث وتوجيهها توجيهاً سليماً وقادراً.

أيها الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر القومي العام

         في نهاية سنة 1971 تداعت أحداث كبرى، بعضها كان متوقعاً وبعضها الآخر انفجر على غير توقع.

         وبالتحديد فقد واجهتنا أربعة مواقف أضعها أمامكم عى النحو التالي:

أولاً: وكان هذا الموقف متوقعا، فإن الولايات المتحدة الأمريكية مضت إلى حد بعيد في تبنيها لوجهة النظر الإسرائيلية بالباطل. ومضت أيضاً في تجاهلها لوجهة النظر العربية بالكامل. مع أن حقنا العربي مؤكد لاشك ولاشبهة فيه.

         إن الولايات المتحدة الأمريكية أكملت بذلك شوط الاشتراك في التآمر إلى مداه. لقد عطلت الولايات المتحدة الأمريكية قرار مجلس الأمن الذي كان يمكن أن يشكل أساساً مقبولاً لتسوية سلمية لأزمة الشرق الأوسط.

<3>