إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية، أمام وفود مؤتمر علماء المسلمين

فيها مهما كانت التضحيات، ولن نسلم بما يقولون أنه أمر واقع.. لن نيأس.. لن تتخاذل أو نستسلم، مهما كانت التضحيات ومهما طال الزمن.

        عرفتم مصر وأزهركم عبر القرون الماضية.. الرسالة هي الرسالة، والشعب، هو الشعب، والأمانة هي الأمانة، لن نفرط أبداً مهما كانت التضحيات، ولكن علينا لمواجهة هذه الغزوة الشرسة أن نتسلح بسلاح العصر الذي نعيش فيه.. لا يمكن أن نتخلف ونحن نواجه صهيونية دنيئة غادرة واستعماراً شرساً أليماً.. من أجل ذلك ناديت بدولة العلم والإيمان فالعلم وحده، من غير الإيمان، قد يقينا شر هذه الغزوة ماديا، لكنه لن يستطيع على المدى الطويل أن يبني النفوس التي يجب أن يبنيها مجتمعنا، كما نشأنا وكما تنص عليه رسالتنا، وما اختمر في هذه الأرض من مبادئ وتقاليد وقيم.

        والإيمان وحده في مواجهة الغزوة لا يكفى لأن لدى عدونا من مستحدثات العصر ما يستطيع به أن يكسب جولة وجولة وجولة، إذا لم نتسلح لها بالسلاح الذي يتسلحون به.

        من أجل ذلك فإن العلم والإيمان شرطان أساسيان لنجتاز هذه المحنة التي نعيشها اليوم.

        الأمة الإسلامية لم تفرق العلم عن الإيمان.. كان العالم عالم فلك ورياضة، إلى جانب تفقهه في علوم الدين. هذا ما نقله الغرب عنا منذ البدء.. والعلم والإيمان متلازمان في رسالتنا وعقيدتنا، وما أحرانا اليوم أن نعود إلى ما كنا عليه. العلم والإيمان.. ومهما كانت قوى البغي ومهما تبدت شراسة الاستعمار أو دناءة الصهيونية في أساليبها وغدرها، لن ينال هذا من صمودنا.

        كم من أمم كبرى اليوم واجهت الهزائم. بل القوتين الكبيرتين أمريكا والاتحاد السوفيتي.. أمريكا تلقت هزيمة في 1941 وكانت أقوى دولة في العالم تلقت هزيمة على يد اليابان.. والاتحاد السوفيتي أيضا حينما هاجمته جيوش النازي تلقى هزيمة.. وقام الشعب الأمريكي وقام الشعب السوفيتي برد تلك الغزوات وبدفع ثمن تحرير الأرض والصمود.

        فإذا كنا نواجه ظرفا عصيبا في تاريخنا وحياتنا.. وهزيمة في يونيه 1967، فهى لا تعني أننا انتهينا أو سلمنا.. لقد خرج الشعب المصري في 9 و 10 يونيه وهو أعزل من كل شيء إلا من الإيمان ليقول لا.. لا أسلم، ولن تهزم إرادتي كشعب.

        ولقد انتصرت إسرائيل عسكريا ولكنها لم تهزم إرادتنا كشعب، ولم تهزم صمودنا وتصميمنا ويقيننا، ولن تهزمنا بإذن الله.

        ولكن لكي نعد للمعركة المقبلة لابد لنا من أن نستحضر كل مقومات عقيدتنا وتاريخنا ونضالنا وكفاحنا في أسلوب نعني به دولة العلم والإيمان.. بالعلم نواجه السلاح والسلام.. وبالإيمان نقول بيقين لعدونا نحن لا

<2>