إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب

        ونحن نراه الآن في الضفة الغربية للأردن، وفي القدس، وفي المرتفعات السورية، وفي غزة، وفي سيناء. نراه في كل هذه الأماكن.

         وما لم نقف،

         وما لم نتصد،

         وما لم نقاتل،

         وما لم ننتصر، فلسنا نعرف غداً أين تكون المطامع وإلى أي حد يصل التآمر الذي استبد به غرور القوة، ووجد من يعطيه منها مددا دائما بغير قيد ولا شرط، واعني به المدد الأمريكى لإسرائيل.

النقطة الثانية: أن الخطر مع جسامته ليس هولاً لا يقهر وإنما على العكس من ذلك تماماً فإن هزيمته ممكنة ويساعد عليها أن هذا الخطر رغم جسامته مضاد لمنطق الطبيعة، مضاد لحركة التاريخ.

        وإنما يتعين علينا أن نتذكر أن الطبيعة لا تفرض منطقها في  مدى زمني مقبول، كما أن التاريخ لا يفرض حركته فى هذا المدى الزمني المقبول، إلا إذا كان هناك عمل إنساني منظم، قادر بالعلم وقادر بالإيمان على أن يضع نفسه في الاتجاه الصحيح لمنطق الطبيعة وفي الاتجاه الصحيح لحركة التاريخ.

        وليست هذه معجزة مستحيلة، وإنما هي مسألة قابلة للتحقيق عندما يتوافر المناخ الملائم لها. والمناخ الملائم لها هو مناخ الوطنية التي تجعل من كل إنسان كتلة حية من أرض وطنه. وتجعل من كل كتلة أرض حياة تنبض وتهب وتقاتل.

        والوطنية بهذا المعنى ليست مجرد نبرة حماسية، وإنما هي، وبهذا المعنى، رباط مقدس بين الأرض والإنسان في كل شيء، في الحياة وفي الحرية، وفي الكرامة، وفي الشرف.

        رباط مقدس، أبدياً أزلياً، إراده الله. وما أراده الله لا يمكن أن يكون غيره.

أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب،

        علينا إذن أن نفرق بين هاتين النقطتين ولا نسهو ولا نخطئ أبدا.

        جسامة الخطر من ناحية، وإمكانية صده وتصفيته من ناحية أخرى.

        ومن هاتين النقطتين: استيعابهما بعمق، والانطلاق منهما بوعي، نستطيع أن نفكر وأن نخطط وأن نواجه، راضين بمسئولية العرق والدم، واثقين بعدهما بالأمل في نصر الله سبحانه وتعالى وتأييده.

        وحين نصل أيها الاخوة والأخوات إلى هذه النقطة في نضالنا فإننا نصل إليها واثقين، لسنا فقط في إننا على حق، وإنما واثقون أيضا في أن امتنا كلها وهي في نفس موقفنا تماماً من الخطر، تدرك أيضا أننا على حق، كما أن العالم كله وراء امتنا العربية، يدرك هو الآخر أننا على حق.

<2>