إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الخامسة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

         وفي هذه الأثناء، حصل اتصال بمندوب أمريكا هنا علشان الدعاوى الكاذبة اللي بتقولها إسرائيل وأرسلت بيانات كاملة تثبت بما لا يدع مجال للشك كذب الادعاءات الإسرائيلية، لأنه فيه مواقع من المواقع التي ذكرتها إسرائيل في شكاواها للأمم المتحدة ليست موجودة على الخريطة على الإطلاق.

         وانتظرنا ييجي رد من أمريكا، لإن دي مسائل ما فيهاش شك وما فيهاش جدل. بدل ما ييجي الرد من أمريكا، بدأت حملة ضغط مسعورة من أمريكا على مختلف المستويات، كلها تتهم فيها إسرائيل في أن مصر خرقت وقف إطلاق النار وركبت قواعد صواريخ كذا، وأدخلت صواريخ، وتبنوا ادعاءات إسرائيل كلها.

         وفي هذا الوقت زي ما حكيت لكم، الموقف العربي باين إنه مهزوز لأنه فيه مزايدات والمسائل بقى واضح للمعسكر الآخر إن الأمة العربية مشغولة داخل نفسها بمعركة، وإحنا عارفين إن أعدائنا سواء كان إسرائيل أو الدوائر الاستعمارية في الولايات المتحدة بينتهزوا أي فرصة علشان يحققوا أهدافهم، مبقتش بس أمريكا بتتبنى ادعاءات إسرائيل، لا ابتدت في شن حملة نفسية كبيرة جدا ضدنا، وصلت إلى الحد اللي صرح فيها كبار المسئولين، حتى الرئيس الأمريكي نفسه للأسف، إنه فيه خطورة من مواجهة بين أمريكا وروسيا في المنطقة، وبقوا يصعدوا العملية علشان عملية حرب نفسية وإرهاب وتخويف بكل ما يملكوا من أجهزة. ماكتفوش بكده، ابتدوا يعطلوا في اجتماعات الدول الأربع الكبرى، وابتدت أمريكا تأخذ خط واضح علشان تنسف اجتماعات الدول الأربع الكبرى وتعطلها تماما. نفس الموقف الأمريكي رجعنا له تاني اللي في مايو 67، بيبعت تبليغ رسمي لنا ولإسرائيل وللمنطقة كلها إن أمريكا ضد من يطلق أي طلقة في المنطقة، وإن أمريكا مع السلامة الإقليمية ومع السيادة لكل دولة فى المنطقة، وإنها حاتكون ضد المعتدي. طيب إسرائيل اعتدت، الكلام ده تبليغ رسمي جي من الحكومة الأمريكية، إيه اللي جرى بعد عدوان يونيه؟، نسيوه، أو بالتعبير بتعنا إحنا " لحسوه " كلامهم ده كله، وجم في مجلس الأمن ولأول مرة في التاريخ يصدر قرار بإيقاف القتال ولا يذكرش فيه الانسحاب. وكلنا عارفين إيه اللي عمله المندوب الصهيوني الأمريكي اللي كان رئيس وفد أمريكا في ذلك الوقت وبيفتخر بأنه صهيوني. كلنا عارفين اللي عمله والنشاط اللي عمله والضغط اللي عملوه ضدنا بعد العدوان في مجلس الأمن في صيف 67.

         كان واضح لهم إن العالم العربي ابتدا يتفكك بنتيجة المزايدات ونتيجة الحملات اللي بدأت علشان قبولنا إحنا بمشروع  روجرز أو المبادرة الأمريكية.

         إحنا في هذا الوقت ماشيين في طريقنا، حضرنا مؤتمر لوزاكا، حضرنا مؤتمر أديس أبابا. وفي مؤتمر لوزاكا وفي مؤتمر أديس أبابا اتخذت قرارات بشأن القضية بتاعتنا ممتازة، وجزء كبير جدا من العالم اللي هو عالم عدم الانحياز وقف معانا كله، وأصدر قرارات. كانت قرارات لأول مرة بتصدر بمثل هذا التحديد وبمثل هذا العنف اللي صدرت في لوزاكا وفي أديس أبابا.

<4>