إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية، أمام وفود مؤتمر علماء المسلمين

نخاف شيئا أبداً الآن.. كل شيء بيد الله سبحانه ونحن نؤمن أننا في دفاعنا عن عقيدتنا وأرضنا ومستقبل أجيالنا إما أن ننتصر أو نستشهد، وفي كلا الحالتين منتصرون بعون الله.

       يقتضينا هذا أن تكون نظرتنا إلى العالم من خلال عقيدتنا نظرة جديدة.. لابد أن نربي الطفل والشباب والراشد على مبادئ وقيم أخشى أن تكون قد أهملت في الفترة الماضية.. لابد أن نعمل جميعاً كل منا في مكانه لنبني المجتمع الإسلامى الجديد القائم على العلم والإيمان.. لا نهمل العلم أبداً وعلينا في نفس الوقت أن نرسخ من الإيمان.

       إن هذه المرحلة بلاء ابتلينا به وامتحان نمتحن فيه أدعو الله أن يوفقنا جميعاً لكي ننجح في هذا الامتحان ونجتاز هذا البلاء كما اجتزنا ما ابتلينا به من قبل في غزوات سابقة وأن نخرج من هذه الغزوة الشرسة أقوى في يقيننا وإيماننا وتمسكنا ببناء المجتمع الإسلامي الجديد على أساس من العلم والإيمان فلا يجب أن نتخلف مرة أخرى.

       أمر آخر هام وجوهري في رسالتنا: لماذا الحقد والفرقة والتشتت؟ لن نستطيع أن نبني بالحقد أبداً.. دعونا نضرب كل هذا ونعود لجوهر عقيدتنا.. الحب والصفاء والأخوة والقوة التي تتولد بالإيمان وبالثبات وباليقين دعونا نعود إلى جوهر رسالتنا: الإيمان هو ما وقر في القلب، الإيمان اخوة. محبة. يقين. غيرة على قيمنا وعلى حياتنا وأرضنا أيضا.. وعلى مستقبل مجتمعنا الإسلامي.. على إيمان إيجابي كامل.

       بعد هذا أعود فأكرر ترحيبي بكم على تراب هذه الأرض التي عرفتموها وعرفتم تاريخها في الحفاظ على الدعوة والنضال في سبيلها.. في هذا المكان وهو يمثل قطعة من ريف مصر.. من الأرض الطيبة التي تؤمن بكل القيم الشريفة والنبيلة الطيبة التي انبتت هذا الشعب وصاغت له عبر الأجيال من خلال رسالات السماء، سماحة وصلابة وقوة وأصالة.

       أعود فأرحب بكم باسم هذه الأرض وباسم شعبها وباسم أزهرنا وادعوا الله سبحانه وتعالى أن يكون لقاؤنا المقبل على هذه الأرض وقد طهرت.. واختتم كلمتى لكم بحديث لبعض الصوفية بدأت به ولايتى (رب علمت فقدرت فلك القوة والقهر، وبيدك الخلق والأمر، فكن معنا يارب بالقرب).

والسلام عليكم ورحمة الله.


<3>