إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الجديدة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي في الذكرى العشرين لثورة يوليه، في 24/7/1972
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الثاني 1972، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 124 - 146"

نقدر ظروفهم ونظرتهم لأوضاع العالم، وسنبقى فى حاجة الى كل ما يستطيعون أن يقدموه لنا بل اننا سوف نسعى باستمرار الى توسيع وتعميق روابط الصداقة ولكن علينا الآن أن نعرف أبعاد ما ينتظرنا.. الوطنية المصرية والقومية العربية.. الوطنية المصرية والقومية العربية.. فى الميدان وحدهما إذا اقتضى الأمر.

نحن نعتمد على أنفسنا في معركتنا:

         لقد كانت هناك أيها الأخوة والأخوات لقد كانت هناك أسباب دعتنى إلى اتخاذ القرار بانتهاء مهمة الخبراء والمستشارين السوفييت، ولكن سببا هاما بينها هو اننى أردت أن يعرف شعبنا وأن تعرف أمتنا حقيقة اننا سوف نقاتل فى العراء اذا كان ذلك ما سوف تفرضه الظروف علينا ولن نخشى من القتال فى العراء ولقد أفضل أن يفيض الدم الزكى على أرض ميدان القتال عن أن نظل بالأوهام قابعين فى اثارة حالة اللاسلم واللاحرب تستنزف دمنا قطرة قطرة كل يوم.. لن أقبل ولن يقبل شعبنا ولن تقبل أمتنا العربية ولن يقبل تاريخنا ولن يقبل مستقبلنا.

حاجتنا الآن - أكثر من أى وقت مضى - إلي وحدتنا الوطنية:

         ما هو معنى ذلك أيها الأخوة والأخوات مرة أخرى؟ معناه ببساطة أن العبء سوف يتركز أكثر من أى وقت مضى على جبهتنا الوطنية وهنا يجىء دور الهدف الذى قلت أمام اللجنة المركزية اننى أفترضه هدفا لمؤتمركم الوطنى، الوحدة الوطنية الآن وأكثر من أى وقت مضى تصبح الجبهة الداخلية هى دعامة التحرير الرئيسية لأن الوطنية المصرية سوف تصبح أداة التحرير الرئيس.. غيرنا يا يدرك ذلك وكانوا يدركونه باستمرار ولكنهم الآن أكثر من أى وقت مضى سوف يحاولون فى الجبهة الداخلية.. ان أمام عيوننا نماذج مما يحاولون.. يحاولون التشكيك مثلا فى اننا يمكن أن نقف ونقاتل.. أقول لهم سوف نقف.. وسوف نقاتل باذن الله.. علينا أن نرى ماذا فعل غيرنا بل عليهم أن يدرسوا تجربتنا الثورية اننا كنا وحدنا حين خرجنا للثورة، وكنا وحدنا حين تصدينا للاستعمار فى المنطقة.. وكنا وحدنا حين أسقطنا حلف بغداد.. وكنا وحدنا معظم الوقت فى حرب السويس.. وكنا وحدنا في وجه الحصار الاقتصادى.. والحرب النفسية كنا وحدنا.. وبحمد الله انتصرنا ومع ذلك فنحن الآن لا نقف وحدنا..

دولة الاتحاد هى قمة آمال العرب فى الوحدة:

         اننا الآن جزء من دولة تمثل قمة آمال العرب فى الوحدة دولة اتحاد الجمهوريات العربية.. إنهم يشككون في قيام هذه الدولة وأقول لهم يكفى أن قيام هذه الدولة حطم مبدأ أساسيا من مبادئ استراتيجية اسرائيل وهى ان يكون العرب متفرقين.. يكفى لانتصار هذه الدولة أن تمتد جبهتنا بأعماقنا من حدود سورية إلى حدود تونس إلى حدود مصر يكفى لنجاح هذه الدولة إنها قامت وسط ظلام النكسة والهزيمة ومع ذلك.. ثلاثة شعوب مؤمنة هى الشعب السورى والشعب المصرى والشعب الليبى يصوتون على قيام هذه الدولة بارادة حرة لتمثل مستقبل العرب وأملهم وأمل الانسان العربى فى المستقبل.

اخواننا فى دولة الاتحاد يعرفون مسئولياتهم:

         يكفى أن أقول لهم لنجاح قيام هذه الدولة إن امكانيات الدول الثلاث وليست امكانيات دولة واحدة فى المعركة ومعنا اخوة لنا فى الأمة العربية يعرفون مسئولياتهم وعليهم أن يقوموا بدورهم هذا وإلا فهم مسئولون أمام ربهم وأمام أمتهم وأمام ضمائرهم.. اننى انتهز فرصة اجتماع مؤتمركم هذا لأحيى الرئيس حافظ الأسد وشعب سوريا من خلفه.. لأحيى قواتنا المسلحة السورية على الجبهة الشمالية إننى انتهز هذه الفرصة لأحيى الرئيس معمر القذافى هو وزملاؤه الذين خرجوا ولم يبلغ الواحد منهم إلى يومنا هذا سن الثلاثين ومع ذلك قاموا في ظلام النكسة لكى يقولوا لأمريكا.. للاستعمار قديمه وجديده.. لدعاة الهزيمة فى أمتنا العربية.. للأقلام المأجورة: ان الأمة العربية لن تموت حتى في ظلام النكسة .. قاموا ليثبتوا أن شباب الأمة العربية متجدد.

         والتقت الثورات الثلاث فى سوريا وفى مصر وفى ليبيا معا من المعركة.. أمتنا العربية معنا في المصير.. شعوب غيرنا تدرك أن ما يحدث لنا سوف يؤثر فيها بالذات فى آسيا وأفريقيا بل هناك قارات تشعر أنها لا تستطيع أن تعزل نفسها عما يجرى فوق أرضنا وأخص بالذات قوى كثيرة في أوروبا الغربية.. الرأى العام العالمى على اتساع الأرض كلها يرى حقنا سوف يفهم بوعى إن الالتزام المقدس لأى شعب وأى أمة هو تحرير الأرض من العدوان.. يحاولون التشكيك مثلا فى الثورة.. شاخت وهبط حماسها ان الثورة كما قال لكم جمال عبد الناصر بنفسه ليست جمال عبد الناصر وأقول لكم إن الثورة ليست أنور السادات.. إن الثورة هنا شعب بأكمله وأجيال بعد أجيال تؤمن بوطنها وبحرية هذا الوطن وبالقيم التى اختارها للنضال.. إن الثورة كانت تجدد نفسها باستمرار حتى فى ظلال النكسة جددت نفسها بجماهير 9 و 10 يونيو 67 جددت نفسها ببيان 30 مارس 68 جددت نفسها بالتصحيح فى 14 مايو 71.. جددت نفسها فى برنامج العمل الوطنى الذى صدر عن مؤتمركم فى مثل هذا الوقت من العام الماضى.. جددت نفسها بـ 800 ألف مقاتل من أعز وأغلى رجال مصر وشبابها.

         رأيتموهم بالأمس وعشتم معهم بعض ظروف المعركة التى يعيشونها.. مضى عليهم الآن خمس سنوات وأكثرهم هناك بالاصرار كله.. وبالعزم كله.. بالايمان المطلق بالله وبالثقة الكاملة بالوطن يعدون أنفسهم ليوم تصلهم فيه إشارة البدء.

الناصرية هى منهاج ثورة 23 يولية:

         يحاولون التشكيك مثلا فى أن الناصرية تنحسر عن مصر ويجب أن يعلم هؤلاء أن الناصرية هي المنهاج الواضح لثورة 23 يوليو لا بديل لها ولا ابتعاد عنها.. إن الناصرية كما عشناها مع القائد والمعلم موجودة فى الوثائق الثلاث الأساسية للثورة: فلسفة

<22>