إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع)خطاب الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب حول أزمة الشرق الأوسط والعلاقات بالاتحاد السوفيتي

        وهكذا فانه ليس لنا أن نقلق من مسار التطور الطبيعي. وإنما الواجب علينا يتحدد في مهام ثلاث:

أولاً: حين نكون جميعاً واعين بحقائق التجربة في كلياتها وفي تفاصيلها وأن نكون على استعداد للمساهمة في إنجاحها وأن نكون قادرين على إغنائها بالحوار.

ثانياً: أن نكون قادرين على وضع قواعد وضوابط للسلوك العام نلزم أنفسنا بها حين نصل في شأنها إلى قناعات يصبح لها قوة العرف أو حتى قوة القانون غير المكتوب.

ثالثاً: أن نكون مستعدين وبحزم لرسم الحدود بين عمل المؤسسات السياسية والدستورية بحيث يعرف كل منها مكانه ويعرف كل منها بالتالي دوره.

أيها الأخوة والأخوات

        انني سوف انحي أوراقي جانباً لأتحدث اليكم بمشاعري عن تصوري لهذه المهام الثلاث في المرحلة المقبلة. افعل ذلك كمواطن عاش الثورة وقاتل من أجل مبادئها بالقدر الذي استطاع. وافعله كمواطن اتيح له شرف العمل سنوات طويلة في هذه القاعة ومن فوق هذه المنصة الكريمة. وافعله كمواطن كلفه الشعب بالمسؤولية الأولى في هذه الظروف الحرجة والخطيرة في حياة شعبنا وامتنا لكي نستطيع أن نضع المسألة في إطارها السليم. بل في إطارها الواقعي الذي يجب أن تجري فيه وأن نحرص عليه.

        فلابد أن أتكلم عن المعركة لا يوجد إطار نتحرك فيه الآن سواء هذا الإطار إطار المعركة هذا الإطار هو الذي سيحكم كل تصرفاتنا لأننا ببساطة لا نستطيع أن نعزله عن عملنا ولا نستطيع أن نعزل عملنا عنه أبداً وتذكرون أنني في خطابي في أول مايو في عيد العمال تحدثت عن اشتراطاتنا الثلاثة للمعركة:

أولها: الوحدة الوطنية لقوى الشعب العامل.

ثانيها: العمل العربي الموحد.

ثالثها: دعم الأصدقاء وعلى رأسهم الاتحاد السوفيتي.

        بالنسبة للوحدة الوطنية تحدثت عنها وشرحت ذلك ولا أسأم أبداً من الحديث عنها. وكما سبق أن أوضحت ففي كل معاركنا خلال العشرين سنة الماضية حققنا كل انتصاراتنا ولازلنا كل هذه الانتصارات بإيماننا الذي لا يتزعزع بالله سبحانه وتعالى ووحدتنا الوطنية.

        أعود فأكرر أن هذه الوحدة الوطنية مرة أخرى تعلن أن لا امتيازات طبقية ولا امتيازات لفئة من الفئات، لا انقسامات إلى شيع وطوائف، لا مزايدات، لا مناقصات وأيضاً كما أوضحت مراراً لا تشنجات ليس

<4>