إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب

  • لن يكون على هذه الأرض المصرية، ولن نسمح بأن يكون هناك على هذه الأرض العربية، من يفرط في حق لشعب فلسطين.

         لكن الوقت قد حان لكي لا نكتفي بالكلام وحده. إن الوقت قد حان لكي نجعل الولايات المتحدة تدفع ثمن هذا التأييد المجنون لإسرائيل. وتدفعه غالياً.

         وإذا كان هناك من يقولون لنا إن ما نراه الآن على المسرح السياسي الأمريكي، سواء كان وصفه المهزلة أو المأساة، هو من نتائج لعبة الانتخابات الأمريكية، فإن هذه دعوى باطلة ولقد آن أن نضرب وأن نضرب في الصميم، إلا إذا استطاعت الولايات المتحدة أن تخلص نفسها بسرعة وبحزم من هذه التبعية شبه الاستعمارية لإسرائيل وقد فعلت ذلك مرة في وقت كان رئيسها الحالي نائباً للرئيس مع الجنرال ايزنهاور الذي اختار أن يقف مع المبادئ وليس مع الصداقات خلال معركتنا المنتصرة المجيدة سنة 1956 في السويس.

         انتقل إلى موقف أوروبا الغربية وهو موقف نهتم به اهتماماً كبيراً عن تقدير للصلات الحضارية والاستراتيجية والاقتصادية عبر البحر الأبيض.

         إن أوروبا الغربية هي بالدرجة الأولى فرنسا وبريطانيا وألمانيا الغربية. وعلاقتنا بفرنسا طيبة منذ استطاع ديجول مع عبد الناصر بناء جسر بين شمال البحر الأبيض وجنوبه.

         وعلاقتنا مع بريطانيا تتحسن ونحن نرجو أن يستمر هذا التحسن. ومن سوء الحظ أننا لا نستطيع أن نقول نفس الشيء عن ألمانيا الغربية التي تمارس اليوم أساليب الإرهاب النازي ضد العرب.

         انتقل الآن إلى الدول غير المنحازة وقد يكون مفيداً أن أقول إن سياسة عدم الانحياز لم تكن مرتبطة بعصر الحرب الباردة بحيث تسقط مع انتهاء هذا العصر.

         إن سياسة عدم الانحياز هي سياسة الاستقلال الوطني. وهي سياسة السلام القائم على العدل، وهي سياسة المشاركة في رخاء العالم، وإلا انتهى العالم من استقطاب بين الكتل السياسية ذات العقائد المختلفة إلى ما يكاد أن يكون صراعاً طبقياً حاداً ودموياً بين الأغنياء والفقراء على سطح الكرة الأرضية كلها.

         نحن نؤمن بسياسة عدم الانحياز ونعتبرها منهاجاً مستمراً.

         ولعلي أضيف أمام حضراتكم إنني سوف أشرع في اتصالات مع الصديق جوزيف بروز تيتو والسيدة أنديرا غاندي لكي نجدد معًا حيوية ذلك الدور الذي حمل لواءه نهرو وعبد الناصر وتيتو.

         انتقل إلى أفريقيا وقد تأذنون لي أن اوجه من فوق منبر مجلسكم الموقر رسالة إلى الاخوة في أفريقيا أقول لهم: تذكروا أن هناك من يسعون إلى تفتيت تضامن القارة الأفريقية.

         إن الشمال العربي في القارة رفيق كفاح للقلب والغرب والشرق والجنوب من قارتنا.

<10>