إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب

خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية
في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب

القاهرة، 15 أكتوبر 1972
جريدة الأهرام، القاهرة: 16 أكتوبر 1972

بسم الله،

كل عام وأنتم بخير،

أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،

        لقد وصلنا في نضالنا إلى نقطة أصبح فيها محتماً على كل واحد منا أن يحمل مسؤوليته بالكامل، وان يعطي كل ما عنده بغير حساب، وان يكون مستعداً إلى أقصى درجات الاستعداد لتلبية نداء الواجب المقدس فى أي وقت وفى أي مكان.

        إن شعوباً قبلنا واجهت مثل ما نواجه اليوم وسمعت صيحة النذير تقول لها: ليس أمامكم إلا العرق والدم والدموع. والصيحة التي يجب أن تملأ آذاننا نحن اليوم هى انه: ليس أمامنا إلا الحق والدم والأمل، لأنه لم يعد هناك مجال فى نضالنا للدموع لأن الذي نخوضه ليس حرباً بالمعنى القديم للحروب وإنما الذي نخوضه هو صراع الحياة والموت معاً. والنتيجة ليست مجرد النصر أو الهزيمة وإنما نتيجته كما قلت أمامكم وأمام شعبنا أكثر من مرة نتيجته هي: نكون أو لا نكون.

        ونحن حين نقول ذلك لانهول من الخطر الذي نواجهه ولا نبالغ في تصويره، وينبغي علينا هنا أن نفرق بين مسألتين:

الأولى: أن الخطر كبير من حيث إن العدو الذي يتربص بنا لا يشتبك معنا على نزاع حدود أو على مغانم تكون له أو تكون لنا، وإنما الصدام على أرضنا بكل ما فيها ومن فيها.

        إن الاستعمار الاستيطاني المسلح على نحو ما نرى في إسرائيل يخلع شعباً من أرضه، ووسيلته في الخلع هي الإبادة والتشريد وفق خطة مقررة وليس هناك حد يتوقف عنده وإنما مطامعه متجددة باستمرار، متسعة بمقدار ما يستطيع سلاحه، أو السلاح الذي يعطى له، أن يصل.

        هكذا رأيناه فيما احتل من فلسطين سنة 1948.

        هكذا رأيناه فيما احتله بعد ذلك سنة 1949.

<1>