إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب حول أزمة الشرق الأوسط والعلاقات بالاتحاد السوفيتي

       ومن ناحية أخرى فقد كانت هناك مراكز القوى التي لم تستطع أن تفهم دور السلطة في خدمة التحول الاجتماعي. أن أزمة هذه العناصر إنها اعتبرت السلطة بداية ونهاية. وهذا منزلق خطير لا يؤدي إلى الإرهاب فحسب ولكن يهوي بأصحابه إلى الانحراف أيضاً وهذا ما حدث مع الأسف.

       وهكذا تعرضت قضية الممارسة الديموقراطية في بلادنا لمخاطر شديدة لأسباب داخلية وخارجية من كل الذين كان متوقعاً منهم أن ينقضوا عليها. ومن بعض الذين كان متوقعاً منهم أن يدافعوا عنها.

       إن هذا المكان وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي شهد وقفة بترت وصححت- أبعدت وأضافت- أما عن البتر والإبعاد فتلك مسألة مضت وانقضت وأهم ما فيها أن نأخذ العبرة منها وأن نستوعب - الدرس. وأما التصحيح والإضافة فكلاهما مازال معنا حيا. لابد أن نتعهده لينمو ويزدهر ولابد أن نبذل كل جهد في سبيله لكي يترسخ على الأرض وتثبت دعائمه.

أيها الأخوة والأخوات

       منذ ذلك اليوم خطونا خطوات وأكدنا حقائق. خطونا إلى إعادة بناء تنظيمنا السياسي والدستوري سعياً وراء إقامة دولة المؤسسات وكان ذلك مطلباً ملحاً في كل وثائقه الأساسية ابتداء من الميثاق إلى بيان 30 مارس.

       لقد أعيد بناء الاتحاد الاشتراكى العربي من القمة إلى القاعدة وبكامل الحرية. ووضع دستور دائم لجمهورية مصر العربية طرح في استفتاء شعبي جرى بكامل الحرية وأجريت انتخابات لمجلس الشعب أبرزت جماهيرنا من خلالها قياداتها بكامل الحرية. ثم مضينا بالممارسة نؤكد حقيقة أن الديموقراطية هي السلطة السياسية لقوى الشعب العاملة. ثم مضينا أيضا بالممارسة نؤكد حقيقة أخرى أن استمرار التحول الاشتراكي يمكن أن يتم في ظل سيادة القانون مادامت السلطة السياسية في يد تحالف قوى الشعب العاملة. ثم ذهبنا إلى أبعد من ذلك نؤكد حقيقة وحقيقة هامة هي أن الحوار بين قوى التحالف لا يمكن أن يكون مصدر خطأ وإنما هو الصواب بعينه لأنه عن طريق الحوار الديمقراطي وحده يمكن أن تظهر الحقيقة التي يجب أن تكون أساس أي قرار.

       ولعلي أقول أمامكم بثقة أنني أجد التجربة تسير في طريقها الصحيح رغم أننا نعيشها في ظروف استثنائية هي ظروف المعركة.

       بل لعلي أقول لكم إنني حين أرى بعض مظاهر التجاوز فإنني اعتبر ذلك من طبيعة الأمور. فممارسة أي عمل لا تجري فى فراغ ثم أن حياة مجتمع بأسره تتشابك علاقاته مع أمته الكبيرة وتتشابك علاقته مع عالمه الواسع لا يمكن حصرها أو تحصينها ضد الأخطار.

<3>