إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الجديدة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في الذكرى العشرين لثورة يوليه، في 24/7/1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 124 - 146"

القادة السوفييت على رسالتى اللى بعتها لهم بعد اجتماع موسكو وجدت انه لا مفر لى من اتخاذ القرارات اللى اتخذتها واللى كلكم قريتوا عنها.

         نيجى فى المقابل نشوف أمريكا عملت ايه مع إسرائيل لتنفيذ التلت تعهدات الأولانى قلنا خلص المفاوضات المباشرة زى مانتوا شايفين معطلة يارنج معطلة الأربعة الكبار معطلة الاثنين معطلة مهمة مجلس الأمن معطلة كل شيء عشان المفاوضات المباشرة.

         النقطة الثالثة: اللى هو السلاح تعالوا نشوف بقى فى المقابل الولايات المتحدة عملت ايه مع إسرائيل.. فبراير 68 صفقة بين جونسون وأشكول فانتوم واسكاى هوك فى نفس الوقت يعلن جونسون عن تعويض إسرائيل عن كل خسائر حرب الاستنزاف، والكلام ده رسمى، أنا مبقولوش إلا عن الاعلانات الرسمية بتاعة أمريكا نيكسون بيدى صفقة فى يناير 72 بيتم أو تم في الفترة الماضية، وفى شهور قليلة قادمة تجديد كامل لسلاح الطيران الاسرائيلى بأحدث الطائرات في المقابل أمريكا بتعمل دلوقت زى ما شرحت لكم الموقفين، ده الموقف السوفيتى وده الموقف الأمريكى. الموقف السوفيتى ده موقف صديق أنا بقول وبيحاولوا يستثمروه وأنا مش حستجيب لهذا الاستثمار أبدا على أى صورة من الصور.. الموقف الأمريكى موقف اللى بيساعد عدوى بكل ما يملك وبكل ما يستطيع وباندفاع مجنون عندما نتأكد من ذلك، وهو أمامنا ثابت لا يحتاج منا إلى تعبير جديد فإن علينا أن نستخلص منه أن الواجب والواجبات علينا هو أن نواجه الموقف الأمريكى.. مواجهة الموقف الأمريكى مسئولية قومية، يتبقى أن أصارحكم وأصارح الأمة العربية من خلالكم أننا على المستوى القومى لم نفعل شيئا، المصالح الأمريكية تزداد فى المنطقة.. روجرز يصرح بكل وضوح وفي مطار الكويت ان لنا أصدقاء كثيرين ومخلصين في العالم العربى.

الأمة العربية تملك وسائل الضغط على أمريكا

         بعض الدول التى كانت قد قطعت علاقاتها بالولايات المتحدة تعيد معها العلاقات دون أن يبدو أن هناك تغيرا من أى نوع فى موقفها.. كل ده معناه ايه ؟. معناه اما أن بيننا من يقبل بالسياسة الأمريكية كما هى الآن أو اننا لا نعرف كيف نعاقب المسيء الينا كما نحسن للصديق، وهذا أسوا ما تصاب به أمة من الأمم خصوصا عندما تواجه تحديات المصير، ولو أن الولايات المتحدة لم تكن تملك وسائل للضغط على إسرائيل لسكتنا، ولكنها تملك الوسائل لأنها تعطيها كل شيء ولو أننا كنا لا نملك الوسائل للضغط على الولايات المتحدة لسكتنا، ولكننا نملك هذه الوسائل وهى مؤثرة اقتصاديا واستراتيجيا وسياسيا ولكننا نبدو كمن لا يدرك ما يملكه.. نبدو كذلك كمن لا يدرك قيمة ما يملكه فيقف عاجزا أمامهم بينما ينهب منه الآخرون، وليتهم كانوا مجرد آخرين ولكنهم أمريكا السند الأكبر والأوحد لاسرائيل تأخذ منا أمريكا بتاخد منا لتعطى إسرائيل على شكل أموال تعيش بها وكمان على شكل طائرات تضرب بها مصانعنا ومدارسنا وتهدد بها أعماقنا مش ده واقع؟.. الواقع أن هذا العامل الخطير فى الموقف بعد سنة 67 الموقف السوفيتى كان مؤيدا لنا على طول الخط، ولكن يجب أن نعترف أن التعاون السوفييتى معنا يختلف فى طبيعته عن الالتزام الأمريكى تجاه إسرائيل، بيننا وبين الاتحاد السوفييتى صداقة نحرص عليها، ويجب أن نحرص عليها فى كل الظروف، وبيننا وبين الاتحاد السوفيتى تلك الصلة التى تجمع كل الذين يطالبون بالحرية السياسية والاجتماعية للشعوب. وبالتالى نحن مع الاتحاد السوفيتى في القوى المعادية للاستعمار، وبيننا وبين الاتحاد السوفيتى التعاون فى البناء يتجلى في تطوير الصناعة والزراعة، ويكفى أن أشير إلى السد العالى ومجمع الحديد والصلب، لكن ذلك كله لا يجعل مستوى علاقاتنا على نفس مستوى علاقات أمريكا وإسرائيل علاقات اسرائيل بأمريكا عضوية، علاقاتنا بالاتحاد السوفيتى صداقة، وكنا ولا نزال نحاول أن نجعل الاتحاد السوفيتى، يرى حقيقة هى أنه اذا ضربت حركة التحرر الوطنى أمام القمع الاستعمارى في الشرق الأوسط فان حركة التحرير سوف تضرب في كل مكان، ولكن الاتحاد السوفيتى يحسب حسابا لمغامرات حماقة القوة الأمريكية، ونحن نفهم أنه بفضل الاعتماد على حركة التاريخ وان كنا فى رغبتنا لاقناعه نحاول أن نقول له دائما ان التاريخ لا يتحرك وحده ولكنه يحتاج الى القوى والى الأيدى التى تحركه.

         لقد كان من أصعب القرارات على أن أصل الى هذه الوقفة مع الاتحاد السوفيتى، ولكنى لم أجد سبيلا غيرها، لأن أمتنا يجب أن تكون فى وضع تقدر فيه كل حساباتها بدقة، ينبغى أيها الأخوة والأخوات أن نقول ما هو الوضع الذى نجد فى أنفسنا الآن هناك متغيرات فى العالم.. هذه المتغيرات تواجهنا بما يلى؟

         أولا- عدونا يحتل بعض أرضنا.

         ثانيا- نحن مصممون على تحرير كل شبر من هذه الأرض فى العالم من حولنا صديق لعدونا هو الولايات المتحدة يتهور ويتصاعد.

         ثالثا- صديق لنا وهو الاتحاد السوفيتى يحسب ويحاسب ما هو معنى ذلك؟ هل نتخاذل ونتقاعد ونقول لا حيلة لنا فى الأمر.

نرفض دعوى الأمر الواقع:

         وليس أمامنا الا أن ننتظر أو نقول كما تنادى بعض الأقلام المأجورة للأسف فى بعض البلاد العربية بقبول الأمر الواقع.. ذلك مرفوض ومرفوض ومرفوض.. رفضه شعبنا باستمرار ورفضته أمتنا العربية باستمرار ولا تستطيع قيادة وطنية أو قومية تدعى لنفسها أى قسط من الشرعية أن تقبل به اذن، فنحن أمام قرار خطير.. نحن أمام قرار أن تقف الوطنية المصرية وأن تقف القومية العربية ولو وحدها إذا اقتضى الأمر.. في الميدان هذا هو القرار الذى يواجهنا الآن واجهته قبلنا شعوب غيرنا وانتصرت.. بل وواجهناه نحن أنفسنا قبل ذلك وانتصرنا.. سوف نقف ولو وحدنا وسوف نقاوم ولن نرضى اننا لم يكن فى أى وقت من الأوقات ننتظر من أصدقائنا أن يحاربوا عنا معركتنا، وكنا نحاول قدر ما نستطيع أن نحمل أصدقاءنا فوق ما يحتملون، وان

<21>